مواطن شاب بشرطة دبي يفك غموض 350 جريمة
أسهم المواطن الملازم أول حمدان جمال إبراهيم أهلي (28 عاماً)، في فك غموض 350 جريمة مختلفة، خلال عمله في إدارة مسرح الجريمة بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، رغم صغر سنه، كما نال درجة الامتياز في دبلوم إعداد القادة الذي نظمته الأكاديمية الوطنية لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي».
ويُعد أهلي أصغر خبراء مسرح الجريمة، إذ ارتقى إلى منصب مساعد خبير في عمر 22 عاماً، وحصل على تدريب على أيدي أفضل الضباط المحترفين في شرطة دبي وخارجها، حتى صار محاضراً لطلبة الدراسات العليا والطلبة المرشحين بأكاديمية شرطة دبي.
وقال أهلي لـ«الإمارات اليوم»: إن «القائد العام لشرطة دبي اللواء عبدالله خليفة المري يولي اهتماماً كبيراً بالشباب، ويعزّز إتاحة الفرص للكوادر الوطنية الموهوبة»، لافتاً إلى أنه كان الإماراتي الوحيد الذي شارك في دورة الأكاديمية الوطنية لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية التي أقيمت أخيراً في الولايات المتحدة، بمشاركة 251 شخصية أمنية حول العالم، وحصل على درجة الامتياز فيها.
وأضاف أنه كان منجذباً من البداية إلى مسرح الجريمة لما يمثله من أهمية كبيرة في كشف غموض الجرائم، لذا بدأ في دراسة هذا التخصص مبكراً بالأكاديمية، وارتبط اسمه بالمركز الأول في دورات العلوم الجنائية التخصصية، لافتاً إلى أنه لايزال يذكر تفاصيل أول مسرح جريمة انتقل إليه في سن 22 عاماً، وكان عبارة عن جريمة قتل لامرأة، قتلها زوجها، ورمى جثتها في كيس نفايات، ولم يشعر بالخوف، أو القلق، رغم صعوبة الجريمة، وذلك بفضل دعم زملائه، ومنهم رئيس قسم إعادة بناء مسرح الجريمة النقيب محمد عبدالعزيز الخلوفي.
وتابع: «أعيش كل يوم تحدياً جديداً، حيث أنتقل إلى جميع الحوادث الجنائية التي تحدث في مدينة دبي، ومن بينها جرائم القتل، والسقوط، والانتحار، والسرقات، والمشاجرات، وغيرها»، لافتاً إلى أن لكل قضية إجراءات معينة، تختلف عن القضايا الأخرى، وتقع مسؤولية منطقة الجريمة بالكامل على ضابط مسرح الجريمة، إذ يجب عليه في بداية الأمر تأمين نفسه عبر ارتداء الواقي الكامل، قبل دخول مسرح الجريمة.
وأشار أهلي إلى أن مهمته الأساسية دائماً هي اكتشاف الجريمة، والوصول إلى هوية الفاعل أو الفاعلين، ومعرفة كيفية وقوعها، وتحديد أداتها، ويتم ذلك عبر تطويق مسرح الجريمة، والمعاينة الأولية، وتدوين أقوال المُبلغ أو الشهود والتحقق منها، إضافة إلى توثيق المكان بالتصوير وجمع الأدلة وتتبع آثار الأقدام ورفع البصمات والتحليل والاستنتاج وربط الأفكار، ومعاينة أماكن الدخول والخروج والكاميرات الموجودة في المكان، لرسم سيناريو كامل وشامل.
وحول التحديات التي يواجهها، أفاد الملازم أهلي، بأنها كثيرة، وبعضها يكون خطيراً للغاية، مثل احتواء الجثث في مسارح الجريمة على أمراض معدية خطيرة، كما تقع أحياناً في أماكن مرتفعة أو مناطق صحراوية تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي حوادث السقوط، يتوجب علينا المعاينة من أماكن خطرة مثل النوافذ في الأبراج أو البنايات الشاهقة، وفي حوادث القتل تملأ الدماء مسرح الجريمة، ما يضاعف احتمالات الانزلاق والسقوط، مشيراً إلى أنه يتجاوز دائماً كل هذه التحديات بفضل دعم وتوجيه فريق عمل إدارة مسرح الجريمة، والاطلاع على الإجراءات التي اتخذها أساتذته وزملاؤه في جرائم سابقة، كما استفاد من قراءة الكتب الجنائية، ومتابعة بعض القضايا الداخلية السابقة التي كانت تُدرس من قبل نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، ما شجعه كذلك على العمل حالياً على تأليف كتاب عن مسرح الجريمة، بإشراف مساعد المدير لشؤون مجالس التأديب، والمؤلف العقيد عادل السميطي.
وأكد أنه يشعر بسعادة بالغة وراحة كبيرة، بعد فك لغز مسرح الجريمة، لأنه يمثل تغلباً جديداً على تحدٍ صعب، كما يرسخ إحساسه بأنه يسهم في حفظ حقوق الناس، عبر تحليل الجريمة، وتقديم الأدلة القاطعة التي تثبت إدانة المجرم، فلا يهرب من العدالة، ولا يستطيع الإفلات من العقوبة، كما يشعر بمتعة لا تُوصف أثناء تقديم المحاضرات لطلبة أكاديمية شرطة دبي، لافتاً إلى أن شرطة دبي تزخر بخبراء، يمثل كل واحد منهم مدرسة جنائية مستقلة، مثل مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي اللواء خليل إبراهيم المنصوري، الذي أسهم في مئات القضايا المعقدة عبر تاريخ طويل من العمل في هذا المجال الصعب.