100 يوم تفصل الإمارات عن الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية
يخضع رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، لمجموعة تدريبات نوعية على مختلف جوانب مهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية مع طاقمي المهمة الرئيسي والبديل، مع اقتراب موعد انطلاق مركبة «سويوز إم إس 15» بعد قرابة الـ100 يوم.
ويتدرّب هزاع المنصوري مع الطاقم الأساسي للمهمة، والمؤلف من قائد الرحلة رائد الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأميركية جيسيكا مير، فيما يخضع سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي البديل، لتدريبات مماثلة مع الفريق البديل، الذي يتألف كذلك من ثلاثة رواد فضاء، ويضم إضافة إلى النيادي كلاً من الروسي سيرغي ﻧﻴﻜﻮﻻﻳﻔﻴﺘﺶ ﺭﻳﺰﻳﻜﻮﻑ، والأميركي توماس هنري مارشبيرن.
ويشارك المنصوري والنيادي بالتدريبات في مركز «يوري غاغارين» في «مدينة النجوم» في روسيا، للمرة الأولى مع طاقمي المهمة، على مركبة «سويوز إم إس» على الإقلاع والهبوط وكيفية التعامل مع الحالات غير الاعتيادية أو الطارئة. وسيخضع رواد الفضاء المشاركون في مهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، لمجموعة من الفحوص الطبية الضرورية لقياس مستوى اللياقة البدنية والذهنية بناء على معايير عالمية قبيل تنفيذ المهمة.
كما سيجريان تدريب النجاة في بيئة المحيطات خلال الشهر المقبل، ومن المقرر أن يتوجه هزاع المنصوري وسلطان النيادي، مع طاقمي المهمة الأساسي والبديل إلى المركز الأوروبي لرواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية «ESA» في مدينة كولون في ألمانيا، ومن ثَم إلى مركز ليندون بي جونسون للفضاء في هيوستن بتكساس التابع لوكالة ناسا الأميركية، لتلقي المزيد من التدريبات على المهمة.
وبهذه المناسبة، قال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء يوسف حمد الشيباني: «يوماً بعد يوم، نقترب من تحقيق رؤية القيادة في تحقيق الريادة في مجال الفضاء عبر انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء، لإجراء تجارب علمية تفيد البشرية، فلم يتبقَّ على انطلاق الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية إلا أقل من 100 يوم، حيث تنعقد آمال الشباب الإماراتي والعربي على هذه المهمة، كخطوة مُهمة ليس لدولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، وإنما للوطن العربي بأسره، ونتطلع قدماً لنرى برنامج الإمارات لرواد الفضاء يحقق هدفه في إعداد أجيال من المواطنين يسهمون في تعزيز مكانة الدولة في علوم وأبحاث الفضاء، بما يخدم التطلعات التي تهدف إلى بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة».
من جانبه، قال مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء سالم المري: «نفتخر بالمستوى الذي وصل إليه رائدا الفضاء الإماراتيان، بفضل جهودهما، والإمكانات المتوافرة لهما، لقد اكتسبا خبرات كبيرة من خلال التدريبات المكثفة التي خاضاها حتى الآن لتأهيلهما، لتنفيذ المهمة على أكمل وجه، وما زال هناك تدريبات إضافية مع شركائنا في روسيا وأوروبا والولايات المتحدة، ما سيعزز جهوزيتهما قبل 25 سبتمبر».
يُذكر أن المنصوري سيذهب إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 15» في 25 سبتمبر المقبل، حيث سيقضي ثمانية أيام على متن المحطة، ثم سيعود على متن المركبة «سويوز إم إس 12».
ويحظى برنامج الإمارات لرواد الفضاء بدعم مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الذراع التمويلية للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ويُعتبر هذا الصندوق، الذي أطلق في عام 2007، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.