استغاثة على الهواء تدفع الشمري إلى تأسيس الفريق
«إنقاذ الإمارات» ينقذ 10 آلاف عالق في الصحراء والجبال
تمكَّن فريق «إنقاذ الإمارات»، الذي يضم أكثر من 500 عضو من مختلف الجنسيات، من إنقاذ أكثر من 10 آلاف شخص من العالقين في جميع المناطق الصحراوية والبرية والبحرية والجبلية في الدولة، وذلك منذ أن أسس المواطن علي الشمري، (42 عاماً)، الفريق العام الماضي، (عام زايد الخير)، إثر سماعه استغاثة من مقيم عربي عبر البث المباشر في إحدى الإذاعات المحلية، عن تعرضه لتغريز إطارات مركبته، وسط إحدى المناطق الصحراوية، دون أن يكون معه المال الكافي لطلب النجدة من شركة نقل المركبات «ريكفري».
بدأ الشمري بإنشاء فريق من أصحاب الخبرة في الإنقاذ البري والبحري، والبحث الجوي الشراعي والفرسان والدراجات البرية والبحرية، لمساعدة العالقين في الصحراء، والمناطق البرية والبحرية والجبلية ومناطق الأودية، مجاناً، دون أي رسوم مالية، في مقابل الدعاء بالرحمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
وتفصيلاً، قال قائد ومؤسس فريق «إنقاذ الإمارات»، علي الشمري، لـ«الإمارات اليوم»: «بعض السائقين لا يملكون المال لطلب المساعدة من شركات (ريكفري)، لنقل مركباتهم العالقة وسط المناطق الصحراوية البعيدة أو المناطق الجبلية الوعرة، كما أنها لا تصل إلى جميع المناطق الصعبة، لذلك قررت إطلاق فريق (إنقاذ الإمارات)، ليقدم خدمات الإنقاذ مجاناً في جميع مناطق الدولة».
وأضاف: «بدأت في إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف المتابعين بالخدمة المجانية التي يقدمها الفريق في جميع مناطق الدولة، وتم وضع أرقام هواتف أعضاء الفريق، ليتمكن أي شخص يحتاج للمساعدة والإنقاذ من التواصل معنا في أي وقت وفي أي مكان».
وأوضح الشمري أن «الفريق التطوعي يعمل لوجه الله، وأن بعض الأشخاص الذين تتم مساعدتهم وإنقاذهم من وسط المناطق الصحراوية باستخدام المركبات ذات الدفع الرباعي، يصرون على دفع المال مقابل إنقاذهم، إلا أن الفريق يرفض مبدأ الخدمة مقابل المال، ويطلب منهم الدعاء بأن يحفظ الله الإمارات وشيوخها، ويرحم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه».
وأشار إلى أن الفريق لديه أكثر من 118 مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي لفيديو تعديل حادث انقلاب مركبة على طريق دبي - العين، وأعضاء الفريق لديهم الخبرة الكافية في الإسعاف والإنقاذ في المناطق الصحراوية والجبلية والبحرية، كما يمتلك أدوات وسيارات وطائرات شراعية للبحث عن المفقودين وإنقاذهم في جميع المناطق بالدولة، إضافة إلى أن بعض أعضاء الفريق لديه خبرة في الغوص في البحر، ضمن مهام الإنقاذ.
وأكد الشمري أن معظم البلاغات التي تصل إلى الفريق تكون من خلال الأفراد أو من خلال مراكز عمليات الشرطة في الدولة التي تستعين بالفريق، كونه يعتبر الأسرع في الوصول إلى مكان البلاغ، والأكثر خبرة في التعامل مع حالات الإنقاذ في مختلف المناطق، كونه يملك الكثير من المعدات والمركبات والأجهزة المخصصة للإنقاذ في البر والبحر والجبل. ولفت إلى أن البلاغات ترتفع في موسم الشتاء، خصوصاً مع تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة وارتياد الشباب والأسر للمناطق الصحراوية الطبيعية وللمناطق الجبلية القريبة من مجرى الأودية.
وتابع الشمري: «أثناء ذهابنا إلى مكان البلاغ في المناطق الصحراوية والجبلية، نجد في طريقنا نحو 15 حالة بحاجة للإنقاذ، نتيجة غرز إطارات مركباتهم في الرمال الصحراوية، كما نجد في طريق عودتنا 10 حالات تعطلت مركباتهم، ولم يتمكنوا من الاتصال بغرف العمليات، نتيجة انقطاع الإرسال عنهم».
وأوضح أن مهمة «فريق إنقاذ الإمارات» محفوفة بالمخاطر والصعوبات، خصوصاً خلال وجودهم في صحراء الربع الخالي، التي لا يوجد فيها إرسال، ومقطوعة من أي خدمات، حيث تتم القيادة بالملاحة بالطرق البدائية للوصول إلى مكان البلاغ، وقد شارك الفريق في فعاليات «تل مرعب» التي تقام في الدولة، من خلال عمله التطوعي في عمليات الإنقاذ.
وأضاف أن الفريق استمر في عمليات الإنقاذ لمدة ثلاثة أيام متتالية دون انقطاع، من أجل إكمال مهمته الأساسية على أكمل وجه، بالتعاون مع الجهات المختصة في رأس الخيمة، مشيراً إلى أنه تم توجيه الشكر للفريق من قبل القائد العام لشرطة رأس الخيمة اللواء عبدالله بن علوان النعيمي، تقديراً لجهودهم في عمليات الإنقاذ التي تمت في الإمارة. وأشار الشمري إلى أن الفريق أسهم خلال العام الجاري في إخراج جثة شاب غريق في بحر أم القيوين، عندما تلقى بلاغاً من الجهات المختصة في أم القيوين، خلال فترة الليل، لطلب المساعدة في عمليات البحث عن جثة شاب غرق في بحر الإمارة، حيث تم إجراء عمليات مسح للبر والشواطئ، ومسح جوي من خلال الاستعانة بالطائرات الشراعية للبحث عن الغريق، حيث تم العثور على الجثة صباح اليوم التالي، بمشاركة غواصين محترفين من فريق «إنقاذ الإمارات».
أصعب المهام
من أصعب المهام التي شارك فيها فريق «إنقاذ الإمارات» كان في أبريل الماضي، عندما علق نحو 700 شخص في وادي البيح بمنطقة جبل جيس، نتيجة الأمطار الغزيرة وفيضان مياه الوادي، وإغلاقه الطريق أمام المركبات العالقة، وتعرض الفريق لخسارة عدد من المركبات بغرق إحداها، وتعطل بعضها، وتلف المعدات بسبب طبيعة المهام وصعوبة التضاريس وطبيعة الطقس، خصوصاً أثناء محاولة إخلاء العالقين في وادي البيح وجبل جيس.
«جمعية نفع عام»
قال قائد ومؤسس فريق «إنقاذ الإمارات»، علي الشمري: «يشارك الفريق في الاحتفال والتوعية بالمناسبات الوطنية والرسمية والأعمال البيئية، وتم تقديم طلب تسجيل (إنقاذ الإمارات) كـ(جمعية نفع عام) في وزارة تنمية المجتمع، ومازلنا ننتظر القرار، بعد حصولها على الترخيص اللازم، ليتم التنسيق والغسهام بشكل أكبر وأفضل، لدعم مجهودات وتوجيهات حكومتنا الرشيدة، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية 2030».
الشمري: الفريق يرفض مبدأ الخدمة مقابل المال، ويطلب الدعاء بأن يحفظ الله الإمارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news