محمد بن زايد والرئيس الصيني يعقدان جلسة مباحثات رسمية في بكين
16 اتفاقية ومذكرة تفاهـــــم لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بيــــن الإمارات والصين
عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية أمس، جلسة مباحثات رسمية، تناولت تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ورحب الرئيس الصيني في بداية جلسة المباحثات - التي عقدت في قاعة الشعب الكبرى - بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، مؤكداً أن زيارة سموه تعطي دفعاً قوياً للعلاقات الثنائية، بما يلبي تطلعات البلدين وشعبيهما إلى فتح آفاق أوسع للتعاون.
واستعرض الجانبان علاقات الصداقة ومسارات التعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات وجمهورية الصين وأهم المقومات والفرص الواعدة لتطويرها، خصوصاً في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والطاقة المتجددة، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين، إضافة إلى العديد من القضايا والمستجدات التي تشهدها المنطقة، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
ونقل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إلى الرئيس الصيني، وتمنياته للشعب الصيني الصديق مزيداً من التقدُّم والتنمية والاستقرار.
وأعرب سموه عن تهاني دولة الإمارات حكومة وشعباً للصين وحكومتها وشعبها بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، متمنياً لهذا البلد الصديق مزيداً من التقدم والتطور والازدهار.
واستذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الزيارات التي قام بها إلى جمهورية الصين خلال الفترة الماضية، وما حظي به من حفاوة استقبال من قبل الرئيس الصيني وشعبه.
وأكد سموه متانة العلاقات الدبلوماسية الإماراتية - الصينية وتميزها منذ إقامتها خلال شهر نوفمبر عام 1984، حيث شهدت نقلات نوعية كبرى في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها، مشيراً إلى أن هذه النقلات كانت ترجمة لما تملكه هذه العلاقات من إمكانات التطور والنماء من ناحية، وما يتوافر لها من إرادة سياسية مشتركة من ناحية أخرى.
وأشار سموه إلى الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى جمهورية الصين الشعبية خلال عام 1990، والتي كان لها الدور الأكبر في وضع أسس العلاقات بين البلدين الصديقين ومبادئها على مدى العقود الماضية.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن ترقية الشراكة الاستراتيجية، التي كانت قائمة بين البلدين منذ عام 2012، إلى شراكة استراتيجية شاملة؛ بمناسبة الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2018، كانت بمنزلة تتويج لمسار طويل وناجح من التعاون الإماراتي - الصيني الذي أثمر شراكات رائدة في المجالات المختلفة، مؤكداً سموه أن تطوير العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة يمثل توجهاً استراتيجياً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وستعمل على تعزيز هذا التوجه ودعمه خلال السنوات المقبلة.
ونوَّه سموه بالنمو الكبير الذي شهده معدل التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الماضية؛ ما جعل الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبما يميز العلاقات الإماراتية - الصينية من تنوُّع كبير يشمل التكنولوجيا والفضاء والصناعة والاستثمار والطاقة والتعليم والثقافة وغيرها.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة تفتح أبوابها للاستثمارات الصينية، وحريصة على تذليل أي عقبة أمام هذه الاستثمارات، كما تشجع رجال الأعمال الإماراتيين على الاستثمار في الصين، واكتشاف فرص التعاون وبناء الشراكات الفاعلة التي تصب في مصلحة التنمية في البلدين.
وأشاد سموه بمبادرة «حزام واحد - طريق واحد»، التي أطلقتها جمهورية الصين الشعبية منذ سنوات، واصفاً إياها بالمبادرة التنموية والحضارية الرائدة، مؤكداً أن موقع دولة الإمارات العربية المتحدة الاستراتيجي، وبنيتها التحتية العصرية، وقدراتها اللوجستية المتطوِّرة، وعلاقاتها التجارية المتنوعة والواسعة مع مختلف دول العالم، بما فيها جمهورية الصين الشعبية، ودورها المسؤول في سوق الطاقة العالمي، يجعلها طرفاً فاعلاً في مبادرة «حزام واحد - طريق واحد» ومحطة أساسية من محطاتها.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على حرية حركة الملاحة الدولية وسلامتها في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط والتعاون مع جمهورية الصين الشعبية وغيرها من الدول الصديقة لتحقيق هذا الهدف، وضمان التدفق الآمن لإمدادات النفط إلى العالم، لما يمثله ذلك من أهمية كبرى بالنسبة إلى استقرار الاقتصاد العالمي وعدم تعرضه لأي مخاطر أو تهديدات.
كما أكد سموه أن جمهورية الصين الشعبية، بما تملكه من قدرات وإمكانات كبيرة، لها دورها المحوري في العالم، وحضورها المؤثر في القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، وترتبط بمنطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط بشكل عام بعلاقات قوية ومتنوعة؛ ولذلك فإن دولة الإمارات تتطلَّع دائماً إلى دور صيني فاعل في إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط؛ والتصدِّي لمصادر الخطر والتهديد، مشيراً إلى التوافق والتعاون بين البلدين في العمل ضد التطرف والإرهاب والقوى الداعمة له؛ كونه أكبر تهديد لأمن العالم واستقراره وتنميته.
وعبر سموه عن تفاؤله الكبير بمستقبل العلاقات الإماراتية - الصينية، وارتياحه إلى ما تشهده من تطور وازدهار مستمرِّين؛ بفضل الأسس القوية التي تقوم عليها، والدعم المستمر لها من قبل قيادتَي البلدين الصديقين.
ووجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشكر والتقدير إلى القيادة الصينية على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، معرباً عن تمنياته لجمهورية الصين الشعبية وشعبها الصديق دوام التطوُّر والرخاء.
من ناحية أخرى، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس شي جين بينغ، أمس، مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، شملت المجالات الدفاعية والاقتصادية والتجارية والبيئية، إضافة إلى التعليمية والجمارك والطاقة، التي تهدف إلى تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتعاون الثنائي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي وقعها البلدان:
1ــ اتفاقية في مجال التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين، وقّعها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومستشار دولة وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه.
2ــ مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة والمحافظة عليها بين وزارة التغيير المناخي والبيئة في دولة الإمارات ووزارة الإيكولوجيا والبيئة في الصين، وقّعها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير الإيكولوجيا والبيئة، لي قان جيا.
3ــ مذكرة تفاهم بشأن التعاون العلمي والتكنولوجي للذكاء الاصطناعي بين «مكتب الذكاء الاصطناعي» في مكتب رئيس الوزراء في دولة الإمارات ووزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، وقّعها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير العلوم والتكنولوجيا الصيني وانغ جي قانغ.
4 ــ مذكرة تفاهم بين مكتب الأمن الغذائي في مكتب رئيس الوزراء في الدولة ووزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية في حكومة منغوليا الداخلية، بشأن مشروعين للأمن الغذائي وحديقة متكاملة للزراعة والثروة الحيوانية، وقّعها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومن الجانب الصيني وزير الزراعة والشؤون الريفية، خان تشان فو، وحاكمة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم في الصين بو شياو لين.
5 ـ مذكرة تفاهم بين دولة الإمارات وجمهورية الصين لتشجيع المؤسسات الإماراتية والصينية على التعاون التجاري والاقتصادي مع إفريقيا، وقعها من جانب دولة الإمارات وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري، فيما وقعها من الجانب الصيني وزير التجارة جونغ شان.
6ــ مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية بين وزارة الطاقة والصناعة في الدولة والإدارة الوطنية للطاقة في جمهورية الصين الشعبية، وقعها وزير الطاقة والصناعة سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، ورئيس الإدارة الوطنية للطاقة في الصين جانغ جيان هوا.
7ــ مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم في الدولة ومعهد كونفوشيوس/ هانبان بشأن إدخال اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم في مدارس الدولة، وقعها وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، ورئيس مقر معاهد كونفوشيوس/هانبان، ما جيان فاي.
8 ــ مذكرة تفاهم للتعاون بين دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي والمتحف الوطني الصيني، وقعها رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي سيف محمد الهاجري، ورئيس المتحف وانغ تشون فا.
9ـــ مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة النفط البحرية الصينية الوطنية «cnooc»، وقعها وزير دولة الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ورئيس الشركة الصينية يانغ هوا.
10ــ اتفاق بين الهيئة الاتحادية للجمارك في دولة الإمارات والإدارة العامة للجمارك في الصين بشأن الاعتراف المتبادل ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد في جمارك دولة الإمارات وإدارة ائتمان المؤسسات في جمارك الصين، وقعها وزير دولة أحمد بن علي الصايغ، ورئيس جمارك الصين ني يو فنغ.
11 ــ مذكرة تفاهم بين سوق أبوظبي العالمي واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية، وقعها وزير دولة رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي أحمد بن علي الصايغ، ورئيس اللجنة خي لي فنغ.
12ــ اتفاقية تعاون بين سوق أبوظبي العالمي ومجموعة «إيفيربرايت» لتأسيس المجموعة الصينية مركزها المالي والاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سوق أبوظبي العالمي، وقعها وزير دولة أحمد بن علي الصايغ، ومن الجانب الصيني رئيس المجموعة لي شيا بنغ.
13ــ اتفاقية بين سوق أبوظبي العالمي والمؤسسة الصينية الوطنية للطاقة النووية «سي إن إن سي» لإنشاء المؤسسة ــ التي تعد أكبر المؤسسات المملوكة للحكومة الصينية - مركزاً للخزانة ومركزاً مالياً وتشغيلياً واستثمارياً في سوق أبوظبي، وقعها وزير دولة أحمد بن علي الصايغ، ورئيس المؤسسة الصينية الوطنية للطاقة النووية يو جيان فنغ.
14 ــ مذكرة تفاهم بين موانئ أبوظبي وشركة جيانغسو للتعاون عبر البحار والاستثمار المحدودة والبنك الصناعي والتجاري الصيني المحدود، وقعها رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات رئيس مجلس إدارة شركة موانئ أبوظبي فلاح محمد الأحبابي، ومن الجانب الصيني وقعها رئيس البنك الصناعي والتجاري تشن سي تشينغ، ورئيس شركة جيانغسو، وانغ فو.
15ــ مذكرة تفاهم بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمؤسسة الصينية الوطنية للطاقة النووية «سي إن إن سي»، وقعها الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد إبراهيم الحمادي، ورئيس المؤسسة الصينية يو جيان فنغ.
16ـــ اتفاقية بشأن التعاون البحثي المشترك بين جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة تشينخوا الصينية، وقعها نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا الدكتور عارف سلطان الحمادي، ومن الجانب الصيني رئيس جامعة تشنخوا، تشيو يونغ.
الرئيس الصيني: البيان المشترك وثيقة منهجية مهمة للجانبين
قال الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية: «إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بلاده تجسد اهتمام سموه بتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها»، معرباً عن تقديره للدعم الذي يبديه سموه لعلاقات البلدين الصديقين.
ونوه بالزيارة التاريخية التي قام بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2018 والتي أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، معرباً عن تقديره لحفاوة الاستقبال التي حظي بها خلال الزيارة.
وقال: «إن البلدين يعملان بشكل متواصل على تطوير العلاقات الثنائية القائمة على أسس الثقة والمصالح المتبادلة»، معرباً عن ارتياحه لمستوى تطور ونمو العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى البيان المشترك الذي سيصدره الجانبان في ختام زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية والذي يعد وثيقة منهجية مهمة للجانبين. وأقام الرئيس شي جين بينغ مأدبة غداء كبرى تكريماً لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والوفد المرافق.
ولي عهد أبوظبي:
• «معدل التبادل التجاري بين البلدين جعل الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات».
الرئيس الصيني:
• «البلدان يعملان لتطوير العلاقات الثنائية على أسس المصالح المتبادلة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news