«صواب»: العنصرية والانغلاق وألعاب الفيديو وراء «العنف العشوائي»
أكد 49% من المشاركين في استطلاع رأي أجراه مركز «صواب»، أن السبب الرئيس في تفشي عمليات إطلاق النار والعنف العشوائي، التي تقع في بعض المجتمعات حول العالم، هو تبني مرتكبيها أفكاراً عنصرية دفعتهم إلى ارتكاب هذه الجرائم.
ورأى 28% من المشاركين في الاستطلاع، الذي نشره المركز عبر حسابه على موقع «تويتر»، وبلغ عدد المشاركين فيه أكثر من 3000 شخص، أن الانغلاق والجهل بالآخر يعد السبب الرئيس للأفكار العنصرية، فيما عزا 18% السبب إلى تأثير الألعاب الإلكترونية، فيما رأى 5% أن هناك أسباباً أخرى وراء هذه الظاهرة.
وشهدت مناطق عدة حول العالم آخرها في الولايات المتحدة الأميركية، وقوع عمليات إطلاق نار عشوائي، أسفرت عن وقوع عشرات من الضحايا الأبرياء، فيما عزت السلطات الأمنية أسبابها إلى تبني أصحابها أفكاراً متطرفة.
ورأى مشارك في الاستطلاع محمد سمير، أن العنصرية والجهل والتعصب والطمع في الآخر، هي من الأسباب الرئيسة وراء وقوع عمليات العنف والكراهية، واتفق معه المشارك خالد، مؤكداً أن العنصرية لها النصيب الأكبر في دوافع مرتكب هذه الجرائم، حيث إنها منبع للإرهاب والتطرف.
ورأت منى محمد أن التشبع بأفكار عنصرية سببه الانغلاق والجهل بالآخر، فيما استبعد عبدالرحمن تأثير الألعاب الإلكترونية في العالم الافتراضي على تشجيع الأفراد على ارتكاب مثل هذه الجرائم.
من جانبه أكد مركز «صواب»، المبادرة الإماراتية - الأميركية المشتركة لمكافحة دعايات وأفكار الإرهابيين على الإنترنت والترويج للبدائل الإيجابية المضادة للتطرف، في تغريدات، أن السلام لا يأتي إلا بالتسامح بين اختلافات البشر، والتعايش بين أناس من أجناس وألوان ومعتقدات مختلفة.
وأكد أن «الإنسانية هي السلاح الأكثر فاعلية ضد منابع التطرف، والتضامن والاتحاد، وهذا الاتحاد يبدأ داخل الأسرة»، داعياً الأفراد إلى الانفتاح والحوار وبناء مجتمعات مدركة للعديد من أخطار التفكير المتطرف وحماية عالمنا من هذه الآفة.
ونبه إلى أن «التسامح والانفتاح على العالم من حولنا من أغنى ما قد نكتسبه، فتقبل الآخر واستيعاب اختلافاته وغنى ثقافته هو فتح باب التعايش والسلام، والاتحاد ضد كل ما يهدد استقرار المجتمع».
ودعا إلى الاهتمام بالصعوبات التي يواجهها الشباب، ومساعدتهم على تكوين شخصيات تستطيع مواجهة تحديات الحياة والتغلب على المشكلات النفسية التي قد يواجهونها، وتحصينهم ضد منابع التطرف، داعيا إلى «التعاون والتوعية ونشر الأفكار السليمة، إذ إن ذلك من أبرز الحلول لمحاربة التطرف والفكر الضلالي».
وشرح مفهوم التسامح بأنه «التخلي عن رغبتنا في إيذاء الآخرين لأي سبب كان، وأنه عندما يكون السلام والتسامح والتناغم اللبنات الأساسية في الحياة وبناء المجتمعات، سنقضي على التطرف والإرهاب والعنصرية».
وأشار إلى أن «التسامح يشكل قوة ناعمة وأداة عصرية لمواجهة التطرف، وأسلوب وقاية من شرور خطابات الكراهية والعنف السياسي وأيديولوجيا الجماعات الإرهابية»، لافتاً إلى أنه غالباً تأتي النزعات العنيفة على شكل ردة فعل لنظام رافض للتنوع، ووحدها قيم المحبة والتعايش والتسامح قادرة على هزيمة تيارات التطرف والإرهاب العمياء».
ونوه بأن «مجتمع الإمارات يحرص على غرس شتائل التسامح والعفو والطيبة في الأطفال، وسيجني ثمار الخير والعطاء والسلام، لأن أبناءه صناع المستقبل، والاستثمار فيهم أنجع وسيلة لضمان غدٍ مشرق».
وأكد أهمية تعلم ثقافة الحوار والاختلاف وفكرة الرأي والرأي الآخر، لأن لكل منا عقله وتفكيره، ولا يجب لأحد منا أن يقلل الآخرون من شأنه، منبهاً إلى أن كره الآخر وعدم معرفته والخوف منه فقط لأنه مختلف عنك، هي من منابع التطرف الذي يهدد قيم التعايش والود، فيجب إعطاء الفرصة للآخرين لإظهار وجهات نظرهم التي من الممكن أن تثري ثقافتنا، وأن تعددية الثقافات تثبت دائماً أن التنوع أقوى.
التصدي للتطرف عبر الإنترنت
استهدفت حملات مركز صواب التدمير الذي مارسه «داعش»، ضد العائلات والمجتمعات والحضارات الإنسانية، وركز على إنجازات المرأة في منع التطرف والوقاية منه ومقاومته، وفي تنمية مجتمعها.
ويشجع المركز الحكومات والمجتمعات والأفراد على المشاركة في التصدي للتطرف عبر الإنترنت، كما وفر الفرصة لإسماع صوت الملايين حول العالم، ممن يعارضون «داعش»، ويدعمون جهود المركز في إظهار وحشية الجماعات الإجرامية.