مؤتمر دولي: الإسلام أرسى قواعد التسامح والحوار

أكد المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد بالعاصمة الأردنية عمان في يوليو 2005، تحت عنوان «حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر»، أن الإسلام أرسى أحسن القواعد للعلاقات الإنسانية بين الأفراد والأمم والشعوب، بغض النظر عن الاختلاف في العقيدة أو اللون أو الجنس، على قاعدة من التسامح والحوار مع الآخرين لما فيه الخير للإنسان في كل مكان وزمان.

وقال البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الذي أطلق عليه «رسالة عمان»، إن الاعتراف بالمذاهب في الإسلام يعني الالتزام بمنهجية معينة في الفتاوى، فلا يجوز لأحد أن يتصدى للإفتاء دون مؤهلات شخصية معينة يحددها كل مذهب، ولا يجوز الإفتاء دون التقيد بمنهجية المذاهب، ولا يجوز لأحد أن يدعي الاجتهاد، ويستحدث مذهباً جديداً أو يقدم فتاوى مرفوضة تخرج المسلمين عن قواعد الشريعة وثوابتها وما استقر من مذاهبها.

وأشار إلى أن الاعتراف بالمذاهب والتأكيد على الحوار والالتقاء بينها، تضمن الاعتدال والوسطية والتسامح والرحمة ومحاورة الآخرين، داعياً إلى نبذ العنف بين المسلمين، وتوحيد كلمتهم ومواقفهم، وإلى التأكيد على احترام بعضهم بعضاً، وتعزيز التضامن بين شعوبهم ودولهم، وإلى تقوية روابط الأخوة التي تجمعهم على التحاب في الله تعالى، وألا يتركوا مجالاً للفتنة وللتدخل بينهم.

وأوضح أن ما يجمع بين المذاهب الإسلامية أكثر بكثير مما بينها من الاختلاف، فأصحاب المذاهب متفقون على المبادئ الأساسية للإسلام، فكلهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى واحداً أحداً، وبالقرآن الكريم كلام الله المنزل، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً للبشرية كافة، وكلهم متفقون على أركان الإسلام الخمسة: الشهادتين والصلاة والزكاة وصوم رمضان، وحج البيت، وعلى أركان الإيمان: الايمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، واختلاف العلماء من أتباع المذاهب هو اختلاف في الفروع وليس في الأصول، وهو رحمة، لافتاً إلى أنه قديماً قيل إن «اختلاف العلماء في الرأي أمر جيد».

ولفت إلى أهمية التركيز على الثوابت الأساسية المرتبطة بالإسلام في تعامله مع المجتمع الإنساني وعلى المعوقات التي تعترض الإسلام والمسلمين في المجتمع المعاصر، وعما يمكن انتهاجه من سبل لمواجهتها، وكيفية العمل على تصحيح الصورة المتعمد تشويهها، وكلها قضايا تشغل أهل الفكر والسياسة في العالم الإسلامي الواسع.

الأكثر مشاركة