تطبيقات رقمية لمراقبة المياه الجوفية في أبوظبي
كشفت هيئة البيئة في أبوظبي، عن استخدامها تطبيقات رقمية لجمع بيانات مراقبة المياه الجوفية في الإمارة، وتحديد مواقع جديدة لم تكن مغطاة في خطة المراقبة، لإضافتها إلى شبكة مراقبة المياه الجوفية، مشيرة إلى أن المياه الجوفية تسهم بنسبة 63% من إجمالي استخدام المياه في أبوظبي، مقابل 29% للمياه المحلاة، و8% للمياه المعالجة.
وأكدت الهيئة في تقريرها السنوي لعام 2018، الصادر أخيراً، تطويـر سلسلة من التشريعات المعنية بإدارة موارد المياه الجوفية في أبوظبي، بالشراكة مع الجهات ذات الصلة في الإمارة، حيث حددت هذه التشريعات متطلبات وإجراءات الحصول على التراخيص البيئية المختلفة، بما فيها حفر الآبار، واستخراج المياه، وتشغيل وحدات التحلية، ومتطلبات صيانة عدادات المياه الجوفية بناء على المعايير التقنية.
كما تتناول التشريعات إدارة المياه المالحة الناتجة عن عملية تحلية المياه الجوفية، ومتطلبات وقف تشغيل الآبار، والشروط البيئيـة لعملية حفر الآبار.
وأشارت الهيئة إلى أن استخراج المياه الجوفية بشكل مفرط أدى إلى تدهور جودتها خلال الـ20 عاماً الماضية، إذ بلغ معدل الاستخراج الحالي 2.070 مليون متر مكعب، فيما تبلغ كمية المياه الجوفية المحتمل وجودها حالياً 642 ألف مليون متر مكعب.
وذكرت الهيئة أن شـبكتها المطورة لمراقبة المياه الجوفية تتكون من 665 بئراً، حيث تسهم البيانات المجموعـة من هذه الآبار في تحديـث خريطة المناطق المستنزفة، كما تعتبر هـذه الخريطة عنصراً أساسياً في دعم إدارة المياه الجوفية في الإمارة.
ولفتت إلى أن مسح البيانات الأساسية بشأن جودة المياه الجوفية، أسهم في تحديد أربعة مؤشرات رئيسة شملت معرفة مدى تأثير الأنشطة البشرية في مخزون المياه الجوفية، وتقييم معدل التغذية الطبيعية في مختلف خزانات المياه الجوفية في جميع أنحاء الإمارة، وإعداد خرائط مؤشر جودة المياه الجوفية التي توفر مدخلات قيمة تتعلق بتخطيط استخدامات الأراضي، إضافة إلى مراجعة الخطة الشاملة لمراقبة جودة المياه الجوفية خلال العقد المقبل، لافتة إلى حصر وتسجيل 117 ألفاً و859 بئر مياه في المزارع الزراعية، وقياس وتسجيل مستويات المياه في 46 ألفاً 120 بئراً، وقياس الموصلية الكهربائية في 28 ألفاً و288 بئراً، وتسجيل بيانات 1156 محطة تحلية مياه صغيرة الحجم للاستخدام الزراعي.
وأكدت الهيئة أن عام 2018 شهد استمرار مساهماتها في توفيـر مخزونات استراتيجية للمياه الجوفية عبر ثلاثة مشروعات ضمن استراتيجية إدارة المياه الجوفية للطوارئ، تضمنت إعادة تأهيل حقول الآبار غير المستخدمة في منطقتي العين والظفرة، وتطوير نتائج دراسات الجدوى والمشروع التجريبي لإعادة تعبئة الخزانات الجوفية، إضافة إلى التخزين الاستراتيجي للمياه العذبة في ليوا، مشيرة إلى إعادة تأهيل 200 بئر مياه غير مستخدمة في حقل كشونا (منطقة العين) وحقل بوحصة (منطقة الظفرة)، لاستخدامها لتوفير مياه صالحة للشرب أثناء حالات الطـوارئ.
وتابعت أن نتائج دراسات الجدوى الخاصة بإعادة تعبئة الخزانات الجوفية كشفت عن إمكان إنشاء مشروع لتخزين واستعادة المياه الجوفية في منطقة الشويب، حيث تمت مراجعة الخطط القائمة، والتحقق من الخصائص الهيدرولوجية، والتصميم التصوري والأداء التشغيلي، كما أسهمت نتائج التقييم في تحقيق تقييم بدائل مخزون المياه الجوفية في حالات الطوارئ بإمارة أبوظبي، وتقييم أفضل السيناريوهات لربط المشروعات الاستراتيجية للمياه الجوفية في منطقة الظفرة (مشروع ليوا)، ومشروع آبار المياه غير المستخدمة في منطقة العين (مشروع الشويب)، وتحديد وتقييم دور إمارة أبوظبي في استراتيجية أمن المياه في دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى تقييم سيناريوهات ربط المشروعات الاستراتيجية للمياه الجوفية في منطقة العين (الشويب) والمشروعات المقترحة على مستوى بقية إمارات الدولة.
وأكدت الهيئة أن مشـروع التخزين الاستراتيجي للمياه العذبة في منطقة الظفرة، يُعد أحد المشروعات الرائدة في تخزين المياه الجوفية عالمياً، وأكبر مشروع لتخزين المياه العذبة من صنع الإنسان في العالم، حيث يتم حقن خزانات المياه في منطقة ليوا بالمياه المحلاة لتعزيز جودة المياه الجوفية، وزيادة مخزون المياه العذبة. وتبلغ كمية المياه التي تم حقنها (المياه المخزنة) نحو 25.5 مليون متر مكعب، أي ما يعادل توفير نحو 180 لتراً للفرد الواحد في أبوظبي لمدة 90 يوماً في حالات الطوارئ.