أكدت أن التنمر الإلكتروني يعبّر عن اللاتسامح وآثاره مدمرة
«وطني الإمارات» تدعو الشباب إلى الوجود الإيجابي في «التواصل الاجتماعي»
أفادت مؤسسة وطني الإمارات، بأن «التنمر الإلكتروني» يعبّر عن حالة اللاتسامح، داعية إلى توعية الشباب بأهمية الوجود الإيجابي على منصات التواصل الاجتماعي.
كما دعت في تقرير أصدرته أخيراً بعنوان «التنمر والكراهية الإلكترونية مهدد للحالة النفسية والفكرية عند الشباب» إلى عدم التفاعل مع الهاشتاج أو الحسابات التي تتضمن ألفاظاً عن الكراهية الدينية أو المذهبية، أو التي تتضمن محتوى عن التنمر القائم على الاستهزاء بمظاهر الآخرين.
وشدّد التقرير على أهمية تثقيف الشباب على أهمية تفادي استخدام أساليب السخرية، والتشويه، والاستخفاف في كتابة التعليقات، أو المشاركة بالصور، أو مقاطع الفيديو مع الآخرين، والاهتمام ﺑﺎﻟﻮعي ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ في ما يخص أساليب الحوار، وإبداء التعليقات واحترام اختلاف الآخر.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، ضرار بالهول الفلاسي، إنه انطلاقاً من أهداف المؤسسة في تعزيز حوار الثقافات وقيم المجتمع والسماحة، وتعزيز المشاركة الفاعلة لتمكين فئة الشباب الإماراتي في مختلف المجالات، وتكوين قاعدة معرفية للكيان الاجتماعي الإماراتي، حرصت المؤسسة على إصدار التقرير، الذي يعرض أشكال التنمر الإلكتروني، وأساليبه ونتائجه على ضحاياه.
وأضاف بالهول أن التقرير يهدف إلى توعية الأهالي، والمدرسين، والشباب، بخطورة التنمر الإلكتروني، وكيف يمكن مواجهته، مشيراً إلى أنه جاء بناءً على قراءة علمية عميقة لتقريري «الشباب والتطرف العنيف على شبكات التواصل الاجتماعي»، و«التنمر الإلكتروني وآثاره على حقوق الإنسان»، الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».
وأشار التقرير إلى أنه وفقاً للأبحاث والنشرات المختصة بفئة الشباب الصادرة عن منظمة اليونسكو، فإن سبعة من كل 10 شباب تعرضوا للإساءة عبر مواقع المحادثة وقنوات التواصل الاجتماعي، موضحاً أن التنمر يعود إلى النزعات الاجتماعية الخفية للأحكام المسبقة، وغالباً ما يؤثر في الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص محمية مثل العرق، والدين، والهوية.
وذكر أن التنمر ينتشر أكثر في البيئة المدرسية، لكن مع وجود تكنولوجيا الاتصالات وانتشار قنوات التواصل الاجتماعي، أصبح الشباب عرضة للتنمر في أي مكان وأي وقت، سواء كانوا في المنزل أو الجامعة أو في جلسة مع الأصدقاء، ونظراً إلى ارتباط الإنترنت بالحياة ومتطلباتها، فإن هناك شباباً لديهم فرصة ضئيلة جداً للهروب من إساءات التنمر الإلكتروني، فيما يبقى العديد من الشباب في حالة مستمرة من التوتر والقلق، حيث تشير أرقام منظمة الأمم المتحدة أن ضحية من كل ثلاث ضحايا للتنمر تعرضت لأذى ذاتي من جراء ذلك، وأقدم شخص من بين كل 10 على محاولة الانتحار، وأن شخصاً واحداً من كل شخصين من الشباب الذين تعرضوا للتنمر لم يخبر أحداً بذلك لأسباب الخوف والحرج وعدم الثقة بأنظمة الدعم. وأوضح أن التنمر يؤدي إلى ثلاث مشكلات رئيسة عند الشباب، هي الأثر المدمر على الصحة النفسية، والأثر السلبي على الصحة الجسدية، والمعاناة من الإجهاد.
وذكر تقرير «التنمر الإلكتروني وآثاره على حقوق الإنسان»، الصادر عن اليونسكو أنه بعد تحليل 19 مليون تعليق على مدى أربع سنوات، تبين أن هناك خمسة ملايين من حالات الكراهية بين النساء، وأن 52% من إساءات كراهية النساء المسجلة كتبت بواسطة نساء، وغالباً ما استهدفت «المظهر»، كما وجد التقرير سبعة ملايين و700 ألف حالة من حالات العنصرية.
أنماط الكراهية
أفاد تقرير «التنمر الإلكتروني وآثاره على حقوق الإنسان»، الصادر عن اليونسكو بأن الكراهية الإلكترونية القائمة على المظهر تعد أكثر أنماط الكراهية الإلكترونية شيوعاً في العالم الافتراضي.
وأوضح أن السبب وراء ذلك يكمن في انتشار ظاهرة المشاهير، ما يجعل الشباب تحت ضغوط هائلة من وسائل الإعلام، والمؤثرين، والمحتوى الإعلامي، الذي يستهلكونه للظهور والتصرف بطريقة العيش بأسلوب حياة الرفاهية المبالغ فيها، إضافة إلى تطلع الشباب إلى أن يصبحوا نسخة من نماذج القدوة التي يرونها في وسائل الإعلام الرقمي، وفي حال بدوا أقل من «المظهر الخارجي للقدوة» فإنهم يصبحون عرضة للكراهية والتنمر القائم على المظهر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news