«دار زايد للثقافة»: شيوع التسامح يرتبط بالازدهار

الحضارة الإسلامية رائدة في التسامح والتنوع الثقافي

صورة

أكد تقرير صادر عن دار زايد للثقافة الإسلامية، أخيراً، أن التجربة المثمرة التي خاضتها الحضارة الإسلامية في مجال التسامح الديني وحوار الحضارات، كانت رائدة بكل المقاييس، مشيرة إلى أنها تدين بهذه الريادة لمرجعية الإسلام وقيمه الإنسانية، ونظرته إلى الإنسان، بما يناسب احتياجاته المختلفة وتوجهاته نحو تعمير الكون من حوله.

وأضاف التقرير، الذي نشرته الدار على موقعها الإلكتروني، أن التنوع في ثقافة وفكر واعتقاد ورغبات البشر من سنن الخالق، تعالى، في الكون، ففي الآية الكريمة: [ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذٰلك لآيات للعالمين]، أن يتبادل الناس الخبرات، ويمدوا جسور التواصل والتعارف بينهم، في إطار قيم التسامح الإنساني، لغاية تحقيق التضامن والتعاون، والتقدم الحضاري للوجود الإنساني.

وأفاد رئيس وحدة المناهج والدراسات في دار زايد للثقافة الإسلامية، الدكتور محمد شهمات، بأن الحضارات التي استطاعت أن تخدم الإنسانية هي تلك التي قامت على أصل التسامح، واحترام المبادئ الإنسانية النبيلة، والالتزام بالقيم الأخلاقية، وتقدير الإنسان والمحافظة على حقوقه، وتوفير الحرية والسعادة له.

وأضاف أن النصوص التاريخية تبيّن أن المجتمعات قد عرفت أزهى عصور الحضارة، عندما سادتها روح التسامح، فصارت منارة للعلم والحضارة، موضحاً أن من أبرز هذه المحطات الرائدة في التاريخين العربي الإسلامي على سبيل المثال لا الحصر، محطة الأندلس، حيث استطاع الأسلاف تأسيس حضارة عظيمة امتدت على مدى قرون طوال، تركت العديد من مظاهر الرفعة لهذه الحضارة، إذ استطاع المجتمع الأندلسي أن يؤلف بين العديد من الفئات المجتمعية المختلفة، والديانات المتعددة، من أجل تحقيق مصلحته العليا، فكانت الأندلس بذلك مضرباً للمثل في التسامح الديني والعلاقات الإنسانية، والتعايش المشترك المبني على المودة والاحترام والتراحم.

وقال إنه من خلال التجربة التاريخية السابقة، يتضح أن التسامح حاجة مجتمعية ملحة لكل المجتمعات البشرية، لإنشاء الحضارات وضمان تقدمها، ذلك أن الصورة الأخلاقية والقيمية للتسامح تنعكس على جميع أنظمة المجتمعات وازدهارها.

الحضارة الأندلسية

أفاد رئيس وحدة المناهج والدراسات في دار زايد للثقافة الإسلامية، الدكتور محمد شهمات، بأن التميز الحضاري الأندلسي دفع بالباحثين في الحضارة الإنسانية وفي الثقافات المختلفة، إلى الاهتمام بالأندلس، فدرسوا مجتمعها وآدابها وعلومها المنقولة والمعقولة المتطورة، مثل المناظرات الدينية وفنون القول، ونشوء علم مقارنة الأديان مع الإمام ابن حزم القرطبي، والإسهامات الفكرية للعلماء والفقهاء، وفي المعمار الهندسي البديع، وفي الفلاحة، وفي شتى المجالات الاجتماعية والعلمية والإدارية والاقتصادية، وهي مؤشرات قوية إلى مظاهر التحضر والرقي بفضل التسامح الإنساني السائد.

مليون متسامح

بلغ عدد الموقّعين على وثيقة «المليون متسامح»، التي أطلقتها دار زايد للثقافة الإسلامية، في أبريل الماضي، لتشجيع الفرد على أن يكون متسامحاً مع نفسه، ومع من حوله، ومع مجتمعه، إلى 102 ألف شخص، فيما وصل عدد زوار الموقع الإلكتروني الخاص بالوثيقة إلى نحو 604 آلاف شخص.

تويتر