المساجد تلعب دوراً في تعزيز التسامح ودعم الحوار
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التقاء الثقافات والديانات وتفعيل الحوار بين الديانات، وتعزيز التسامح مسؤولية لابد أن تسعى المساجد لتفعيلها، والاستفادة منها في نقل صورة واضحة صحيحة عن الإسلام، بعيداً عن المغالطات التي لا أساس لها، مدللاً على ذلك بالدور الذي تلعبه المساجد في إسبانيا في دعم التعايش والتسامح.
وأضاف في تقرير أصدره، أخيراً، أن محاربة موجة التطرف في الوقت الراهن هي مسؤولية جسيمة، تحملها المؤسسات المعنية، وعلى رأسها المساجد التي عليها دور توعوي يمكن أن يحد من مخاطر الإرهاب، وهي من أخطر المسؤوليات الدينية، فضلاً عن إقامة الصلوات والدروس الدينية والندوات والخطب وإقامة الشعائر.
واعتبر أنه من غير الممكن إغفال الدور الإنساني والاجتماعي للمسجد، لما ينتج عن ذلك من تأليف للقلوب، وإظهار الجانب الإنساني والاجتماعي للدين الإسلامي الحنيف، كما أنه مظهر مهم من مظاهر التعايش والاندماج المجتمعي والوطني، مؤكداً أن المسجد يلعب دوراً كبيراً في إصلاح المجتمعات، فلا يمكن إصلاح المجتمع إلا بتفعيل دور المسجد، لأنه يربي المجتمع تربية إيمانية متكاملة.
ولفت إلى أهمية قيام المساجد بدورها الحيوي في محاربة خطاب التطرف والكراهية، خصوصاً عند فئة الشباب، لحمايتهم من براثن الجريمة والتطرف والانحراف عن الجادة، وذلك بما تقدمه من خدمات للمسلمين في المجتمعات الغربية؛ من دروس تعليم اللغة العربية، ومبادئ الإسلام الوسطي.
وقال التقرير إنه في ظل متابعة مرصد الأزهر للأنشطة التي يقوم بها المسلمون في إسبانيا في سبيل التعريف بالإسلام، ونشر قيمه السمحة، وتفعيل دور المسجد في مواجهة التطرف، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال، والعمل على ترسيخها في أذهان المسلمين هناك، وتوضيحها لغير المسلمين، جرى متابعة المستجدات بالنسبة للمساجد في أنحاء إسبانيا خلال النصف الأول من العام الجاري، مبيناً أنه وفقاً لآخر الإحصاءات بلغ عدد المساجد في إسبانيا ألفاً و569 مسجداً رسمياً، بعد زيادة كبيرة خلال أربع سنوات.
وأوضح أن افتتاح المساجد في إسبانيا لا يمثل حدثاً دينياً فحسب، بل يعد حدثاً ثقافياً واجتماعياً، باعتبار ما سيقام فيها من فعاليات وأنشطة ثقافية وتعليمية واجتماعية، تضم حوار المتدينين، ولقاءات ثقافية مفتوحة، واحتفالات بمناسبات اجتماعية أو وطنية بارزة، مشيراً إلى أنه خلال شهر مايو الماضي افتتح مسجد ببلدية «البسيط» بإقليم «كاستيا لا مانتشا»، تبلغ مساحته 200 متر مربع، ويحمل اسم «مسجد بيت السلام»، ليكون ملتقى للتواصل بين الثقافات والديانات المختلفة، وقد لوحظ حضور غير المسلمين حفل الافتتاح؛ حيث كانت الدعوة موجهة للجميع.
ولفت إلى أنه في شهر يونيو الماضي افتتح مسجد بمدينة «أُورِيولَة» الإسبانية الواقعة بإقليم بلنسية شرق إسبانيا، والذي يتسع لعدد كبير من المصلين، كما أنه مجهز لعقد الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتم التأكيد خلال الفعاليات على أن المسجد مفتوح أمام الجميع من المسلمين وغيرهم، ولكل من يريد التعرف إلى الثقافة الإسلامية وطبيعة العمل داخل المسجد وأنشطته.
وأضاف أن مسجد مدينة «بطليوس» استضاف فعاليات عن التعايش السلمي، للتأكيد على أهمية نشر مفهوم التعايش كعامل أساس لا غنى عنه في تعزيز الحوار والتواصل بين أتباع الثقافات والديانات.
عمل إنساني
أكد تقرير صادر عن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن للمساجد وظيفة أخرى في أوقات الشدة والأزمات، هي استقبال المنكوبين وإيواؤهم.
وأوضح أن ذلك عمل إنساني بامتياز، يظهر إنسانية الإسلام ورحمته بالخلق وسماحته، وهي مبادئ إنسانية سامية، جاء الإسلام ليرسخها ويحث عليها.
وأشار إلى المساعدات التي قدمها مسجد «لا بورديتا» في مدينة برشلونة بإسبانيا لأكثر من 70 شخصاً، بعدما اندلع حريق في أحد المباني بشارع «صوريا».
«الأزهر» طالب المساجد بتأدية دورها الحيوي في محاربة خطاب التطرف والكراهية.