محمد بن زايد: رهان الإمارات علـى أبنائها هو الرابح
عاد إلى الإمارات، أمس، رائدا الفضاء الإماراتيان، هزاع المنصوري وسلطان النيادي، بعد نجاح رحلة المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ورفع اسم الوطن عالياً في سماء الإنجازات العلمية، وتحقيق حلم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بمعانقة الفضاء.
واستقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رائدي الفضاء لدى وصولهما مطار الرئاسة عائدَين من روسيا، تقديراً من قيادة الدولة واعتزازاً بأبناء الإمارات الذين يسهمون في رفعتها وبناء أمجادها بين الأمم.
وعاد برفقة هزاع وزميله النيادي، وفد من مركز محمد بن راشد للفضاء، وأعضاء فريق المركز الذين تابعوا المهمة الفضائية من مركز التحكم في المحطة الأرضية، التابعة لوكالة الفضاء الروسية.
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هزاع المنصوري على سلامة العودة من رحلته الناجحة والموفقة إلى محطة الفضاء الدولية، مشيداً بالروح العالية والهمة الكبيرة وقوة الإرادة، التي ظهر بها خلال كل مراحل هذه الرحلة، ما أسهم في نقل صورة طيبة عن الإمارات وشعبها إلى العالم كله، وأكد ريادتها وقوة إرادتها للمشاركة في مسيرة التقدم الإنساني.
وأثنى سموه على سلطان النيادي، وما أظهره من حماس وإخلاص في مساندة أخيه هزاع قبل الرحلة وأثناءها، مؤكداً أن العمل بروح الفريق الواحد هو أساس النجاح والتفوق.
وعبّر سموه عن شكره وتقديره الكبيرين لكل أعضاء الفريق الإماراتي، الذين أسهموا في الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية، وساعدوا على نجاحها وتحقيقها الأهداف المرجوة منها، من مهندسين وفنيين وغيرهم، لأنهم جميعاً عملوا بروح واحدة لهدف واحد، هو رفع اسم الإمارات عالياً في الساحة الدولية.
وخاطب سموه هزاع وسلطان قائلاً: «أنتما نموذجان للشباب الذي نفخر به، ونراهن عليه للمنافسة الحقيقية والجادة في مضمار التطور والتقدم في العالم، وأنتما اليوم نموذج وقدوة حسنة لكل الشباب الإماراتي والعربي وستظل الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية مصدراً للإلهام وحافزاً لشباب الوطن، للعمل بصدق من أجل رفعة الإمارات وتقدمها».
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات عندما وضعت برنامجها للفضاء كان إصرارها منذ البداية على أن يكون تنفيذ هذا المشروع بأيدي أبنائها وعقولهم، ولذلك عملت بقوة من أجل إعداد الكوادر المواطنة المؤهلة والمدربة في هذا المجال، لأن هدفها هو المشاركة الفاعلة في استكشاف الفضاء والانخراط الحقيقي في علومه ومعارفه، كونه جزءاً من سعيها لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وأكد سموه أن الإمارات تنظر إلى أبنائها، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على أنهم هم ثروتها الحقيقية، وأن الاستثمار فيهم هو الاستثمار الأمثل للحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن هزاع المنصوري وسلطان النيادي وإخوانهما العاملين في برنامج الإمارات للفضاء، يضعون الأسس القوية للانطلاق نحو تحقيق طموحاتنا في هذا الشأن، وصولاً إلى المريخ، ودعا سموه المنصوري والنيادي وزملاءهما في برنامج الفضاء الإماراتي، إلى المثابرة ومواصلة العمل والجهد والاجتهاد خلال الفترة المقبلة، لأن الطريق لايزال طويلاً، وطموحات الإمارات في مجال الفضاء كبيرة، وتعتمد بشكل أساسي على أبنائها في تحقيقها.
وأعرب سموه عن ثقته بأن أبناء الوطن قادرون على النجاح في التحدي الذي يواجهونه في هذا المجال، مؤكداً أن ما قام به هزاع وسلطان يثبت أن رهان الإمارات على أبنائها هو الرهان الرابح.
من جانبهما، شكر هزاع المنصوري وسلطان النيادي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على اللفتة الكريمة من سموه باستقبالهما في المطار، مؤكدَين أن هذا الاستقبال هو أكبر تكريم لهما، وأن هذه اللفتة ليست بغريبة على سموه الذي يؤمن بشباب الوطن وقدراتهم ويشجعهم على الدوام على اقتحام مجالات التكنولوجيا والعلوم الحديثة، ومنافسة الدول المتقدمة في هذه المجالات.
كما عبّرا عن تقديرهما للاهتمام الكبير الذي لمساه من قيادة الدولة خلال كل مراحل الرحلة، ما كان دافعاً لهما ولكل أعضاء الفريق الإماراتي المشرف عليها، لمزيد من التفاني وبذل الجهد والعمل من أجل تحقيق طموحات القيادة لمستقبل مشرق لوطننا الغالي.
وقال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري: «خلال اللحظات التي وطئت فيها أقدامنا أرض الوطن، شعرنا بفخر لا يضاهيه فخر، صحيح أن شعور الفخر يلازمنا على الدوام بما حققه أول رائد فضاء إماراتي، لكن لحظات وصولنا إلى أرض الوطن، أرض زايد، برفقة أول رائدي فضاء إماراتيين وقد حققنا طموح زايد، كانت مملوءة بالفخر والعزة، ونحن نرى سعادة واعتزاز شعب الإمارات بوصول أول إماراتي إلى الفضاء، وتحقيق حلم الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤية قيادتنا الحكيمة التي تستشرف المستقبل وتؤكد دائماً أن كلمة المستحيل لا توجد في قاموس دولة الإمارات العربية المتحدة».
وأضاف أن هزاع سطّر قصة نجاح جديدة أضيفت إلى إنجازات دولة الإمارات، وأصبح نموذجاً ملهماً لشباب دولة الإمارات وأجيال جديدة في الوطن العربي بأكمله، فيما تشكل مهمة هزاع إلى محطة الفضاء الدولية خطوة أولى تنطلق منها دولة الإمارات إلى مهام استكشافية في الفضاء الخارجي، تُعتبر إضافة نوعية للمعارف والعلوم.
وقال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف الشيباني، إن مهمة أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، شملت جهوداً هائلة بذلها فريق عمل وطني بغرفة العمليات في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي؛ وبمركز التحكم في المحطة الأرضية التابعة لوكالة الفضاء الروسية في موسكو، وبالمحطة الأرضية التابعة لوكالة ناسا في هيوستن، وأيضاً بالمحطة الأرضية التابعة لجاكسا في اليابان، إضافة إلى الفريق العلمي الذي خطّط للنشاطات التعليمية خلال هذه المهمة، وعمل مع جهات عالمية على تحديد التجارب العلمية التي سيقوم بها هزاع على متن المحطة.
ولي عهد أبوظبي:
«الإمارات تنظر إلى أبنائها على أنهم ثروتها الحقيقية.. وأن الاستثمار فيهم هو الاستثمار الأمثل للحاضر والمستقبل».
«العاملون في برنامج الإمارات للفضاء يضعون الأسس القوية للانطلاق نحو تحقيق طموحاتنا.. وصولاً إلى المريخ».
«الطريق لايزال طويلاً وطموحات الإمارات في مجال الفضاء كبيرة.. وتعتمد بشكل أساسي على أبنائها في تحقيقها».