«جسور التسامح» يعرِّف بجهود الدولة في دعم التواصل الحضاري
يعقد في أبوظبي في الـ17 من نوفمبر المقبل المؤتمر الدولي الأول حول جسور التسامح والتواصل الحضاري والأخوة الإنسانية من المحلية إلى العالمية، الذي تستضيفه جامعة محمد الخامس، على مدى يومين.
ويهدف المؤتمر إلى التعريف بجهود الإمارات في إرساء قيم السماحة والتعددية الثقافية والتواصل الحضاري، والانخراط في مشروعات علمية خادمة للنهج الوسطي في الفكر والفقه والقانون والإعلام.
وقال مدير جامعة محمد الخامس أبوظبي، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، الدكتور فاروق حمادة، إن «العالم يشهد اضطرابات فكرية انعكست اجتماعياً وسلوكياً بين الشعوب والدول وخارجها، وتجلى ذلك في تصرفات وأعمال عديدة، من أبرزها التعصب بين الثقافات والأعراق والديانات، وسالت جراء ذلك دماء، وأُزهقت أرواح، وأصبح التعصب بين الثقافات والديانات والأعراق مرضاً مؤثراً في الكيان البشري، وإذا تمادى وازداد، فإن مآسي أكبر مقبلة»، مؤكداً أن استشعاراً من عقلاء الأمم، فقد ارتفعت أصواتهم لنشر ثقافة جديدة تدعو إلى التسامح الإنساني، والتعاون البشري والتعارف الكوني، الذي يجلب الأمن والسلم لجميع البشر، وينشر الاستقرار.
وذكرت اللجنة المنظمة في بيان أصدرته أن الإمارات لم تزل تبني جسور التسامح بين مكونات مجتمعها المحلي، وتشارك في المنتديات العالمية لتعزيز السلم والانفتاح على مختلف الثقافات، حتى صارت بامتياز عاصمة عالمية للتواصل الحضاري، والحوار الديني، والتبادل الإنساني لمختلف التجارب والعوائد والخبرات والمبتكرات، وفق منهج تشريعي حكيم، وتنظيم إداري محكم، وتسلسل تنفيذي حثيث، يرسخ قيم التسامح التي توالت موجات العنف في أقطار شتى على اجتثاثها من القلوب.
وقالت إن عدداً غير قليل من أعداء الإنسانية تمادى في تلويث عقول الكثيرين بأفكار القطيعة والصدام الحضاريين، وبث خطابات العداء، وإشاعة الكراهية والبغضاء في مستويات الاجتماع البشري الأسري والمحلي والإقليمي والدولي، حتى كاد الضمير الإنساني أن يرفض قبول الآخر، لولا بقية من أصوات أصيلة تستمسك بعهدهم في رعاية حرمة كل آدمي، مهما كان لونه وعرقه ودينه وطائفته، ومد جسور التواصل الفكري والحضاري إليه برعاية حقوقه، والوفاء بالعهود معه، وتأمينه على نفسه وماله وعرضه، والسعي إلى إسعاده، لأن له أخوة في دين التوحيد خصوصاً، أو في الإنسانية عامة، وهو نظير في الخلق له أهلية تامة ليتمتع بحقوقه كاملة.
وأضافت: «في إطار الجهود الجبارة التي تبذلها الإمارات لنشر قيم الاعتدال وسبل التعايش والسلام، ارتأت جامعة محمد الخامس في أبوظبي دعوة العلماء والكتاب والمفكرين والأساتذة الباحثين لعقد مؤتمر علمي عالمي، لبحث موضوع مد جسور التسامح والتواصل الحضاري والأخوة الإنسانية من المحلية إلى العالمية».
وأشارت إلى أن المؤتمر يناقش ضمن محاوره التسامح والتواصل الحضاري من المنظورين الديني والإنساني، وجسور التسامح والتواصل الحضاري في الحضارة الإسلامية والقوانين والعلاقات الدولية، وجهود الإمارات في تفكيك خطاب الكراهية.