قرقاش: صراعات المنطقة وصلت إلى منعطفات حاسمة .. والعام المقبل "مُبشّر"
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أن السلوك الإيراني يشكّل مصدر قلق كبير لبلدان المنطقة، مشدداً على أن دولة الإمارات لا تسعى إلى المزيد من التصعيد في هذه المرحلة، بل تعمل على خفض حدة التوتر وزيادة الوئام.
وقال قرقاش – في كلمته الافتتاحية لملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس، الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي -: "التوتر لن يكون مفيداً لأي طرف، ومن ثم نأمل في وجود انفتاح للأزمة من خلال الحد من تدخلات إيران في شؤون بعض دول المنطقة وإعادة النظر في برنامجها النووي، لأنه لا يمكن البدء في حوار بدون تحقيق هذه الخيارات".
وأعرب قرقاش عن تفاؤله فيما يتعلق بإمكانيه تحقيق تقدم كبير خلال العام المقبل في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: "لقد وصلنا إلى منعطفات حاسمة في الصراعات والتحديات الكبرى عبر منطقتنا من اليمن إلى ليبيا وحتى إيران، ولذلك يمكن أن تكون الشهور الاثنى عشر المقبلة حاسمة".
وأضاف: "لدينا عام آخر من تحديات أخرى في المنطقة تدعو للتفاؤل، حيث وصلنا إلى منعطفات محورية في النزاعات في بلدان مثل اليمن وليبيا، والأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة ومبشرة".
وأكد قرقاش في كلمته بالملتقى – الذي ينظمه على مدى يومين، مركز الإمارات للسياسات، تحت عنوان "تنافس القوى القديم في عصر جديد" – أن قدرة دولة الإمارات على جمع العالم معاً، وبناء التفاهم بين الثقافات المختلفة، تجلت في أبهي صورها هذا العام، بدءًا من استقبال قداسة البابا فرانسيس الثاني، بابا الفاتيكان، في زيارة تاريخية هي الأولى لشبه الجزيرة العربية، ومروراً بتنظيم أول أولمبياد خاص لأصحاب الهمم، وصعود أول رائد فضاء إماراتي وعربي لمحطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى الاستعدادات النهائية لاستضافة "اكسبو دبي 2020" العام المقبل.
وشدد قرقاش على أن تمكين الشباب والنساء يمثل أولوية في سياسة دولة الإمارات، منوهاً إلى أنه المجلس الوطني الاتحادي سيشهد في انعقاده الجديد وجود 50 في المئة من أعضائه من النساء.
وأكد أن الأزمات التي تشهدها المنطقة بدءًا من استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية على المملكة العربية السعودية، والغزو التركي لسوريا، والتهديدات المستمرة من إسرائيل لضم أراضي فلسطينية، فضلاً عن الصراعات في العراق واليمن والتطورات في لبنان، تتطلب إدارة حذرة وإرادة سياسية حكيمة لمواجهتها، وهدوءً ونتائج صارمة ودبلوماسية نشطة عبر التعاون القائم على المبادئ وليس المنافسة الهدامة بين القوي الكبرى.
وقال قرقاش : "التعامل مع إيران لا يجب أن يكون بتبني الخيار الخطأ عبر الحرب، ولذلك نأمل في وجود انفتاح للأزمة بالحد من تدخلات إيران في بعض الدول في المنطقة وإعادة النظر في برنامجها النووي، إذ لا يمكن البدء في حوار بدون تحقيق هذه الخيارات"، لافتاً إلى أن دول الخليج بحاجة لتكون طرف في المفاوضات، وكذلك الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، فالجميع يحتاج لرؤية نهاية هجمات إيران الصاروخية غير المقبولة التي تساهم في تقويض العمليات السياسية بالمنطقة "بحسب قوله".
وعن تطورات المشهد اليمني، قال قرقاش: "الوضع في اليمن مبشر ويحتاج إرادة سياسية قوية وهو ما رأيناه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخيه الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، وجهودهما في خروج اتفاق الرياض إلى النور، ما يؤكد أن الخيارات أمامنا ليست في صراع لا نهاية له، أو ترك الشعب اليمني تحت رحمة الحوثيين، بل الحل في وضع سياسي قوي".
وأضاف: "بعد إعادة نشر قواتنا في عدن، ستكون أولويات الإمارات في التحالف العربي هي مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، ومكافحه التهديدات الإرهابية، وحماية الأمن البحري، فالإمارات قدمت 6 مليارات دولار مساعدات لـ17.2 مليون يمني في 22 محافظة باعتبار القضية اليمنية أولية لها"، معرباً عن امتنا الإمارات للملكة العربية السعودية والأطراف اليمنية في عقد اتفاق الرياض وخروجه للنور.
وفيما يتعلق بالملف التركي، قال قرقاش: "لا يمكن أن يكون لدينا نظام مستقر إذا شعرت دول مثل إيران أو تركيا بأنه بإمكانهما التدخل بحرية في دول أخرى، تركيا الآن تواجه خطر العزلة في العالم العربي، والعالم العربي يجب ألا يُعامل بأن يكون فضاء جيوسياسي لتنافس القوى على الهيمنة فيه، الدور التركي في سوريا يقوض العملية السياسية في المنطقة، والغزو التركي لشمال شرق سوريا ستستمر آثاره الإنسانية والأمنية والجيوسياسية السلبية إلى مدى بعيد".
وعن التطورات في السودان قال: "الوضع السوداني مبشر حيث لعب الاتحاد الإفريقي إلى جانب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دوراً حيوياً في المساعدة في مساعدة السودان من عبور الأزمة عبر الانتقال السلمي بعيداً عن النظام القمعي للرئيس البشير وإلى ترتيب لتقاسم السلطة الذي سيؤدي بدوره إلى انتخابات وتعيين حكومة مدنية".
وأضاف: وكثيرا ما يساء تفسير نوايانا بشأن القضية السودانية في وسائل الإعلام، مصلحتنا في السودان ليست أيديولوجية، نحن نركز فقط على مساعدتها على تجنب الانتقال الفوضوي للسلطة وخلق نظام يستجيب بشكل أفضل لتطلعات الشعب السوداني، فضلاً عن دعم الاستقرار الإقليمي".
وتابع: "في منطقتنا يرتبط بناء ثقافة احترام السيادة الوطنية ارتباطًا وثيقًا بجهودنا الرامية إلى معالجة الإيديولوجيات الإسلامية المتطرفة لأنه في طبيعة هذه الأيديولوجيات، سواء كانت سنية أو شيعية، لا يعترفون بشرعية الحدود الوطنية".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news