نهيان بن مبارك: «قمة التسامح» امتداد طبيعي لمسيرة الإمارات
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح رئيس مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح، أن القمة العالمية للتسامح أصبحت امتداداً طبيعياً لما تقوم به دولة الإمارات من أدوار متعددة في خدمة المجتمع والإنسان في المنطقة والعالم، ولما تتسم به مسيرتها الظافرة من سلام وتآلف ووئام، بين جميع أبنائها والمقيمين فيها، مستشهداً بكلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي قال فيها: «إن أكثر ما نفاخر به الناس والعالم، ليس ارتفاع مبانينا، ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا، بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات، نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر بمحبة حقيقية، وتسامح حقيقي.. يعيشون ويعملون معاً، لبناء مستقبل أبنائهم، دون خوف من تعصب أو كراهية، أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون، أو دين، أو طائفة، أو عِرق».
واعتبر في كلمة ألقاها، أمس، أمام القمة أن النظرة الثاقبة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لحاضر ومستقبل الإمارات، نقطة الانطلاق في تنظيم القمة العالمية للتسامح، بما يسهم في تعميق الحوار الإيجابي الصادق حول سُبل تحقيق السلام والتسامح والنماء في كل ربوع العالم، مشيراً إلى أن تنظيم القمة العالمية للتسامح ينطلق من توجيهات القيادة التي ترى التسامح طاقة روحية كبرى، تدفع البشر إلى التحلّي بقيم الرحمة والتعايش والتكافل والمحبة والسلام.
وأضاف أن «التسامح كما يعرفونه في الإمارات هو أداة فاعلة لنشر العدل والسلام، وحل النزاعات والصراعات في المجتمع والعالم، وأنه يُنمي القدرة على التعاون والعمل المشترك، وبناء العلاقات المفيدة داخل الدولة وخارجها، على حد سواء».
وأشار إلى أن خبرات ضيوف القمة العميقة ستثري الحدث، معتبراً وجودهم تحت مظلة القمة إعلاناً قوياً، بأن على الجميع واجب ومسؤولية في السعي الدائم والمستمر إلى بناء العلاقات والشراكات الممتدة والناجحة، عبر الحدود الثقافية والجغرافية والسياسية، وأن يكونوا حريصين على الإسهام الكامل في إنجازات التطور في العالم، مشدداً على مسؤولية جميع المشاركين، في التأكيد على أن التسامح والسلوك الإيجابي يعززان الثقة بالنفس، والثقة في الوطن، والانتماء والولاء، للثقافة والتراث، في إطار يؤكد على وحدة المصير بين سكان العالم، ويحث على العمل الجماعي المشترك، عبر الحواجز والحدود والأقطار، من أجل التعامل الذكي مع كل القضايا والتحديات في هذا العصر.
من جانبه، أكد العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح في دبي رئيس اللجنة العليا للقمة، الدكتور حمد الشيباني، أن التسامح في الإمارات ليس حديث العهد، وإنما هو أساس متين ونهج ثابت سعت القيادة الى ترسيخه وتكريسه، من خلال العديد من المبادرات التي تعكس حرصها على نشر المحبة والسلام والتعايش والاحترام، إضافة إلى ما تبذله الدولة من جهود دؤوبة لتعزيز السلم والمحبة ونشر السلام عالمياً، ليعيش الإنسان مع أخيه الإنسان في وئام، بعيداً عن الكراهية والغلو والتطرف والتشدد، وكل ما من شأنه تعكير صفو الإنسانية، وزرع الفرقة، أو البغضاء بين الأفراد والجماعات. وأضاف أن «الإمارات وطن نهجه قيم التسامح والأخلاق، الذي تصان فيه الحقوق والحريات، بلا تمييز بين أفراد أو جماعات، يقطنه ما يزيد على 200 جنسية من مختلف بلدان العالم، وفيه أعلى قيم الحوار والتعايش الإنساني، وأرقى معاني السلم والسلام، وطن أهله متسامحون يعيشون بسلام مع الجميع».
وتضمنت أجندة الحدث جلسات حوارية وورش عمل ومكتبة رقمية متخصصة، بأكثر من 80 إصداراً ومرجعاً وبحثاً متخصصاً، ومعرضاً فنياً، و36 مشروعاً طلابياً من 16 جامعة محلية وعالمية، منها كليات التقنية العليا والجامعة الأميركية في دبي، والشارقة وجامعة زايد، وجامعة الغرير، وجامعة الفجيرة، وجامعة السوربون، كما تضمنت معرضاً شاركت فيه 35 جهة ومؤسسة حكومية محلية وعالمية، استعرضت من خلاله جملة من الممارسات والبرامج المطبقة لديهم التي تصب في نشر قيم التسامح والعدل والمساواة. وناقشت القمة كيفية تعزيز مبادئ التعايش السلمي، والاحترام المتبادل، وتقبل الآخر وتفهمه، وحفظ الكرامة الإنسانية، وتحقيق الصداقة بين البشر علـى تنوّع واختلاف أديانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم ولغاتهم.
وعُرض، أمس، فيلم قصير بعنوان «الإنسانية والوصول إلى عالم متسامح»، أبرز دور التسامح في تعزيز الأمن والسلام العالمي.
- التسامح والسلوك الإيجابي يعزّزان الثقة بالنفس والوطن والانتماء والولاء.