رئيس الدولة: ســـيرة شهـداء الوطن أوسمة شــرف وفخر نعتز بها
أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن «سيرة شهداء الوطن، الذين تعاقبت مواكبهم عبر التاريخ، ستظل خالدة في الوجدان، وأوسمة شرف وفخر نعتز بها، ويتخذها الأفراد مثلاً وقدوة حسنة، ويجسدها المجتمع تماسكاً وتلاحماً، وتلتزمها الدولة رعاية وتكريماً لأبناء الشهداء وأسرهم».
خليفة: - «الشهادة أعلى درجات التفاني في حب الوطن.. والأمم العظيمة تبنى بالتضحية». - «ندعو الله أن يتغمد شهداءنا برحمته.. فقد صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه». |
وقال سموه إن «الشهادة هي أعلى درجات الإخلاص والتفاني في حب الوطن، والأمم العظيمة تبنى بالتضحية، وصادق الانتماء».
جاء ذلك في كلمة وجهها صاحب السمو رئيس الدولة، عبر مجلة «درع الوطن»، في ذكرى يوم الشهيد، الذي يصادف الـ30 من نوفمبر من كل عام.
وحيّا سموه أبناءنا البواسل، جنود وضباط وقادة قواتنا المسلحة، الساهرين حماية للوطن، ودفاعاً عنه. كما وجه سموه التحية لأبنائنا في كل مواقع العمل، داخل الدولة وخارجها.
وقال: «ندعو الله أن يتغمد شهداءنا برحمته، وأن يسكنهم الفردوس الأعلى، فقد صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه. ونسأل الله عزّ وجلّ، أن يجزي أبناءهم وذويهم أفضل الجزاء على حسن يقينهم، ورباطة جأشهم، ووطنيتهم، وصبرهم الجميل. وندعوه أن يحفظ بلادنا، وأن يديم على دولتنا نعمة الأمن والأمان».
كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في كلمة وجهها سموه عبر مجلة «درع الوطن» في ذكرى يوم الشهيد، أن «عزم الإماراتيين قوي.. فكما يتقنون البناء وصنع التنمية وتحقيق التقدم وتوطيد الأمن، فإنهم، إذا دعا الداعي، يلبون النداء.. يجنحون للسلم، ويسعون إليه، لكنهم لا يهابون أهوال الحروب، ولا يترددون في مواجهة الأخطار. يتقدمون ويخوضون المعارك باقتدار، ويحبطون الشرور في مهدها، ويشاركون في تحرير عدن وحضرموت ومأرب وباب المندب، ويستشهدون».
وقال سموه: «أحييكم أبناء وبنات وطني، وأنتم تحتفون اليوم بشهدائنا، وتلتفون حول ذويهم، وتجددون العهد بحفظ دمائهم، وتمثل مناقبهم. وأحيي معكم أهل الوفاء والتضحية والفداء، وعنوان الرجولة والشهامة والشرف، ضباط وجنود قواتنا المسلحة الباسلة، الذين شرفوا الإمارات، ورفعوا رأس الإماراتيين والإماراتيات. لقد أبروا بقسم الجندية ميثاقاً مع الوطن، وعهداً مع القيادة والشعب، وكانوا نعم الأوفياء للقسم، ونعم الحافظين للعهد».
وأكد سموه أنهم «أبناء وأحفاد رمز دولتنا، ومؤسس نهضتنا، الشيخ زايد، طيّب الله ثراه. وهم الأمناء على رؤيته بأن جيش الإمارات هو درعها الواقي للحفاظ على التراص الوطني، وصيانة الأرواح، وحماية ثروة البلد، وهو أيضاً لمساعدة الأشقاء إذا احتاجوا».
وأضاف سموه: «نتوجه اليوم جميعاً إلى ذوي الشهداء لنشد على أيديهم، ونشاطرهم مشاعر فقدان أحبتهم، ونهنئهم على فخرهم واعتزازهم بما قدمه أبناؤهم لوطنهم، ونبارك لهم صلابتهم وصبرهم ورضاهم بقضاء الله، وإظهارهم أصالة شعبنا، وطيب عرقه، وعمق إيمانه، وصادق ولائه وانتمائه، وإذ تشع اليوم في نفوسنا جميعاً قيمنا العليا، وقد قدم الشهداء نموذجها الساطع في أنبل مهمة، ولأشرف غاية، فإن المناسبة التي نحييها تدعونا لتجذير قيم العطاء والإخلاص والانتماء والولاء، وإنكار الذات في النفوس والعقول. وتحث أسرنا ومدارسنا وإعلامنا ومثقفينا على تشريبها لأجيالنا الناشئة، وتكريسها مرجعية اجتماعية تحكم الأفعال والأقوال والقرارات والسلوك. وهذه المناسبة الجليلة تدعونا أيضاً إلى نقش رسالة الاستشهاد في الصدور، بأن سيادة وأمن واستقرار وعزة الإمارات، وسلامة ورفاه الإماراتيين، أولوية الأولويات، فحرية الأوطان وأمن المواطنين من أعظم نعم المولى عزّ وجلّ على عباده.. وهي مثل أي نعمة أخرى، ينالها من يستحقها، ومن لديه الاستعداد لدفع أكلافها. وفي يوم الشهيد يتجلى المدى الذي يمكن أن تبلغه هذه الأكلاف».
نائب رئيس الدولة: «تشعّ اليوم في نفوسنا جميعاً قيمنا العليا.. وقد قدم الشهداء نموذجها الساطع في أنبل مهمة». «المناسبة التي نحييها تدعونا لتجذير قيم العطاء والإخلاص والانتماء والولاء وإنكار الذات». ولي عهد أبوظبي: «شهداء الإمارات تجسيد لالتزام الدولة بدعم الأشقاء.. والوقوف إلى جانبهم». «شهداؤنا الأبرار شركاء في كل خطوة إلى الأمام، وكل نجاح يتحقق.. وحلم يتحول إلى حقيقة». |
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن «الإماراتيين والإماراتيات، كابراً عن كابر، كانوا ومازالوا مستعدين لتحمل أكلاف الحفاظ على أرضهم، وتحقيق استقلال وطنهم، وبناء دولتهم وصيانة مكتسباتها، واجتراح نموذجهم التنموي الناجح والمتفرد».
وقال: «أبطال قواتنا المسلحة، ومعهم كل أجهزة ومؤسسات الأمن والحماية، وكل أبناء وبنات الإمارات، يتحملون أكلاف مواجهة الأخطار المحدقة بوطننا وأشقائنا وأمتنا، وينجحون في احتوائها، ويمنعون تمددها، ويحولون دون تحقيق أهداف مصادرها. وليس هذا فحسب، فتحملنا للأكلاف يضيف إلى قوتنا الذاتية عناصر جديدة بإحياء روح الاستشهاد في نفوس الإماراتيين والإماراتيات، وإبلاغ كل واهم ومغامر وسيئ النية، أن الإمارات دولة حصينة بأسرتها الكبيرة المجتمعة على قلب واحد، وأن النسيج الاجتماعي الإماراتي متين وعصي على الاختراق، وأن عرى التحام شعبنا بقيادته وثيقة وتزداد وثوقاً كل يوم».
وشكر سموه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولتنا، حفظه الله، على قراره تخصيص الـ30 من نوفمبر، كل عام، يوماً وطنياً نحتفي فيه بشهدائنا.. فقد أبرز قرار سموه مكانة الشهداء في عقيدتنا وثقافتنا، وعمّق في نفوس أبنائنا وبناتنا المعاني السامية للشهادة والعطاء وإنكار الذات.
كما شكر سموه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكداً أنه «الأب والأخ الكبير والقائد لرفاقه في السلاح، منوهاً بمبادرة سموه بإنشاء مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوانه، ومتابعته المباشرة لعمله، فقد كفلت المبادرة رعاية مؤسسية كريمة لأسر الشهداء، وضمنت مستقبلاً مشرقاً لأبنائهم.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «شهداءنا ضحوا بأرواحهم من أجل أن يعيش الوطن في أمن واستقرار. وهذا يضع مسؤولية كبيرة على كل أبناء الإمارات، للعمل على إبقاء الراية التي دافعوا عنها بدمائهم عزيزة كريمة، وعنواناً للتقدم والريادة، وهذه الرسالة الأساسية التي ينطوي عليها يوم الشهيد». وقال سموه، بمناسبة «يوم الشهيد»: «سنظل أوفياء للقيم والمبادئ التي ضحى شهداؤنا من أجلها، وقدموا أرواحهم دفاعاً عنها، لأنها قيم الإمارات ومبادئها الأصيلة الراسخة منذ القدم».
وأشار سموه إلى أن شهداء دولة الإمارات، الذين فاضت أرواحهم في ساحات الحق والواجب الوطني، هم تجسيد لالتزام الدولة بمسؤولياتها في دعم الأشقاء ومساندتهم، والوقوف إلى جانبهم، والدفاع عن حقهم في الاستقرار والتنمية والتقدم.. مؤكداً أنهم عبروا عن الموقف الإماراتي الثابت منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في الوقوف إلى جانب الحق والعدل ضد الظلم والبغي والعدوان.
وأضاف سموه: «مع كل إنجاز يتحقق على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة الغالية، نستحضر تضحيات شهدائنا الأبرار، وبطولاتهم، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة.. لأنهم شركاء في كل خطوة نخطوها إلى الأمام، وفي كل نجاح يتحقق أو حلم يتحول إلى حقيقة».
كما أكد سموه أن بطولات الشهداء لا يمحوها الزمن، أو تطوي ذكرها الأيام؛ فلم يعرف التاريخ الإنساني كله أجلّ ولا أشرف من الذين يهبون أرواحهم إلى أوطانهم، لأنهم يجسدون من خلال ذلك أنبل القيم والمبادئ والأخلاق في كل المجتمعات والثقافات والأديان والمعتقدات، وأكثرها تجرداً وسمواً.
وأضاف سموه أن شهداء الإمارات الأبطال في كل المراحل والمواقع والأزمان، هم مصدر فخرنا واعتزازنا، واللآلئ التي تُرصع صفحات تاريخنا، ولوحة الشرف التي تتباهى بها الأجيال، وأوسمة العز على صدورنا، ومصدر إلهام لكل عمل وطني مخلص، من أجل رفعة وتقدم ومنعة وطننا الغالي، دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال سموه إن «كل شهيد من شهداء الوطن هو أيقونة للانتماء والولاء والوطنية، وقصة تضحية، وبطولة تمنحنا الأمل في غد أفضل، وتجسد المعنى الحقيقي لحب الوطن والدفاع عنه».
ونوه سموه بمناسبة يوم الشهيد، قائلاً: «في (يوم الشهيد) نقف بكل إجلال وتقدير أمام التضحيات العظيمة لشهدائنا، ونعبر عن وفائنا لهم، وما قدموه من أجل الإمارات وشعبها، رغم أن ما قدموه لا يمكن أن يوافيه حقه أي تكريم، أو يوازيه أي احتفاء، لكن حسبهم أنهم أحياء عند ربهم، وخالدون في ذاكرة وطنهم، بل في ذاكرة التاريخ الإنساني كله».
وقال إن «مجيء هذا اليوم من كل عام متبوعاً بيوم آخر من أيامنا الوطنية الخالدة، هو اليوم الوطني، في الثاني من ديسمبر، يكسبه دلالة رمزية كبيرة، بالنظر إلى الترابط الوثيق بين اليومين الخالدين في تاريخ الوطن، والدلالات والمعاني والقيم التي يعبران عنها، فقد قام اتحاد الإمارات، واستمر ونجح وحقق منجزاته الحضارية بتضحية أبنائه وجهودهم المخلصة ووطنيتهم. وحافظ على مكتسباته بشجاعة قواته المسلحة وبسالتها ودمائها. ولهذا فإن اليوم الوطني امتداد ليوم الشهيد، ويوم الشهيد جزء أصيل من اليوم الوطني».
كما نوه صاحب السمو ولي عهد أبوظبي «بأمهات الشهداء وآبائهم وذويهم، الذين زرعوا فيهم حب الوطن والانتماء إليه، وتقبلوا ارتقاء أرواحهم الطاهرة إلى ربها برضا واحتساب وفخر، وضربوا أروع المثل في الصبر والوطنية، وقدموا صورة رائعة للعالم كله، عن مجتمع الإمارات وقيمه الأصيلة». وقال سموه: «نؤكد أن أمهات الشهداء وآباءهم وأبناءهم سيظلون محل رعاية القيادة واهتمامها، على الدوام، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهم، وفاءً لتضحياتهم الكبيرة، ومواقفهم الوطنية المشرفة».
ووجه سموه تحية تقدير واعتزاز إلى «قواتنا المسلحة الباسلة، رمز الوطنية الصادقة، وحامية حياض الوطن، وحصنه الحصين، وعنوان عزتنا ومنعتنا، ومنبع القيم التي يستقي منها أبناء الإمارات معاني الانتماء والولاء، والمدرسة التي خرج منها كل شهدائنا الأبطال، وتشربوا حب الوطن، ليرفعوا راية الإمارات عالية في ميادين التضحية والعز والشرف، في كل مكان وزمان».
وأضاف سموه أن «الشهداء أكدوا، بتضحياتهم العظيمة، أن الإمارات مثلما هي عنوان للتسامح والأخوة الإنسانية، ومصدر للخير والمحبة للعالم كله، فإنها كذلك عنوان للقوة والحزم والحسم، حينما يتعلق الأمر بأمنها أو أمن أشقائها، وأن أبناءها يتسابقون في الدفاع عنها بالغالي والنفيس، مثلما يتنافسون في ميادين التقدم والتطور والتنمية، ويخدمون وطنهم في أي ميدان بروح وثّابة وإصرار لا يلين».
ودعا سموه شباب الإمارات إلى دراسة سيرة شهدائنا، وتدبر بطولاتهم، واستلهام معانيها ودلالاتها، وجعلهم قدوة لهم في حب الوطن والدفاع عنه، والاجتهاد من أجل رفعته وتقدمه، «فليس أفضل من سيرة الذين وهبوا أرواحهم لأوطانهم، لكي يتعلم منهم النشء والشباب أن الوطن أمانة عظيمة، وأن الدفاع عن ترابه واجب مقدس، وشرف لا يدانيه شرف».