فريق «سماوي» يواجه «التجمّد» على قمة جبل جيس لنقل صور الثلوج
مكث فريق سماوي للاستكشاف ومطاردة الأعاصير والأمطار، 28 ساعة متواصلة في البرد على ارتفاع 1900 متر وسط أجواء باردة بلغت درجة التجمد، أول من أمس، من أجل نقل وتصوير تساقط الثلوج والبرد على قمة جبل جيس في رأس الخيمة، على الرغم من العاصفة الثلجية التي ضربت الجبل وأخّرت وصول الفريق إلى القمة ثلاث ساعات، ويعتبر فريق سماوي أول وأكبر فريق لمطاردة الأمطار والأعاصير في الدولة وفي مجلس التعاون الخليجي.
وتفصيلاً، قال رئيس ومؤسس فريق سماوي للاستكشاف، سلطان بن الشيخ مجرن، لـ«الإمارات اليوم»، إنه بدأ بممارسة هواية مطاردة الأمطار والأعاصير سنة 1985، وعمل سنة 1990 على تأسيس أول فريق لمطاردة الحالة الجوية بعدد من الخبراء في الطقس والتصوير، ويصل عددهم الى مئات من المتطوعين.
وأوضح أن الفريق نفّذ أكبر مغامرة لتصوير وتوثيق الموجة الأولى والثانية من المنخفض الجوي الذي مرت به الدولة من مساء السبت حتى فجر الأربعاء، متابعاً «قررنا يوم السبت الماضي الذهاب إلى جبل جيس في رأس الخيمة لرصد الأمطار من قمة الجبل باعتبارها أعلى قمة جبلية في الدولة، وستشهد موجة ثانية من تساقط الثلوج والبرد، وضعنا خطة وتولى ستة أعضاء من الفريق تنفيذ المهمة».
وأضاف «قبل وصولنا إلى طريق الجبل تساقطت الأمطار الغزيرة يوم الجمعة الماضي، وقطع وادي البيح الطريق أمام مركبات الفريق، لكن الفريق أصر على استكمال المهمة وقمنا بالتواصل مع سكان المناطق القريبة من الجبل، لتحديد الطرق المختصرة التي كان يستخدمها الأجداد للوصول إلى قمة الجبل».
وأشار إلى أن الفريق أمضى تلك الليلة في وادي البيح، وفي مساء السبت واصلوا السير إلى الجبل عبر الطريق المختصر مع وجود مركبة لنقل أدوات التصوير والخيام، متابعاً «واجهتنا عاصفة رعدية، الأمر الذي أخّر وصولنا إلى القمة من ساعة إلى ثلاث ساعات، وأخيراً وصلنا إلى الجبل بعد رحلة شاقة».
وقال: «وصل الفريق قمة الجبل وفي فجر الأحد (الساعة 3 صباحاً)، قمنا بتوثيق تساقط البرد على جبل جيس، وتواصلنا مع المركز الوطني للأرصاد، وأبلغني بوجود موجة ثانية من المنخفض أكثر شدة، ويتوقع تساقط ثلوج على قمة الجبل».
وأضاف أن الفريق قرر البقاء وتغطية الثلوج ونقلها إلى سكان الدولة والعالم، لافتاً إلى أنه تم تزويد الفريق بالأجهزة المتخصصة لتصوير الموجة الثانية من المنخفض الذي كان على ارتفاع 1500 متر، وبلغت درجة البرودة حالة التجمد.
وشرح «وضعنا خطة لتغطية الحدث بأقل الأضرار»، متابعاً «بعد الساعة السابعة من مساء الثلاثاء بدأت حبات البرد في التساقط، وفي الساعة 11 ليلاً اشتدت الموجة وبدأت حبات الثلج التي يطلق عليها اسم (سليت) بالتساقط، ومع الساعة الثالثة فجراً فوجئنا بتساقط ثلوج قطنية، الأمر الذي حقق هدفنا وقمنا بتوثيق اللحظة بالتصوير والفيديو، ونقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي والخليجي والعالمي».
وأشار إلى أن «الفريق واجه صعوبات كبيرة في جبل جيس من أبرزها البرد الشديد، حيث وصلت درجة الحرارة الى أقل من 1 تحت الصفر، وكنا نعتمد على الخيم والحطب والفحم في التدفئة، وكنا نعاني البرد خارج الخيام، ومن الاختناق بدخان التدفئة داخل الخيام، لكن جميع أعضاء الفريق كانوا مستعدين للتعامل مع جميع الحالات».
تزلّج فوق الجبل
أفاد رئيس ومؤسس فريق سماوي للاستكشاف، سلطان بن الشيخ مجرن، بأن فريق سماوي أول فريق على مستوى الدولة يتولى تغطية ونقل تساقط الثلوج في جبل جيس بداية من سنة 2017 عندما تساقطت الثلوج للمرة الأولى.
وتولّى الفريق نقل صور الزوار وهم يمارسون هواية التزلج في جبل جيس، وتم نقل الصور عبر «الفضائيات».
توثيق الأعاصير
قال رئيس ومؤسس فريق سماوي للاستكشاف، سلطان بن الشيخ مجرن، إن فريق سماوي أول فريق يوثق الأعاصير في بحر العرب، ومنها إعصار جونو سنة 2007، وإعصار آخر في سلطنة عمان.
ولفت إلى أن الجهات الرسمية والمختصة في مجال الطقس والأزمات تستعين بأرشيف الفريق للتعرف إلى تأثير الحالات المدارية والأعاصير في المنطقة.
- الفريق مكث 28 ساعة متواصلة على ارتفاع 1900 متر وسط أجواء شديدة البرودة.