محمد بن زايد: أوضاع المنطقة المعقدة والخطيرة تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك

أكّد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً المنطقة العربية، تعيش أوضاعاً معقدة وتوترات خطيرة، وهذا الأمر يتطلب تعزيز العمل العربي المشترك، وتعميق التشاور بين الدول العربية، لحماية مصالحها وحق شعوبها في التقدم والتنمية».

ولي عهد أبوظبي:

«العلاقات بين الإمارات وموريتانيا تاريخية، ولديهما مواقف موحّدة في مواجهة التطرّف».

رئيس موريتانيا:

«الإمارات أهم شريك استراتيجي لنا، ونسعى إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات عالية».

جاء ذلك، خلال عقد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جلسة مباحثات مع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الدولة.

وتناولت المباحثات، التي جرت بقصر الوطن في أبوظبي، العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والجمهورية الإسلامية الموريتانية، في مختلف المجالات، وسُبل تنميتها وتعميقها، بما يعزّز قاعدة المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

كما تطرّقت المباحثات بين الجانبين إلى العلاقات الإماراتية - الإفريقية بوجه عام، والقضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وفي بداية المباحثات رحّب صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في بلده الثاني دولة الإمارات، ونقل إليه تحيات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتمنياته للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة وشعبها كل تقدم وتنمية وازدهار.

وقال سموّه: «إن العلاقات بين دولة الإمارات وموريتانيا علاقات تاريخية، وكان الوالد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حريصاً على تعميق هذه العلاقات، حيث قام بزيارة موريتانيا خلال عام 1974، وكان لهذه الزيارة عميق الأثر في وضع الأسس القوية للعلاقات بين البلدين وشعبيهما الشقيقين».

وأضاف سموّه: «إن العلاقات الإماراتية - الموريتانية شهدت منذ إقامتها عام 1973 تطوّراً كبيراً في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية وغيرها، بفضل حرص قيادتي البلدين على دفعها إلى الأمام، من منطلق روابط الأخوة

والمحبة بين الشعبين الشقيقين»، مؤكداً أن «دولة الإمارات لديها اهتمام كبير بتطوير علاقاتها مع موريتانيا الشقيقة، ودفعها نحو آفاق آرحب خلال السنوات المقبلة، بما يعود بالخير على البلدين».

ونوّه سموّه بالدور الإيجابي والحيوي الذي تؤديه اللجنة المشتركة بين الإمارات وموريتانيا، والاتفاقات المهمة بين البلدين، التي توصلا إليها من خلال هذه اللجنة، مشيراً إلى أن «الإمارات تعوّل على دور اللجنة في تحقيق نقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية خلال الفترة المقبلة».

وقال سموّه: «إن الإمارات وموريتانيا لديهما مواقف موحّدة في مواجهة الإرهاب والتطرّف، وتعدّ موريتانيا من الدول الفاعلة في مواجهة الإرهاب في المنطقة العربية، ونحن نقف معاً من أجل التصدي لهذا الخطر، الذي يهدد المجتمعات العربية في أمنها واستقرارها وتنميتها وحاضرها ومستقبلها».

وأضاف سموّه: «إن بلدكم الشقيق العزيز، من خلال عضويته في مجموعة دول الساحل الإفريقي، يعدّ ركناً أساسياً من أركان الأمن والاستقرار في الساحل الإفريقي، والإمارات داعم أساسي لهذا التجمّع، الذي يقوم بدور مهم في مواجهة مخاطر الإرهاب والتطرّف».

وجدّد سموّه الترحيب بالرئيس الموريتاني، مؤكداً ثقته بأن زيارته ستسهم في تطوير وتقوية العلاقات الإماراتية - الموريتانية على المستويات كافة خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، عبّر الرئيس الموريتاني عن سروره بزيارة دولة الإمارات، وقال: «في البداية أعبّر عن سعادتي بوجودي بين أهلي وأخوتي وأحبتي..‏ وأشكركم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الأصيل، الذي حظيت به والوفد المرافق، منذ وصولنا إلى هذه الأرض المباركة أرض الأصالة.. أرض الحداثة و المعاصرة».

وأضاف: «إن ما تشهده دولة الإمارات الشقيقة والعزيزة على قلوبنا من تعمير وتطوير وبناء حضاري شامخ يشمل جميع ميادين الحياة، مكّنها بجدارة من الوقوف في مصاف الدول المتقدمة، التي قطعت أشواطاً كبيرة نحو التقدم والازدهار، ما يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل عربي ومسلم».

وقال: «لقد نجح والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وإخوانه شيوخ الإمارات، وأبناؤه من بعده، في مجابهة هذه الصحراء.. وبقوة الإرادة ‏وشموخ العزيمة ورسوخ القناعة تمكّنتم من تحقيق هذه المعجزة، التي ستظل مصدر إلهام لشعوب المنطقة وشعوب العالم أجمع».

وأضاف: «إننا في موريتانيا ننظر إلى دولة الإمارات كونها أهم شريك استراتيجي، ونسعى من خلال هذه الزيارة إلى ترجمة ‏هذه العلاقات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والعلمية، ‏والارتقاء بها إلى مستويات عالية، في ظل الإمكانات المتاحة لذلك».

وأكد أن «علاقات الشراكة والثقة المتبادلة والتطابق التام في وجهات النظر حول القضايا السياسية والتحديات الإقليمية والدولية، تملي علينا أن نعمل بجهد ومثابرة على تطوير هذه العلاقات النموذجية أصلاً والمتطوّرة، وعقد شراكة اقتصادية متينة،

وبذل المزيد من الجهد لزيادة حجم الاستثمارات في قطاعات الطاقة والمعادن والبنية التحتية والثروة الحيوانية والبحرية والأمن الغذائي، وفتح خطوط النقل بين بلدينا الشقيقين». ووجّه الرئيس الموريتاني دعوة رسمية إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لزيارة موريتانيا.

وكان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استقبل، أمس، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الدولة تستغرق أياماً عدة.

الأكثر مشاركة