«الإمارات للإفتاء الشرعي» و«الشؤون الإسلامية»: تعليق السعودية تأشيرات العمرة مقصد شرعي
أشاد «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي»، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بالتدابير الاحترازية والوقائية التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، انطلاقاً من مسؤوليتها السيادية والشرعية في رعاية المواطنين والمعتمرين والزوار والمقيمين، بتعليقها المؤقت لمنح تأشيرات العمرة والزيارة، حرصاً منها على صحة الجميع، وحفاظاً على سلامتهم، جرياً على سنتها المعهودة في بذل الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن، وأن هذا الإجراء مقصد شرعي.
وأكد رئيس المجلس، عبدالله الشيخ المحفوظ بن بيه، في بيان له أمس، أن هذه التدابير من مقتضى مقاصد الشريعة، التي جاءت لحفظ النفس البشرية، ومقتضى القواعد الفقهية التي دعت إلى تقديم درء المفاسد على جلب المصالح، وإلى تحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام.
وأشار إلى ما يشهده العالم منذ أسابيع من انتشار فيروس كورونا الجديد في مناطق عدة، وهو أمر يستوجب على كل دول العالم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من تفشي هذا الوباء الخطير، وذلك انطلاقاً من تفعيل مبدأ التعاون على البر وحماية الإنسان والأوطان، المأمور به في جميع الشرائع الدينية والفلسفات الأخلاقية.
وأشار إلى دعوة منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى اتخاذ تدابير وقائية لمنع تفشي هذا المرض وانتقال العدوى، ومن بينها الحجر الصحي للمرضى، والمشتبه فيهم من القادمين من المناطق الموبوءة، ومنع بعض التجمعات العمومية والحد من بعض الأسفار والتحركات، مؤكداً أن هذه التدابير التي أظهرت نجاعتها التجربة العلمية تزكيها النصوص الشرعية، وقال إنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يورد ممرض على مصح»، وصح عنه أيضاً «إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها».
ودعا، في ختام بيانه، جميع المسلمين «إلى الابتهال إلى الله عزَّ وجلَّ، أن يحفظ بلداننا والعالم أجمع من الأوبئة، وأن يمن علينا بالعافية».
إلى ذلك، أكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية، بالتعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف مقصد شرعي أصيل، ينطلق من تشريعات الدين الإسلامي الحنيف الآمرة بالمحافظة على الإنسان، وتأمين كل من وفد بالعمرة إلى بيت الله الحرام، وشددت على أن حفظ الأنفس ضرورة شرعية، وأولوية إنسانية، توليها المملكة العربية السعودية كل اعتبار ورعاية، في كل قراراتها المتصلة بكعبة المسلمين وقبلتهم.
وقالت الهيئة: إن «قرار التعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف، قرار استشرافي حازم، يؤكد دور المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بمجال الريادة العالمية والاحترافية الاستراتيجية في إدارة الأزمات، والاستجابة العالية لتقارير منظمة الصحة العالمية بأخذ الاحترازات اللازمة ضد تفشي الأوبئة والأمراض المستعصية، لتظل مكة المكرمة والمدينة المنورة واحتي أمان وسلام وطمأنينة لكل من قصدهما، وأماكن تشريف وتعظيم ومهابة لكل من دخلهما (مثابة للناس وأمناً) وبرهاناً للعالم ودليلاً على أن المملكة بالعربية السعودية بملكها وقيادتها وعلمائها وشعبها حامية الحرمين الشريفين، والقائمة على رعايتهما وتأمين سلامة وعافية كل من قصدهما، داعية الله تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، وأن يحفظ المعتمرين وكل قاصد للبلد الأمين».