تحدث عن «فتاوى إفطار رمضان» بسبب «كورونا

الحبيب الجفري: شرع الله لنا الرخص والأعذار لمثل هذه الظروف

أصدّر الداعية الديني، الحبيب علي الجفري، بياناً بثّه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حول ما سمّاها بـ«فوضى التناول لركن صيام شهر رمضان المُعظّم»، قال فيه: «منذ اجتياح وباء كورونا البلاد واقتضاء الحيطة الطبية ضرورة تعطيل عدد من الشعائر الدينية الشريفة، تطرّف الناس في التفاعل معها إلى طرفين، فالطرف الأول قابلها بالرفض واعتبار الإجراءات من المساس بدين الله والتفريط في شعائره، غير مبالين بحفظ النفس وحق الحياة وهو من مقاصد الشريعة الخمسة الأصلية التي نص عليها الفقهاء بل وأجمعوا على وجوب حفظها، وهي الدين والنفس والعرض والعقل والمال، وأغفلوا أن الله تعالى إنما شرع لنا الرخص والأعذار لمثل هذه الظروف.

وأضاف الجفري - الذي يترأس مجلس إدارة مؤسسة طابة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها-:  «من ناحية أخرى سارع الطرف الآخر إلى الترك بخفة نفس وسرور خاطر دون حزن ولا اشتياق إلى الطاعات المعطلة، بل وانساق خلف نفسه الأمّارة بالسوء مستشرقا المزيد من الترخص في ترك الطاعات والعياذ بالله تعالى».

ولفت إلى أنه بين هذين التطرّفين يكون قلب المؤمن الذي يمتثل لمُقتضى الحيطة الطبية الوقائية التي أمر بها ولي الأمر بعد مشاورة أهل الاختصاصين الشرعي والطبي، وهو مع هذا الامتثال مُهتاج القلب متشوّق الروح إلى عودة الشعائر المعطلة، مشفق من أن يكون في تعطيلها تأديب رباني وتنبيه قدسي.

وذكر أن «من خلال ذلك نفهم الجلبة المُثارة حول فريضة الصوم في شهر رمضان المعظم حيث استخفت الموجة بعض المنتسبين إلى دائرة العلوم الشرعية فضربوا بما تعلموه عرض الحائط وقاموا بتحريف معاني العبارات الفقهية عن معناها مشجعين الناس على جرأة الإفطار من غير عذر صحيح، واتّسق معهم في ذلك بعض حاطبي ليل الكتب المُتشحين برداء الثقافة من خلال بعض وسائل الإعلام غير المسؤولة، مع تجاهل تام لفتوى دور الإفتاء المعتمدة بوجوب الصيام وحرمة الإفطار لمجرد هاجس الوباء، ما لم يكن المفطر مريضا أمره طبيب مؤتمن بالإفطار، وهي فتوى معتمدة رصينة صدرت بعد مشاورة الأطباء المتخصصين الذين أجابوا بأن الصوم لا يُضعف المناعة من الوباء بل يقويها».

ووجّه الجفري حديثه إلى كل مؤمن حريص على دينه، قائلاً: «استفت قلبك تجده مُنوّرًا بنور الحقيقة الواضحة ولا تلتفت إلى هوى النفس تُضلك عن سواء السبيل، فهناك فرق بين الاضطرار إلى ترك الصلاة في المسجد مع إقامتها في المنزل وتعجيل الزكاة مع صرفها لمستحقيها وتأخير الحج والعمرة بسبب جائحة الوباء مع تأثر القلب وتعلقه وإشفاقه، وأمر آخر وهو المسارعة إلى هدم أركان الدين بعدم المبالاة بالصلاة والزكاة والصيام وحج البيت الحرام، والتشوف إلى المعاذير وفوضى الطرح الإعلامي».

تويتر