محمد بن زايد: تحية وتقدير إلى العاملين من أجل سلامة الوطن
وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التحية والتقدير إلى كل من يعمل لأجل سلامة الوطن، وصحة المواطنين والمقيمين.
وقال سموه، في مداخلة له، أمس، خلال أولى محاضرات مجلسه الرمضاني: «نفخر بهم جميعاً، ولا نفرق بينهم في عطائهم وفي حبهم لهذه الدولة».
وتناولت المحاضرة - التي استضافها مجلس محمد بن زايد، وبثت على قناتي الإمارات ومحمد بن زايد على «يوتيوب» - قيم الخير والعطاء والتعاون والتراحم والأخوة والتفاؤل، التي لا تتغير على مر الأزمان، وتعين المجتمعات على مواجهة التحديات والظروف، بجانب دروس الطاعة والعبادة في أجواء أسرية نتعلمها من شهر رمضان المبارك هذا العام، وهو يهل علينا في ظروف استثنائية لم نعتدها.
وشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمداخلة عن بُعْد، في المحاضرة التي قدمها ــ عن بُعْد ــ المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور عمر حبتور الدرعي، تحت عنوان: «بقيمنا نمضي نحو المستقبل».
وقال الدرعي، في بداية المحاضرة، إن «شهر رمضان يعود علينا هذا العام ونحن في ظروف لم نعتدها.. ليعلمنا من مدرسته العامرة بالقيم.. درس الطاعة والعبادة في أجواء أسرية مفعمة بالسكينة.. فإحياء رمضان من بيوتنا هو إحياء للأنفس.. ونؤمن بأن بقاءنا في بيوتنا هذا العام فيه بقاء الأجور، واستمرار الثواب، ليصبح كل بيت حصانة وسلامة ومحراب تراويح وجلسات قرآن وتسبيح ومجالس علم وذكر وروضة من رياض الجنة في الدنيا».
وأضاف أن «لدينا قيماً خالدة، نستقيھا من إِرث والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نحمل راية قيمه في هذه الظروف لنستبصر ببصيرة إرثه الحافل.. فقد علمنا أن نقوم في كل موقف بواجبنا، وأن يكون كل مواطن ومقيم على تراب هذا الوطن عاملاً من موقعه في خط الدفاع الأول، فيقوم الطبيب بدوره، ويسهم العالم بمعرفته، والفنان بفنونه، والمتطوع بتطوعه، والموظف بوظيفته، والمرأة بعطائها، والطالب بتعلمه، ليظل وطننا وطناً لا تغيب عنه الشمس بتفاؤله وعطائه».
وعرض مقطع فيديو للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حديثه عن القيم التي يجب أن يتحلى بها المجتمع. فقال: «سنستعين بالتاريخ، لأن التاريخ يعيد نفسه ليروي لنا رواية القيم التي لا تتبدل. ولا تتغير فصول تلك الرواية فتأخذنا إلى خلاصة واحدة، وهي أن الأزمات مختبرات معادن الرجال وقيم المجتمعات».
وأشار الدرعي إلى أن «التاريخ يعود بنا في منطقة الخليج العربي إلى ما قبل 100 عام، عندما شهدت هذه المنطقة وباء (سنة الرحمة)، أطلقوا عليه ذلك الاسم تفاؤلاً برحمة الله والتراحم بين عباده»، لافتاً إلى الأوبئة التي ألمت بأهل الإمارات في ذلك الزمن. «لكن إرث الأولين وخبر الأجداد المؤسسين قال لنا: تجاوزنا الصعاب من أجلكم مع قلة ذات اليد، فتجاوزوها أنتم من أجل أحفادكم.. فهذه أسباب تجاوز الأزمة بين أيديكم».
وأضاف أن هذا الوباء سيختفي بإذن الله، وتبقى قيم الخير والعطاء والتفاؤل والأمل والاستعداد وصناعة المستقبل والأخوة الإنسانية وسنعمل من أجل بقائنا، مستشهداً بعدد من القصص التاريخية والدينية للأنبياء والرسل في هذا السياق، والحوادث التي شهدها التاريخ الإسلامي.
وقال الدرعي إن تعاليم ديننا الإسلامي، بصورته الحقيقية، تعزز قيم الرحمة، ونستمد منها خمسة أسس أساسية في ظل هذه الظروف التي نعيشها والعالم.
أولها أنها كرمت البشرية وجعلتها في مقام التقدير، فكل ما يهدد الأنفس من الخطر والضرر والهلاك ويحول بينها وبين السلامة فهو ينافي الأديان وتعاليمها، فصحة الأبدان من أعظم المقاصد.. والثاني أن قول الأطباء أهل الاختصاص هو المعتبر والمرجع لأنهم أهل الخبرة والعلم والمعرفة، فالحكم الشرعي لأحكام هذا الوباء يبنى على رأي الجهات الطبية ويرجع إليها ويعتمد عليها، وديننا الحنيف يدعونا إلى تحكيم العلم ويشجع الذين يسعون جاهدين إلى إنقاذ البشرية، وإيجاد الدواء الذي يترقبه العالم أجمع. والثالث الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة واجب شرعي، لأن في التقيد بها حفظ النفوس، سواء حفظ نفس الإنسان أو نفوس الآخرين. والرابع هو سماحة الدين ويسر تعاليمه وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد ذلك وتحث عليه. والخامس أن بوصلة الخطاب الديني في مثل هذه الظروف هي غرس السكينة والطمأنينة والتفاؤل والإيجابية، وهذا منهج قرآني يوجهنا إلى الأخذ به ربنا تبارك وتعالى في آياته.
وقال إن التطوع في الأزمات ينبغي أن يكون خيارنا جميعاً، فهو يظهر تلاحم الدول ووعي الأفراد وفاعلية المؤسسات خلال هذه الظروف، ويكون من خلال المبادرة والتعاون والتآلف والتكاتف بين أفراد المجتمع ومؤسساته، لبذل الجهد والوقت والمال ومختلف أشكال الدعم لخدمة المجتمع ومساعدته على تجاوز التحدي الذي يواجهه. وأثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على موضوع المحاضرة وعنوانها «بقيمنا نمضي نحو المستقبل»، مشيراً سموه إلى أن المحاضر من الشباب والكوادر الوطنية التي نفخر بها ونراهن عليها في دولة الإمارات بهذا المجال، بجانب بقية إخوانه الذين يحافظون على هويتهم الوطنية، وقيمهم الأصيلة.
وقال سموه في بداية مداخلته: «السلام عليكم.. أحييك وأحيي إخواني وأخواتي المشاهدين.. وأقول لكم مبارك عليك هذا الشهر الكريم.. جعله الله شهر خير وبركة على الجميع.. في الحقيقة لفت انتباهي عنوان المحاضرة: (بقيمنا نمضي للمستقبل)، والشرح يطول في هذه المسألة، خصوصاً نحن والعالم.. نعيش تحدياً.. وكي نتجاوز هذا التحدي لابد أن يتلازم الإيمان والعمل معاً.. الإيمان بقيمنا الإسلامية والعمل بها.. والتزود بالعلم الحديث والمعرفة.. هي طريقنا إلى المستقبل».
وأكد سموه، في مداخلته، أن «القيم والأخلاق لها دور جوهري في المجتمع في الأوقات والظروف كافة، وهذا ما تجلى في شعب الإمارات والمقيمين على أرضها خلال هذه المرحلة، فكيف ترى دورها في التنمية المستدامة وحفظ الاستقرار في مجتمع الإمارات؟».
فقال الدرعي في رده على مداخلة سموه إن «الناس في الرخاء سواء، وإذا حصلت الأزمات والشدة تباينوا، فإذا كان الإنسان متشبثاً بقيمه وأخلاقه في الرخاء فإنه يمارسها ويطاوعها وقت الشدة فيكون معطاء ونافعاً لبلده، ومستجيباً لنداء الفطرة الإنسانية والأخوة مع جميع الخلق، فمن خلال التمسك بالقيم وجعلها عنواناً لحياة الإنسان يستطيع أن يراقب الله عزَّ وجلَّ، وأن يؤدي أعماله بكل أمانة وإخلاص وإتقان في ظل الرقابة، حتى إذا لم تكن هناك رقابة في بيته وعمله ومقاعد الدراسة، فالقيم هي الحاكمة لحياة الإنسان في كل تصرفاته، ولها مكانة رفيعة للخلق».
وشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المحاضر على ما قدم من معلومات وأفكار جميلة.
وقال سموه: «بالفعل هذا الشهر هو شهر الصبر وتحمل المشاق ومواجهة التحديات.. شهر يلهمنا العمل والعزيمة والإرادة في تحقيق أهدافنا.. شهر فيه البذل والعطاء لخير البشرية، فعلينا استثماره لما ينفع الناس، ويرسم البسمة على وجوههم».
وأضاف سموه: «اسمحوا لي أن أوجه كل التحية والتقدير إلى كل من يعمل لأجل سلامة هذا الوطن وصحة المواطنين والمقيمين.. نفخر بهم جميعاً، ولا نفرق بينهم في عطائهم، وفي حبهم لهذه الدولة».
شارك في المحاضرة عن بُعْد سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح ورئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي، ومستشار في ديوان ولي عهد أبوظبي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، وحمد بن سهيل الخييلي.
ولي عهد أبوظبي:
• «القيم والأخلاق لها دور جوهري في المجتمع في الأوقات والظروف كافة، وهذا ما تجلى في شعب الإمارات والمقيمين على أرضها، خلال هذه المرحلة».
عمر الدرعي:
• «نستعين بالتاريخ، لأن التاريخ يعيد نفسه، ليروي لنا رواية القيم التي لا تتبدل».
• «إرث الأولين قال لنا: تجاوزنا الصعاب من أجلكم مع قلة ذات اليد، فتجاوزوها أنتم من أجل أحفادكم».