محمد بن راشد: فخور بالرغبة.. فخور بالشغف.. فخور بأبناء الوطن
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «وصلتني إحصاءات المتقدمين لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، حيث سنعلن عن رائديْ فضاء إماراتييْن قريباً، 1400 فتاة إماراتية ضمن المتقدمين من إجمالي 4300 متقدم، و130 إماراتياً حاصلاً على الدكتوراه ضمن المتقدمين.. فخور بالرغبة.. فخور بالشغف.. فخور بأبناء الوطن».
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن مؤشرات التسجيل في الدفعة الثانية من برنامج «الإمارات لرواد للفضاء»، التي أظهرت إقبالاً متزايداً في أعداد مواطني دولة الإمارات الراغبين في الالتحاق بالبرنامج، سواء من الرجال أو النساء، حيث وصلت أعداد المتقدمين للدفعة الثانية إلى 4305 متقدمين، بارتفاع نسبته 7%، مقارنة بالأعداد التي تقدمت ضمن الدفعة الأولى للبرنامج، فيما أُغلق باب التسجيل لهذه الدفعة في الأول من مايو الجاري.
وفي إطار مساعي تحقيق الريادة في قطاع الفضاء، تستهدف الدفعة الثانية اختيار رائدي فضاء إماراتيين للمشاركة في الرحلات العلمية المستقبلية المأهولة إلى الفضاء، وذلك للانضمام إلى الرائدين هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، من أجل تعزيز طموح المهمة الإماراتية الهادفة لاستكشاف الفضاء، وبما يخدم استراتيجية «مركز محمد بن راشد للفضاء» المبنية على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة لمجال الفضاء، والوصول بدولة الإمارات إلى مراكز متقدمة في هذا القطاع واستدامة برنامجه الوطني.
وعلى مدار عامين، انصب اهتمام فريق عمل البرنامج على تطوير فريق وطني من رواد الفضاء يحقق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، والمشاركة في رحلات الاستكشاف المأهولة عبر إعداد وتدريب رواد فضاء إماراتيين وإرسالهم للفضاء، حيث يتبنى مركز محمد بن راشد للفضاء استراتيجية شاملة، تسهم في تشكيل ملامح النهج التقدمي لقطاع الفضاء في الدولة من خلال إطلاق مثل هذه المشروعات، كما يحمل «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» أهدافاً وطموحاتٍ كبيرة كمنصة استراتيجية لاستكشاف الفضاء على مستوى الدولة، حيث يشكل رواد الفضاء الجدد إضافة مهمة لبرنامج الدولة لاستكشاف الفضاء، وترسيخ مكانتها على المستوى الدولي، من خلال الإسهام في الأبحاث العلمية التي ستساعد البشرية في الإجابة على العديد من التساؤلات والإشكاليات العلمية، كما يبرز دور المركز في توثيق صلاته بالكيانات الدولية المتخصصة من خلال التركيز على إقامة تحالفات دولية، ومد جسور التعاون المشترك بينه وبين قادة المنظمات والوكالات الفضائية العالمية.
وبلغت نسبة المتقدمين من النساء إلى الدفعة الثانية من برنامج «الإمارات لرواد للفضاء» 33% من إجمالي المتقدمين لهذه الدفعة. وسجل متوسط أعمار المتقدمين 28 عاماً، حيث بلغ أصغرهم 11 عاماً، وأكبرهم سناً في عمر الـ60 عاماً. وقد أظهرت الدرجات العلمية تنوعاً ملحوظاً أيضاً يبرز فيها الكفاءات العلمية للمتقدمين، حيث بلغ عدد المُتقدمين من الحاصلين على شهادة الدكتوراه 130 إماراتياً بنسبة 3% من المُتقدمين، والحاصلين على درجة الماجستير 16%، بينما بلغت فئة الحاصلين على درجة البكالوريوس 48%، وأفرزت بيانات المتقدمين خلفيات علمية متنوعة، شملت الهندسة والطب والعلوم وإدارة الأعمال بنسب 25%، و2%، و10%، و11% على التوالي.
وعلى مستوى الجامعات، استحوذت الجامعات المحلية داخل الإمارات على النصيب الأكبر من المتقدمين في الدفعة الثانية، حيث وصلت نسبة المُتقدمين منها إلى 93%، وفي الصدارة جامعة خليفة، وجامعة زايد، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، بينما لم تتخطَ نسبة المُتقدمين من الجامعات العالمية الـ7%.
أما من ناحية جهات العمل، فقد حظي القطاع شبه الحكومي بنسبة كبيرة بلغت 40% من المتقدمين، والقطاع الحكومي 30%، والقطاع الخاص 9%، أما المُتقدمون من القطاع العسكري فبلغت نسبتهم 21%. وأظهرت القائمة الخلفيات المهنية المتنوعة للمتقدمين، حيث تصدرت فيها أربع جهات، هي: القوات المسلحة الإماراتية، وشرطة أبوظبي، وطيران الاتحاد، وطيران الإمارات.
وقال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني: «تبدأ الإمارات اليوم رحلة جديدة في مسيرتها نحو الريادة في قطاع الفضاء وعلومه واكتشافاته، وما يدّخره برنامج (الإمارات لرواد الفضاء) من أهداف وطموحات تُسهم في هذه الريادة، وترتقي بالإمارات عالياً إلى مصاف الدول المُتقدمة في قطاع الفضاء، أسوة ببقية المجالات التي وصلت فيها الدولة بالفعل إلى مستويات تنافسية متقدمة على المستوى العالمي. أهدافنا تدعم استراتيجية ونهج دولة الإمارات لخدمة مستقبل البشرية، وتأكيد الإسهام الإيجابي للإمارات في صُنع غد أفضل للإنسانية. ولطالما حازت رحلتنا في مركز محمد بن راشد للفضاء دعماً منقطع النظير من القيادة الرشيدة، ما يدفعنا جميعاً لبذل مزيد من الجهود للإسهام في تمكين الدولة من تحقيق أهدافها في ملف الفضاء».
وتابع الشيباني: «تعكس إحصاءات المتقدمين للمرحلة الثانية من برنامج الإمارات للفضاء رغبة أبناء الوطن في الإسهام في تشكيل ملامح مستقبل قطاع الفضاء الإماراتي، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها العالم اليوم، إلا أن ذلك لم يمنع أبناء الإمارات من متابعة طموحاتهم في قطاع الفضاء، بل تزايد الإقبال على التسجيل في البرنامج، ونحن على يقين بأن الدفعة الجديدة من رواد الفضاء، بجانب هزاع وسلطان، ستشكل زخماً كبيراً لطموحنا، وستسهم في تحقيق أهداف مركز محمد بن راشد من خلال هذه البرامج التي تلهم الأجيال الجديدة، وتعرفهم بالمنافع التي ينطوي عليها مجال الفضاء، والمستقبل المهني الذي يزخر به هذا القطاع للمواطنين».
وأضاف الشيباني أن مركز محمد بن راشد للفضاء ماضٍ بقوة في تنفيذ برنامجه الطموح في مضمار استكشاف الفضاء وامتلاك زمام علومه، بما يستدعيه ذلك من تزويد قدرات قطاع الفضاء الوطني بالمزيد من رواد الفضاء المؤهلين لمواصلة العمل في مهمتنا، بعد البداية الناجحة والمُشرفة التي نتج عنها تخريج أول رائد فضاء إماراتي.
وقال مساعد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للشؤون العلمية والتقنية، مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، سالم حميد المري، في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»: «سنركز عند عملية الاختيار على تحقيق شروط الأكفأ بدنياً وصحياً ونفسياً، وسيكون الاهتمام بشكل كبير على عدد من التخصصات العلمية المرغوبة، وهي العلوم والتقنية والهندسة والأطباء، ثم تأتي بعدها التخصصات الأخرى، ومنها التسويق والإدارة وغيرها»، مضيفاً: «بعد اختيار رائدي فضاء جديدين، سيخضعان لبرنامج تدريبي، كما سيخضع رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي لبرنامج تدريبي كذلك، ثم سيقع الاختيار على أحد هؤلاء الأربعة ليكون رائد الفضاء المقبل الذي سيقوم بالمهمة الفضائية الجديدة».
وذكر أن عدد المسجلين في الدفعة الثانية من رواد الفضاء يتضمن 130 إماراتياً حاصلاً على الدكتوراه، إضافة إلى عدد كبير من حملة الماجستير والتخصصات العلمية والأطباء، مؤكداً أهمية هذا العدد الذي يدل على أن الفئات المستهدفة هي الفئات التي قدمت فعلاً لرحلة البرنامج الجديدة، وهذا يدل على اهتمام عدد كبير من المواطنين بالمشاركة في «رواد الفضاء»، منهم أشخاص قدموا الكثير في حياتهم العملية والدراسية، والآن يرغبون في المشاركة في مهمة أكبر، لتقديم الأكثر للدولة.
ونوه بأن عملية الاختيار النهائي ستركز على المتقدمين الذين سيصلون إلى المراحل النهائية طبياً وصحياً، وكل الاشتراطات والاختبارات والتقييمات. وأشار المري إلى أن أكبر المتقدمين سناً مواطن يبلغ من العمر 60 عاماً، فيما أصغرهم سناً هو طالب يبلغ من العمر 11 سنة، ما يشير إلى أن رحلة هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية أحدثت تأثيراً إيجابياً في الشرائح العمرية المختلفة بالمجتمع، لاسيما المرأة الإماراتية، التي تقدمت بجدارة للبرنامج، على اختلاف أعمار المتقدمات وتخصصاتهن، فمن بين المتقدمات طبيبات ومعلمات وحاملات شهادة الدكتوراه، ويتمتعن جميعاً بالكفاءة والتأهيل.
وحول مدة رحلة رائد الفضاء المقبل، قال المري: «نركز حالياً على اختيار رائدي فضاء جديدين، لينضما إلى رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، وعلى الفترة التدريبية لرواد الفضاء الأربعة، التي ستحدد أنسب شخص منهم ليقع عليه الاختيار للمهمة الفضائية الجديدة المقبلة، وبعد سنوات التدريب، سنحدد المهمة إلى الفضاء ومدتها، وسنعلن عن ذلك في حينه».
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد وجّه في أوائل ديسمبر من العام الماضي بفتح باب التسجيل أمام أبناء وبنات دولة الإمارات، للتقدم للالتحاق بالدفعة الثانية من «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، حيث تلقى مركز محمد بن راشد للفضاء ما يقرب من 1000 طلب في الساعات الأربع الأولى من فتح التسجيل آنذاك.
وقال رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري: «إنني فخور بنتائج الدفعة الثانية التي حظي بها برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وما يمثله من مؤشر قوي بالتأكيد يعود بالنفع على مركز محمد بن راشد للفضاء، وعلى مستقبل قطاع الفضاء في المنطقة».
وتابع: «لم يكن إنجاز الدولة بتخريج أول رائد فضاء إماراتي رهين الظروف، بل هو نتاج خطة عمل طموحة، وخطوات محسوبة بدقة عالية، يدفعها عشق النجاح، ويؤازرها الطموح. تلك الخطوات التي جسدها المركز من خلال البرنامج، وما زرعه من شغف في نفوسنا لقطاع الفضاء، وأتطلع إلى الإسهام في استكمال مسيرة الدولة في البرنامج، ومشاركة حصيلة الخبرات والمعارف التي اكتسبناها خلال رحلتنا كرواد فضاء».
وقال رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، إن برنامج الإمارات لرواد الفضاء بمثابة إعادة صياغة لمستقبل وواقع أبناء الوطن من المشاركين فيه. وتمتلك الإمارات اليوم رواد فضاء إماراتيين، وقدرات متفوقة، وبيئة حاضنة للمواهب، والأهم لدينا الشغف الذي كان أولى خطوات تحقيق الأحلام. وأرى أن مشروع رواد الفضاء الإماراتي يحرز تقدماً كبيراً من خلال ما تقدمه لنا نتائج الدفعة الثانية، التي تعكس رغبة في إضافة وطنية نوعية تعكس تطلعات شباب الإمارات، وعزيمتهم نحو تبوؤ أعلى المراتب.
يُذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء هو أحد مشروعات البرنامج الوطني للفضاء، ويحظى بتمويل مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التابع للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات (TRA)، الذي يهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية، وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.
مؤشرات التسجيل في الدفعة الثانية أظهرت إقبالاً متزايداً من الراغبين في الالتحاق بالبرنامج سواء من الرجال أو النساء.
فريق عمل البرنامج اهتم بتطوير فريق وطني من رواد الفضاء يحقق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية.
شروط
يشترط برنامج الإمارات لرواد الفضاء في المتقدم للانضمام له أن يكون إماراتياً تجاوز 18 عاماً وحاصلاً على شهادة البكالوريوس على الأقل وأن يتقن اللغتين العربية والإنجليزية. وعليه، يتم قبول طلبات التسجيل من كافة التخصصات لتتضمن المهندسين، والطيارين، وأفراد القوات المسلحة، والمدرسين، والمنخرطين في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وغيرها من الوظائف الأخرى.
آلية اختيار رواد الفضاء الجدد
بعد مراجعة كافة الطلبات المقدمة، ستقوم لجنة مكونة من نخبة من المتخصصين في مركز محمد بن راشد للفضاء بينهم رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي للاضطلاع بعملية تقييم طلبات المُتقدمين، وبعد إغلاق التسجيل، تبدأ المرحلة الثانية، وفيها تتم عملية فرز المُتقدمين عبر اخضاعهم الى عدد من الاختبارات تتقلص بنهاية هذه المرحلة، وفيها يتم تقييم المُتقدمين بناءً على المقابلات الشخصية، والتقييمات الأولية للمُرشحين، وكذلك نتائج الفحوص الطبية، ومن ثم اختيار المرشحين الأنسب من بينهم، ثم تأتي المرحلة الأخيرة لاختيار اثنين من المُتقدمين ليصبحا رائدي الفضاء القادمين للانضمام الى فريق رواد الفضاء.
130
إماراتياً حاصلاً على الدكتوراه ضمن المتقدمين لـ «الإمارات لرواد الفضاء».