حمدان بن محمد: توجيهات محمد بن راشد وضعت الأسس السليمة لتنظيم الوقف
سجلت مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر في دبي الوقف رقم 700، ليبلغ بذلك إجمالي قيمة أصول الأوقاف المسجلة لديها في الإمارة، نحو ستة مليارات درهم.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن تميز عمل منظومة الوقف في الإمارة، يعود إلى حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على وضع الأسس السليمة لتفعيل دور الوقف في خدمة أهداف التنمية المستدامة، وتنظيم إسهامات رواده، وتنمية روافده سواء من خلال الأطر التشريعية، أو عبر إطلاق المشروعات والمبادرات التي تخدم جميعها في الحفاظ على مخصصات الوقف، وتمكين أصحاب الأيادي البيضاء من الإسهام في تعزيز تماسك المجتمع وتلاحمه، لينعم فيه الجميع بالعيش الكريم.
وأشار سموه، في تغريدة على «تويتر»، إلى أهمية الوقف، والإنجازات التي أسهم في تحقيقها، وقال إن «استدامة العطاء هي المنهج الذي نسير عليه في مختلف مشاريعنا الخيرية. ومساهمات مجتمعنا الطيبة في مبادرات الوقف، أثمرت عن مشاريع رائدة في مجال إيواء الأيتام ورعاية المحتاجين، وتعليم غير القادرين، وعلاج المرضى وخدمة أصحاب الهمم».
وأثنى سمو ولي عهد دبي على الدور المهم الذي تضطلع به مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر بدبي، منذ تأسيسها قبل 15 عاماً، من ناحية النظارة القانونية على الأوقاف، ورعايتها والحفاظ على أموال الوقف واستثماره بالصورة الصحيحة التي تكفل تنميته، وتحديد المصارف الشرعية لريعه، مؤكداً سموه أن الإقبال على تسجيل مزيد من الأوقاف ما هو إلا دليل على ترسُّخ قيمة العطاء في المجتمع الإماراتي، ورغبة الجميع في المشاركة بصورة أو بأخرى في تحقيق النفع والخير المستدام للناس، وهو ما يشكّل أحد الضمانات المهمة للاستقرار والتنمية المجتمعية، ويعين على استدامة الموارد الوقفية في إطار واضح من المعايير التنظيمية المحددة.
وتعود الأوقاف إلى 428 واقفاً وواقفة، سجلوها في المؤسسة على مدى نحو 15 عاما، منذ انطلاقها في عام 2004.
وشكلت مشاركة المرأة، في العامين الماضيين، 50% من إجمالي نسبة المساهمين في أوقاف المؤسسة، فيما توزع المساهمون في الأوقاف على مدى 15 عاماً بواقع 310 أوقاف قدمها رجال، و92 وقفاً قدمتها نساء، و26 وقفاً قدمتها جهات ومؤسسات.
وتوزعت الأوقاف الـ700 على الوقف الخيري بنصيب 611 وقفاً، والأوقاف الذُريّة بواقع 59 وقفاً، والوقف المشترك بعدد 30 وقفاً، من إجمالي الأوقاف، فيما تشكلت نوعية الأوقاف بصيغة وقفية (619 وقفاً)، إضافة إلى شكل تركة من لا وريث له (53 وقفاً) وبصيغة وصايا وهبات (28 وقفاً).
أما على مستوى أنواع الوقف، فتوزعت بواقع 538 وقفاً على الأبنية والمحال الوقفية، و108 فلل سكنية، و21 قطعة أرض وقفية، و19 وقفاً مالياً، و13 وقف أسهم، ورخصة تجارية واحدة.
وتم تخصيص 445 وقفاً لشؤون المساجد، و157 لمصرف البر والتقوى، و59 لعوائل الواقفين، و26 للأيتام، وتوزعت بقية الأوقاف على التعليم وأصحاب الهمم وسقيا الماء، والصحة والحجاج وبناء المساجد.
وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة، عيسى الغرير: «هدفنا أن نواصل تحقيق النمو في عملنا الخيري والإنساني، بما يعادل نمونا الاقتصادي وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لنعزز موقع دبي عاصمة عالمية للابتكار في الوقف وترسيخ مفهومه».
وأكد الأمين العام للمؤسسة، علي المطوع، أن «رؤية تنمية الوقف تعني مواصلة الابتكار فيه، وإفساح المجال للجميع للإسهام في مصارفه المتنوعة»، وأضاف: «يعد ارتفاع إسهام المرأة في الوقف، خلال العامين الماضيين، مؤشراً إلى نجاح مبدأ الوقف للجميع الذي نتبناه في المؤسسة».
ولي عهد دبي:
• «استدامة العطاء هي المنهج الذي نسير عليه في مختلف مشروعاتنا الخيرية».
• «مساهمات مجتمعنا الطيبة في مبادرات الوقف، أثمرت عن مشروعات رائدة».
صاحبة الوقف الـ 700: عمل الخير.. حياة
قالت صاحبة الوقف رقم 700، لطيفة عبدالله النعيمي، إن «الوقف حياة، لأنه عمل خيري واجتماعي مستدام يستمر أثره، وأنا أشجّع كل محبي العطاء والبذل على استدامة آثار عطائهم من خلال تخصيصهم للوقف، الذي يفيد شرائح أوسع ويحقق نتائج يبقى أثرها ويمتد لأجيال».
وأضافت: «هناك أوقاف حول العالم عمرها عشرات بل مئات السنين، وأبلغ مثال عليها وقف بئر الماء الذي أوقفه عثمان بن عفان، رضي الله عنه، منذ أكثر من 1400 عام، فالأوقاف أنواع كثيرة ومتاحة للجميع، منها الأوقاف التعليمية أو الاستشفائية، أو تلك المخصصة للبنى التحتية، أو رعاية فئات المجتمع المحتاجة إلى الدعم والمساندة، وأشكر مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر بدبي على إتاحتها الفرصة للواقفين والواهبين والمتبرعين، لإنشاء أوقاف مبتكرة، إلى جانب فتحها باب الإسهام في الأوقاف للجميع».
• 6 مليارات درهم إجمالي أصول «أوقاف دبي».