هل يضاعف "كورونا" احتمالات إصابة الشباب في الإمارات بالإعاقة السمعية؟ الطب يجيب

استبعد أخصائي واستشاري في جراحة وأمراض الأذن أن تظهر آثار العزل المنزلي على صحة الأذن لدى الشباب في الوقت المنظور بسبب زيادة استخدامهم للسماعات المتصلة بالأجهزة الالكترونية المختلفة خلال بقائهم في البيوت لفترات طويلة، وذلك في رده على سؤال حول مخاوف من مخاطر فقدان السمع عند الشباب في اعقاب صدور تقارير لمنظمة الصحة العالمية في مارس الماضي، تفيد بان 50% من الشباب في العالم والمقدر عددهم ب 1.1 مليار شاب معرضين للإعاقة السمعية نتيجة استخدامهم السيء للسماعات والاستماع للموسيقى الصاخبة والضجيج لساعات طويلة ومتواصلة.

وأكد استشاري الانف والاذن والحنجرة الدكتور طارق عيسى ل "الامارات اليوم" انه لا يمكن الحكم على فترة العزل المنزلي التي لم تتجاوز بضعة أسابيع سواء في الإمارات أو في العالم، في ان تؤثر بشكل سريع على السمع لدى الشباب أو غيرهم، الا ان ذلك لا ينفي أن استعمال سماعات الأذن يؤدي بشكل مؤكد إلى تلف السمع على المدى المتوسط والبعيد، وانه يجب على جميع الفئات العمرية ان تحافظ على حواسها وتتجنب كل ما يؤثر سلبا وبأي شكل على صحة تلك الحواس والالتزام باتباع الممارسات الصحية عند القيام بالأنشطة الحياتية اليومية.

وتأتي تقارير منظمة الصحة العالمية حول مخاطر فقدان السمع لدى الشباب، في وقت تشكل فيه فئة الشباب في دولة الامارات أكثر من 50% من عدد سكانها وفقا لآخر الاحصائيات المعلنة، كما يمثل عدد الذين لديهم إعاقة سمعية نحو 10.8 % من المجموع الكلي لعدد المسجلين في نظام بطاقة أصحاب الهمم في وزارة تنمية المجتمع وفقا لإحصائية نهاية الربع الأول من العام الجاري.

من جهته قال عيسى الذي تمتد خبرته كطبيب في علاج امراض الأذن في الامارات الى أكثر من 20 عاما، انه يصعب القول بإن نسبة عالية من الشباب يفقدون سمعهم حاليا، الا انه يمكن الجزم بأن هناك نسبة متزايدة من الفئة العمرية الشبابية تشكو من ضعف سمعي، ولكن اغلبهم لم يصلوا الي مرحلة الضرر التي تتطلب متابعة أو تدخل طبي، نظرا لأن التلف يحتاج سنوات طويلة ليظهر بشكل واضح ومؤذي قد تصل لأكثر من عشر سنوات.

وعن سبب تضرر حاسة السمع نتيجة استخدام السماعات، شرح عيسى أن الخلايا المسؤولة عن السمع الموجودة في الأذن الداخلية تتأثر بالأصوات المرتفعة سواء تعرضت لها فجأة ولمدة لحظة، أو لفترة أطول، مثل التعرض لصوت انفجار او صوت مكبر صوت مرتفع، وكذلك أيضا في حال التعرض للأصوات المرتفعة بدرجة متوسطة ولكن لمدد زمنية طويلة، الأمر الذي ينطبق على من يعملون في أماكن الضوضاء كالمصانع والمطارات وغيرها والذين عليهم استعمال واقيات للحفاظ على سمعهم بشكل مستمر.

وأكد عيسى أن الذين يستعملون سماعات لمتابعة الفيديوهات أو الموسيقى، ينطبق عليهم الحالتين السابقتين، أي التعرض للأصوات المرتفعة العالية جدا إذا كان المستمع يضبط مستوى الصوت على درجة عالية، وبذلك يكون الصوت مركز لأنه يتجه الى داخل القناة السمعية مباشرة. وتابع أنه إذا كانت أيضا درجة الصوت منخفضة فان تأثيرها الضار سيكون على المدى البعيد نفس تأثير درجة الصوت المتوسط الارتفاع لمدة طويلة، وذلك لأنه تم التعرض اليها بشكل متواصل ومباشر ومركز، الأمر الذي يقود في كل الأحوال الى تلف مؤقت في الخلايا السمعة المتصلة بالعصب السمعي يتحول مع الوقت إلى تلف دائم.

ونبه الدكتور طارق عيسى جميع الفئات العمرية، وعلى رأسهم الشباب لأنهم أكثر الناس ممارسة لتلك العادات الضارة، الى وجوب الاستماع الحر بدون استعمال السماعات، لافتا انه عند الاضطرار لاستخدامها فيجب أن تكون درجة الصوت منخفضة ولمدة قصيرة.

ودلل عيسى على خطورة استخدام السماعات بمعلومة استوقفته خلال حضوره أحد المؤتمرات المتخصصة التي نظمتها شركة ألمانية كبري رائدة في صناعة سماعات الأذن لضعاف السمع، حيث تم اعلان الشركة خلال المؤتمر عن بيانات مؤكدة تشير الى زيادة متوقعة في مبيعات السماعات الطبية بشكل لافت خلال السنوات المقبلة، مضيفا انه حين سأل المدير التنفيذي عن سبب الزيادة المتوقعة ، أكد له أن السبب يرجع الى ان الفئة الشبابية سوف تحتاج قريبا لاستعمال سماعات طبية لتقوية سمعهم ، وذلك نتيجة للزيادة الكبيرة في استخدام الأجهزة الصوتية خلال العشرين عاما الماضية.