«القمة العالمية للحكومات»: مواجهة تفشي «كوفيد – 19» تتطلب ترسيخ الشراكة وتوظيف التكنولوجيا
أكدت مؤسسة القمة العالمية للحكومات أن مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19»، تتطلب ترسيخ مبادئ الشراكة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لاستكشاف فرص جديدة والبناء عليها، تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تعزيز التعاون العالمي وتضافر الجهود بين حكومات الدول لخير الإنسان وبناء مستقبل أفضل للبشرية.
جاء ذلك، خلال جلستين تفاعليتين عقدتهما مؤسسة القمة العالمية للحكومات عن بعد، الأولى بعنوان «كوفيد 19.. هل بإمكان التكنولوجيا أن تعالج الجائحة؟»، والثانية بعنوان «كوفيد 19 والنظام العالمي الجديد»، في إطار سلسلة جلسات حوارية تفاعلية تعقدها حتى 26 يونيو الحالي، بهدف تعزيز دور الحكومات في مواجهة تحدي فيروس كورونا المستجد، واستشراف مستقبل العمل الحكومي ما بعد الجائحة، من خلال تحليل أبرز المستجدات المتعلقة بالفيروس وتأثيره على العمل الحكومي عالمياً.
وتركز سلسلة جلسات «الحكومات وكوفيد-19» التفاعلية التي تعقد بمشاركة نخبة من المتحدثين العالميين من الخبراء وقادة العمل الحكومي من شركاء القمة العالمية للحكومات في مختلف دول العالم، على تعزيز جاهزية الحكومات لما بعد «كوفيد - 19»، وتصميم مستقبل القطاعات الحيوية، بالتركيز على التوجهات العالمية الجديدة التي يفرضها تسارع التقدم التكنولوجي، والمتغيرات التي أفرزتها الجائحة ما يساعد الحكومات على تجاوز الأزمة وصناعة مستقبل أفضل.
وتناولت جلسة «كوفيد - 19... هل بإمكان التكنولوجيا أن تعالج الجائحة؟» التي تحدث فيها الرئيس التنفيذي لمؤسسة Xprize foundation الدكتور بيتر ديمانديس وأدارها مدير مكتب الذكاء الاصطناعي في حكومة دولة الامارات صقر بن غالب، أهمية التعاون وتنسيق الجهود بين القطاعات والمؤسسات والحكومات في مواجهة أزمة كورونا، باعتبار ذلك مفتاح الحل للتحديات الناشئة عن تفشي الفيروس، خصوصا أن العالم يواجه للمرة الأولى في تاريخه «عدواً مشتركاً» يفرض توحيد الجهود بين العاملين في القطاع الصحي، والعلماء، وخبراء التكنولوجيا.
وأكد ديمانديس ضرورة تبنّي ثقافة التغيير للتعامل مع الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم حالياً، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات أو الحكومات، مشيرا إلى أن من يستطيع التكيّف على نحو أسرع سيكون الأقل عرضة للخسائر والأسرع تعافياً ونمواً في المستقبل.
وأوضح الخبير العالمي أن القطاعات التي ستشهد نمواً هائلاً في المرحلة المقبلة ستمر بأربع عمليات أساسية هي: الرقمنة، والتجرّد من المادة، والتخلي عن استعمال العملات النقدية، والتحول الديمقراطي، مشيراً إلى أن التعليم التجريبي سيمثل مستقبل قطاع التعليم وسيكون مدعوماً بتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزّز والذكاء الاصطناعي، ما سيحول حياتنا اليومية إلى تجربة تعليمية مستمرة، تتطلب إعداد أبنائنا لهذا التحول، من خلال مساعدتهم على استكشاف شغفهم وتحفيزهم على طرح الأسئلة الكبرى، وتدريبهم على الإصرار والمثابرة.
وقال إن التحدي الحقيقي يتمثل في أننا ما زلنا نعلّم أبناءنا بنفس الطريقة التي كنا نتعلّم بها قبل مئات السنين، ما يجعل من التعليم تجربة منقوصة، وبعدما اعتدنا التركيز على تعليمهم الحقائق، أصبح الأكثر أهمية الآن أن ندرّبهم على طرح الأسئلة الكبرى.
وأكد ديمانديس أنه مع التطور الهائل في التكنولوجيا ستعتمد المجتمعات حول العالم على الحكومات بشكل أساسي لضمان أمن وسلامة استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أنه رغم الاضطراب الهائل الذي تسببت به الجائحة، إلا أنها وحّدت البشر وجمعت بينهم في الكثير من المجالات وأن ما وصل إليه العالم من تطور تكنولوجي عزز من قدرة المجتمعات على مواجهة انتشار هذا الوباء.
وأشار إلى أن الوباء سرّع من التقدم العلمي واختصر ما يقارب من عامين إلى أربعة أعوام من مدة الإنجاز المتوقع للعديد من الأبحاث نتيجة للتقنيات الأسية «Exponential Technologies» وشبّه تأثير الجائحة على العالم بتأثير النيزك الذي أدى إلى انقراض الديناصورات قبل ملايين السنين، وأن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي هو النيزك الجديد الذي سيشكل تحولاً كبيراً في حياة البشر.
أما جلسة «كوفيد – 19 والنظام العالمي الجديد» التي تحدث فيها المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) الدكتور جون تشيبمان، والرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الأطلسي فريدريك كيمب، فتناولت السيناريوهات المتوقعة في ظل التطورات التي يشهدها العالم ومخاوف انتشار جائحة كورونا، وغياب دور القوى العظمى عالمياً، والأسئلة الكثيرة حول مستقبل العالم وإلى أين يتجه؟ وكيف ستواجه الحكومات المشهد العالمي المتغير؟
وركز تشيبمان وكيمب خلال الجلسة التي أدارتها بيكي أندرسون من قناة»سي إن إن«، على أهمية أن تتخذ الحكومات قرارات سريعة وحاسمة لضمان سير العمل رغم الغموض الكبير في مستقبل العالم، واستعرضا عددا من السيناريوهات المتوقعة لمرحلة ما بعد كورونا، وأكدا أهمية التعاون العالمي، والمسؤولية المشتركة لمواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.
وتسلط مبادرة «الحكومات وكوفيد-19» من خلال الجلسات التفاعلية والحوارية التي تعقدها عن بعد الضوء على أفضل الممارسات لمواجهة فيروس كورونا المستجد عالمياً ومناقشة تطبيق هذه الممارسات في دول أخرى، إلى جانب استعراض أبرز المستجدات في ما يخص تأثير فيروس كورونا على العمل الحكومي عالمياً ضمن 7 قطاعات حيوية هي: التعليم، والصحة، والاقتصاد، والأمن، والبنية التحتية، والحوكمة والقيادة، وتتيح للراغبين في متابعة الجلسات التسجيل لحضور فعالياتها افتراضياً بما يسهم في تعزيز فرص الاستفادة من مخرجاتها لمواجهة واحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news