يتنبأ بالأمراض ويعالج كل شخص ببروتوكول خاص

دبي توثق التركيبة الجينية للسكان بـ «الجينوم»

صورة

تنشر «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع مبادرة «دبي 10X»، ومؤسسة دبي للمستقبل، أبرز المشروعات المشاركة في المبادرة، التي وجّه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لجميع الجهات الحكومية في دبي، لتطبّق اليوم ما ستطبقه مدن العالم بعد 10 سنوات، وتسعى «دبي 10X» بالتعاون مع الجهات المعنية في حكومة دبي إلى تبني نماذج جديدة لحكومات المستقبل، بإحداث تغيير شامل في منظومة العمل الحكومي، ووضع خطط مستقبلية تعيد دور الحكومة في خدمة المجتمعات وصناعة المستقبل.


تمضي هيئة الصحة في دبي، نحو المستقبل بمشروعها النوعي «الجينوم»، الذي تتجه من خلاله إلى إنشاء بنك ضخم يوثق التركيبة الجينية لسكان دبي من مواطنين ومقيمين، ويمكّن من التنبؤ بالأمراض، وعلاج كل مريض من خلال بروتوكول علاجي خاص به، وذلك ضمن مشروعات المرحلة الأولى لمبادرة «دبي 10X» التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وتشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل.

ويضيف مشروع «الجينوم» بُعداً جديداً لمنظومة الخدمات الصحية في دبي، حيث سيتم تحليل تسلسل الحمض النووي لسكان الإمارة، ومن ثم إنشاء بنك ضخم لتوثيق التركيبة الجينيّة للمواطنين والمقيمين وتحديد الخريطة الجينية لهم، من خلال استغلال إجراءات دورية، مثل فحص ما قبل الزواج وفحص حديثي الولادة وفحص التوظيف وفحص تأشيرة الإقامة، لجمع عينات جينيّة من جميع السكان، وبناءً عليه، يتم تسيير البحث الجيني باتجاه معاكس، بدلاً من دراسة جينات المصابين، تبحث وسائل الذكاء الاصطناعي في قاعدة البيانات عن حالات مرضية ثم ترشح أسوياء غير مصابين يحملون تركيبات جينية مشابهة، لاستباق الأمراض والتنبؤ مسبقاً بالأشخاص المعرضين للإصابة.

وتشمل المرحلة الأولى بناء نظم المعلومات اللازمة وجمع العينات المطلوبة للقيام بتحليل واسع النطاق لتسلسل الحمض النووي للسكان، أما في المرحلة التالية، فيتم دمج تقنية الذكاء الاصطناعي لربط السجلات الصحية الإلكترونية بهدف تحسين التشخيص والتنبؤ بالأمراض، واستحداث برامج جديدة لاستخدام الأطباء والفرق الطبية، وفي المرحلة الثالثة، ستتم الاستفادة من علم الفارما جينومكس لتطوير الأدوية والجرعات الفعالة والآمنة، والتي سيتم تصميمها لتلائم التركيب الجيني للشخص.

ويسهم المشروع في دعم جهود القطاع الصحي في الحد من الأمراض الناتجة عن مسبّبات جينيّة وراثية، وتعزيز تبنّي مفهوم (التطبيب الشخصي)، والذي يهدف إلى تصميم علاج مخصص لكل مريض عوضاً عن استخدام بروتوكولات موحدة للحالات المرضية، فضلاً عن استباق إمكانية إصابة أفراد المجتمع بالأمراض، وتقديم المشورة الطبية للمعرضين للإصابة وإرشادهم لاتباع أفضل الأنماط الحياتية.

ويسهم الاعتماد على استخدام التطبيب الشخصي بشكل رئيس في تزويد المريض بعلاج مصمم حسب تركيبته الجينية بدل العلاج الموجود مسبقاً والمصمم أصلاً لعلاج المرض، وذلك بما يدعم جهود دبي لتحقيق ريادة عالمية في مجال الأبحاث الوراثية والطب الشخصي.

ويرتبط المشروع بمؤشر جودة الحياة ضمن تقرير التنافسية الدولي الذي تحتل فيه دبي مرتبة متقدمة، ويسهم في جهود الإمارة لتحقيق المركز الأول عالمياً في مختلف القطاعات.

وأكدت هيئة الصحة في دبي، أن المشروع يهدف إلى رفع مستوى كفاءة الكوادر الطبية واستشراف صحة الإنسان من خلال مسح الجينات لاتباع نمط حياة صحي في بيئة طبية وعلمية مهيأة، ومختبرات مخصصة لدراسة علم الجينات في إمارة دبي، حيث ستعزز دراسة علم الجينوم الجهود الرامية إلى إبطاء عملية الشيخوخة، والحد من الإعاقات الجينية، والقضاء على الأمراض المزمنة.

وقالت الهيئة إن «تشكيل مختبرات الجينوم في دبي هو ترجمة فعلية لاستشراف مستقبل قطاع الصحة والخدمات الطبية فيها، فهو سيقدم أول قاعدة بيانات وطنية جينية للبحث والتطوير المستقبلي، ما يدعم جهود صناع القرار في التخطيط المستقبلي للاستراتيجيات الصحية، ويسهم في تحقيق تنافسية عالمية وتعزيز اقتصاد المعرفة، كما تسعى الهيئة من خلاله إلى تحقيق الريادة في علم الجينات لتحقيق السيادة على مستوى المجالس العالمية للأخلاقيات والتشريعات في علم وصناعة الجينات، وترسيخ مكانة دبي والإمارات كأول دولة تمتلك التركيبة البيولوجية الأساسية لسكانها». وأكدت أنها سخّرت كل طاقتها واتخذت جميع التدابير الممكنة، وحددت جهات داخلية مسؤولة عدة لتنفيذ المشروع الطموح، بما فيها إدارة المختبرات وعلم الجينات، ومركز دبي للحبل السري والإدارات المتخصصة، كما شكلت لجنة علمية متخصصة في علم الجينات، واستفادت من أهم الدراسات والتجارب العالمية الناجحة في هذا المجال، واستخلصت جميع التحديات المتوقعة، وسبل التعامل معها وتجاوزها، بما يعزز تنفيذ المشروع وفق برمجته الزمنية المعتمدة.

مزايا

ـ يمكّن الأطباء من استخدام معلومات الجينات لاختيار الأدوية المناسبة.

ـ يتنبأ بالأمراض ويعالج كل مريض ببروتوكول خاص به.

ـ الطبيب يعالج المرض وليس المريض.

ـ يحقق لدبي صدارة عالمية في الأبحاث الوراثية والطب التشخيصي.

ـ رفع مستوى كفاءة الكوادر الطبية، واستشراف صحة الإنسان.

ـ تعزيز الجهود الرامية إلى إبطاء عملية الشيخوخة.

ـ إعداد أول قاعدة بيانات وطنية جينية للبحث والتطوير المستقبلي.

ـ يدعم جهود صنّاع القرار في التخطيط المستقبلي للاستراتيجيات الصحية.

ـ يسهم في تحقيق تنافسية عالمية ويعزز اقتصاد المعرفة.

تحديد الأمراض الوراثية

أفادت هيئة الصحة في دبي، بأنه بفضل أبحاث الجينوم، سيتمكن الأطباء قريباً من استخدام معلومات حول جينات الشخص لاختيار تلك الأدوية وجرعات الأدوية التي تناسبه دون غيره، مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية، وتساعد أبحاث الجينوم أيضاً على تحديد أمراض معينة قد يكون الفرد ورثها من عائلته.

واستناداً إلى المعلومات الواردة في جينوم الفرد، سيكون مقدم الرعاية الصحية قادراً على تطوير استراتيجيات أكثر تخصيصاً للكشف عن المرض ومعالجته والوقاية منه، وقد يُنصح الفرد الذي تشير تركيبته الجينية إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بالخضوع لفحص قولون متكرر، في حين يُنصح الفرد الذي يعاني أمراض القلب بتناول دواء يخفض الكوليسترول.

أرقام

أفادت الدراسات برصد نحو 220 مرضاً وراثياً في الدولة حتى عام 2016، فيما تتسبب الاضطرابات الجينية في 70% من وفيات الأطفال دون سن السادسة، كما يمكن التنبؤ بحدوث نحو 20% من حالات السرطان عبر دراسة جينات الفرد وعائلته، واستخدام التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، والتنبؤ بالأمراض.

تويتر