عمران شرف: معنويات فريق «مسبار الأمل» مرتفعة
مشروع استكشاف المريخ يؤكد وجود خطط مسبقة لكل السيناريوهات
أفاد مدير مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء «مسبار الأمل»، المهندس عمران شرف، بأن قرار تأجيل إطلاق «مسبار الأمل»، الذي كان مقررا إطلاقه في تمام الساعة 00:51 صباح اليوم بتوقيت الإمارات، إلى الجمعة المقبل نتيجة سوء الأحوال الجوية في اليابان، لافتاً إلى أن نافذة الإطلاق متاحة لمدة ثلاثة أسابيع (حتى 3 أغسطس المقبل).
وأضاف خلال إحاطة إعلامية افتراضية، أمس، أن «الوصول إلى نهاية مدة النافذة المتاحة حالياً، التي ستنتهي مطلع شهر أغسطس، يعني تأجيل إطلاق المسبار لمدة سنتين»، لافتاً إلى أنه خلال اليومين السابقين للإطلاق الذي تقرر له يوم الجمعة المقبل، ستعاد الاختبارات.
وتابع: «لدينا سيناريوهات وخطط لكل يوم، سواء للأيام التي تسبق إطلاق الصاروخ أو بعده»، لافتاً إلى أن «نافذة الإطلاق إلى كوكب المريخ محددة من 15 يوليو الجاري إلى الثالث من أغسطس المقبل، لأن المريخ يكون أقرب إلى الأرض في هذه المدة كل سنتين، ولذلك يمكننا تكرار محاولات الإطلاق خلال هذه الفترة كلما تطلب الأمر ذلك».
وأكد في رده على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، أن فريق العمل جاهز، ومعنوياته مرتفعة، إذ لا يوجد تأثير في عمل الفريق، بسبب تغيير موعد إطلاق المسبار، موضحاً أن تغيير الموعد مرتبط بحالة الظروف الجوية في اليابان، والتي تشهد خلال هذه الفترة حالة من التقلبات الجوية الكثيفة، ومن ثم فإن إطلاق المسبار في الموعد السابق يضعه في خطر.
وقال شرف: «تأجيل إطلاق الصاروخ H2A الذي يحمل المسبار إلى الكوكب الأحمر (المريخ)، جاء نتيجة مناقشات واجتماعات جمعت فريقي المسبار في الإمارات واليابان مع الجانب الياباني، وكانت بناء على الأحوال الجوية المتقلبة التي تمر بها اليابان حالياً»، مشيراً إلى أن «احتمالية تأجيل الإطلاق مرة أخرى واردة بناء على الظروف المحيطة لعملية الإطلاق، حتى نضمن سلامة الصاروخ والمسبار، ونجاح عملية الإطلاق».
وكانت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون والتشاور مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، المسؤولة عن صاروخ الإطلاق الذي يحمل «مسبار الأمل»، في أول مهمة عربية لاستكشاف المريخ، أعلنت أمس، عن الموعد الجديد لإطلاق المهمة الفضائية، والذي سيكون يوم الجمعة 17 يوليو الجاري، في تمام الساعة: 12:43 بعد منتصف الليل بتوقيت دولة الإمارات، (في تمام الساعة 08:43 مساء الخميس بتوقيت غرينتش)، وذلك من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان.
وجاء تأجيل إطلاق «مسبار الأمل» بسبب عدم استقرار الأوضاع الجوية في جزيرة تانيغاشيما في اليابان، حيث توجد منصة الإطلاق، مع تشكل سحب ركامية كثيفة وطبقة هوائية متجمدة، جراء عبور جبهة هوائية باردة بالتزامن مع الوقت الأصلي المقرر لإطلاق المسبار.
وتم اتخاذ قرار التأجيل مدة يومين في اجتماع عُقد بين فريق إطلاق «مسبار الأمل» في اليابان وفريق مركز التحكم في الإمارات، وبين مسؤولي موقع الإطلاق في تانيغاشيما باليابان، لتقييم الأحوال الجوية قبل إطلاق المسبار، حيث تم استعراض آخر المعلومات عن حالة الطقس، وتبين أن الظروف غير مواتية للمضي قدماً في عملية الإطلاق في الموعد المحدد، والذي كان مقرراً عند الساعة 00:51:27 صباح الأربعاء، بتوقيت دولة الإمارات.
وكان قد تحدد يوم 15 يوليو موعداً مستهدفاً لإطلاق «مسبار الأمل»، وهو اليوم الأول ضمن «نافذة الإطلاق» الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية، حيث تمتد هذه النافذة من 15 يوليو حتى الثالث من أغسطس المقبل.
يُذكر أن تحديد موعد «نافذة الإطلاق» يخضع لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ، وبما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة. وتمتد فترة «نافذة الإطلاق» لأيام عدة تحسباً للظروف المناخية وحركة المدارات وغيرها، وعليه يمكن تأجيل إطلاق المسبار وتحديد موعد جديد أكثر من مرة طالما أن ذلك ضمن نافذة الإطلاق المفتوحة.
وسيتم اتخاذ قرار المضي قدماً في إطلاق «مسبار الأمل»، في الموعد الجديد الذي تم تحديده فجر الجمعة المقبل، بناء على معطيات الأحوال الجوية، حيث من المرجح في حال عدم توفر الظروف الجوية المناسبة أن يتم تحديد موعد آخر للمهمة الفضائية، ضمن نافذة الإطلاق التي تمتد ثلاثة أسابيع.
ويُعد تأجيل إطلاق المهمات الفضائية، خصوصاً المريخية، أمراً مألوفاً ومتوقعاً، سواء بسبب الأوضاع الجوية غير المواتية، أو بسبب مشكلات تقنية طارئة، حيث بالإمكان تأجيل الإطلاق لأي سبب كان، لضمان توفر أعلى معدلات النجاح، طالما أن التأجيل في إطار نافذة الإطلاق المتاحة.
وكانت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أجلت إطلاق روفر برسيفيرانس «Perseverance»، في مهمة فضاء إلى المريخ، ثلاث مرات حتى اليوم، حيث كان من المقرر أن تنطلق الرحلة إلى الكوكب الأحمر في 17 من يوليو الجاري، ثم تأجل موعد الإطلاق إلى 20 يوليو، قبل أن يتم تأجيله للمرة الثانية ليصبح يوم 22 من يوليو الجاري، قبل أن يتم نقل التاريخ إلى 30 يوليو، حيث يعود سبب التأجيل في كل مرة إلى مشكلات تقنية ظهرت أثناء اختبار الصاروخ بعد تجميعه وتزويده بالوقود.
ويتوقع أن يصل الروفر إلى المريخ في فبراير 2021، وأعلن خبراء (ناسا) أنه في حال لم يتم إطلاق الروفر الصيف الجاري قبل إغلاق نافذة الإطلاق في منتصف أغسطس المقبل، فستضطر إلى تأجيل إطلاقه إلى خريف عام 2022.
وقبل ذلك، تم تأجيل إطلاق بعثة إكسو مارس «ExoMars» لاستشكاف المريخ، التي كان مقرر أن تطلقها كل من وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) ووكالة الفضاء الأوروبية في مارس الماضي حتى 2022 بسبب أعطال تقنية. وتأتي هذه المهمة الفضائية في إطار «مشروع إكسو مارس»، الذي يهدف إلى دراسة الكوكب الأحمر وغلافه الجوي واستقصاء أي شكل من أشكال الحياة المحتملة على الكوكب الأحمر.
مزيد من التدقيق
عمدت شركة «سبيس إكس» الأميركية إلى تأجيل إطلاق الدفعة العاشرة من أقمارها الاصطناعية ثلاث مرات، حيث جاءت عملية التأجيل الأولى لعملية الإطلاق، التي كان يجب أن تضع بموجبها 57 قمراً اصطناعياً إضافياً في مدارات الأرض، في 26 يونيو الماضي، وجاء التأجيل الثاني في الثامن من شهر يوليو الجاري، بسبب الأحوال الجوية، في حين جاء التأجيل الثالث في 11 من يوليو الجاري، وذلك بسبب الحاجة إلى إجراء المزيد من عمليات التحقق والتدقيق.
تحديات متعددة
تواجه المشروعات والمهمات الفضائية الهادفة إلى استكشاف الكواكب أو الكون تحديات ومصاعب متعددة، نظراً إلى طبيعة القطاع الفضائي، الأمر الذي يستلزم المرونة في اتخاذ القرارات لضمان تحقيق الأهداف والنتائج المنشودة، ولهذا تحظى هذه المشروعات بفترات طويلة من الاستعداد والتجارب لضمان أفضل معدل نجاح ممكن.
تقييم حالة الطقس
تلعب الأحوال الجوية دوراً مهماً ومحورياً في تقرير موعد إطلاق الأقمار الاصطناعية، نظراً لتأثيرها الكبير، خصوصاً في طبقات الجو العليا، على فرص الصعود الآمن للصاروخ، الذي يحمل مسبار المريخ نحو الفضاء.
ويتم التحقق من الظروف الجوية وحالة الطقس بشكل دوري ومستمر قبل الإطلاق.
وعليه سيكون هناك تقييم لحالة الطقس قبل خمس ساعات من موعد الإطلاق الجديد، ومن ثم قبل الإقلاع بساعة واحدة لتأكيد إمكانية المضي في قرار إطلاق المسبار في موعده.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية هطول أمطار غزيرة على وسط وغربي اليابان، محذرة من حدوث فيضانات وانهيارات أرضية وارتفاع منسوب مياه الأنهار وهبوب رياح قوية. ومنذ الرابع من يوليو الجاري، تشهد اليابان هطول أمطار غزيرة تسببت في كثير من الفيضانات والانهيارات، بلغت حتى اليوم 378 انهياراً أرضياً، كما لحق دمار أو ضرر بنحو 14 ألف منزل في كيوشو وفي غرب ووسط اليابان، حسب هيئة الإطفاء وإدارة الكوارث.
- تقييم حالة الطقس في اليابان دورياً لتأكيد إمكانية المضي في إطلاق المسبار في موعده.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news