دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تناقش الممارسات الحديثة في الموارد البشرية ما بعد كوفيد 19
نظمت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، الدورة الثانية لعام 2020 من ملتقى الموارد البشرية، عن بعد عبر منصة زوم، وبمشاركة مدراء إدارات الموارد البشرية في دوائر حكومة دبي، تم خلالها مناقشة الممارسات الحديثة في الموارد البشرية ما بعد الأزمة التي نجمت عن انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، بالإضافة لعدد من المسائل التي تهم إدارات الموارد البشرية في دوائر حكومة دبي.
وأكد مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي عبد الله علي بن زايد الفلاسي، حرص الدائرة على الإرتقاء بالمورد البشري في دبي، ووضع الأسس السليمة للسير بموجبها، فالموارد البشرية هي الركن الأساسي في عجلة التقدم، فيجب تهيأة الأجواء المناسبة لها حتى تبدع وتبتكر وتسهم إسهاماً فعالاً في التطور الكبير الذي تشهده دولة الإمارات، فلولا الإعداد المتميز، والتأهيل المناسب لما تمكن أبناء الإمارات من تحقيق الإنجازات المهمة التي تحققت مؤخراً
وقال إن دولة الإمارات جاهزة دائماً للتعامل مع المتغيرات وأبنائها لا يعرفون المستحيل، ولا تقف المتغيرات عائقاً في وجه تقدمهم، وهذا ما لاحظناه جميعاً خلال أزمة انتشار فيروس كوفيد 19 في العالم، وكيف أن دولة الإمارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص استطاعت تحويل هذه المحنة العالمية إلى منحة لدولة الإمارات، وكما قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي: "أثبتت حكومة دبي جاهزيتها الكاملة للعمل عن بُعد، ضمن بيئة ذكية تعتمد على تقنيات وبنية تحتية عالية الكفاءة والاعتمادية، إذ لم تتأثر أي من خدماتها الأساسية رغم الإجراءات الاحترازية وما صاحبها من تقييد للحركة في أوقات محددة".
وأضاف الفلاسي أن دبي تتمتع بمرونة لا مثيل لها في التعامل مع المتغيرات، ولديها بنية تحتية ذكية متطورة، تجعلها دائماً قادرة على التأقلم مع كل الظروف؛ فدبي على استعداد دائم لكل الاحتمالات وقادرة بمشيئة الله، وبحكمة قادتها، على تجاوز كل التحديات، والاستفادة من كل المصاعب والمعوقات التي تقع، وهذا ما لمسناه جميعاً خلال جائحة كورونا، ورأينا كيف أن الجهات الحكومية في دبي تمكنت في وقت قياسي من تطبيق العمل عن بعد، وطبقت 82 جهة حكومية نظام العمل عن بعد بنسبة 100%، وهذا ما جعل دبي تحتل المركز الثاني عالمياً على قائمة "أفضل مدن العالم للعمل عن بُعد في 2020، والتي أصدرتها مجلة "سي ئي أو وورلد" الأمريكية، التي أجرت دراسة حول أفضل مدن العالم في وظائف العمل عن بُعد، بما في ذلك العمل من المنزل، خلال العام الجاري 2020 وحصلت دبي وفقاً للدراسة على المرتبة الثانية بعد مدينة سان فرانسيسكو.
وأوضح أن حكومة دبي تستعد حالياً للتعامل مع المتغيرات في زمن ما بعد كورنا، وإن هذا اللقاء يعد جزءاً من استعداد دبي لما بعد جائحة كوفيد 19 في قطاع الموارد البشرية، وتعمل على ترسيخ الممارسات الحديثة في الموارد البشرية من خلال الاستفادة من آراء الخبراء والمختصين في هذا المجال لتكون استراتيجياتها وخططها متميزة ومبتكرة.
ومن جانبها قالت مدير إدارة السياسات ودعم البرامج في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي ايمان صالح بن خاتم إن الدائرة تركز اهتمامها في الوقت الراهن على استشراف مستقبل الموارد البشرية للتعرف على الممارسات الحديثة في الموارد البشرية مابعد كوفيد 19؛ والتعامل مع المتغيرات الكبيرة التي أحدثتها الجائحة في هذا القطاع، وفي أساليب العمل.
وأصافت أن الظروف التي نجمت عن كوفيد 19 تتطلب تطبيق سياسات وعمليات جديدة تدعم التغيرات في بيئة الأعمال، وعلى إدارات الموارد البشرية أن تعمل على تكييف سياساتها وخططها لمجاراة الوضع الجديد، مع التركيز على تعزيز سعادة الموظفين وإنتاجيتهم عبر تطوير نماذج جديدة لقياس سعادة الموظفين، وأدائهم.
وخلال الملتقى استعرضت الأستاذة أروى القاسم، مدير مشاريع في مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات ومجالس دبي المستقبل، إحدى مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل، والتي تشرف على إعداد تقارير المؤسسة لاستشراف مستقبل القطاعات الرئيسية في دولة الإمارات، استعرضت العمل المرن، وقالت إن تفشي كوفيد-19 أدى إلى تغيرات واسعة في الحياة وشملت هذه التغيرات قطاعات عديدة، مما فرض إعادة تصور استراتيجيات وبرامج وقطاعات بأكملها، خاصة في بيئة العمل.
وقالت إن 88% من المؤسسات شجعت موظفيها على العمل من المنزل، أو طلبت منهم ذلك، وطبقت 91 % من المؤسسات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إجراءات العمل من المنزل منذ تفشي الجائحة، مشيرة إلى أن على المؤسسات أن تتوقع أن يطالب ما نسبته 75% من موظفيها بزيادة عدد ساعات عملهم عن بعد خلال النصف الثاني من العام 2020، وذلك بغية الحفاظ على الموظفين في مرحلة التعافي من جائحة كوفيد-19، وأن 31% من الأشخاص يرون أن انتشار كوفيد-19 كان السبب في قبول شركاتهم بالعمل عن بعد.
وشارك في الملتقي كذلك الدكتور ألكساندر ألونسو، الرئيس التنفيذي لشؤون المعارف في جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM) وتحدث عن الممارسات الحديثة في الموارد البشرية ما بعد أزمة كوفيد 19، فأكد على أهمية الإبتكار والإبداع في مواجهة الأزمات، وتطبيق الأفكار المبتكرة في بيئة العمل لإعادتها إلى الحالة الطبيعية، مشيراً إلى أن الموارد البشرية تلعب دوراً كبيراً في مواجهة الأزمات، وعلى مسؤولي الموارد البشرية الاستماع إلى الموظفين والتعرف على المواقف التي يمرون فيها خلال فترة التغيرات التي تطرأ وكيفية تأثير هذه التغيرات على مشاريع المؤسسات والشركات والاستفادة منها.
ونظمت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي خلال الملتقى جلسة نقاشية حول أنظمة وسياسات الموارد البشرية ما بعد كوفيد 19، أدارتها ايمان صالح بن خاتم مدير إدارة السياسات ودعم البرامج في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، جرى خلالها تبادل الآراء وطرح الأفكار من المشاركين حول سبل تطوير الموارد البشرية في الدوائر الحكومية والنهوض فيها وتعزيز مكانتها.
وتركز النقاش خلال الجلسة حول دور إدارات الموارد البشرية ما بعد كوفيد 19 من خلال تعديل وتحديث الخطط لتحقيق أهداف الجهات الحكومية، والمشاركة في عملية صنع القرار، وطرح الحلول السريعة لمواكبة المتغيرات، وضمان صحة وسلامة الموظفين والتركيز على بيئة العمل، وأن تعمل إدارات الموارد البشرية كجسر للتواصل بين الإدارة والموظفين.
وتناولت الجلسة النقاشية أهم ملامح أنظمة وسياسات الموارد البشرية الحكومية ما بعد كوفيد 19، والتي يجب أن تكون أنظمة مرنة وذكية تتماشى مع التطلعات المستقبلية لحكومة دبي، وتحقيق ذلك من خلال تشريعات مرنة ورشيقة، وتضمن التوازن بين المركزية واللامركزية، وأنظمة مبتكرة تحقق النتائج والإستدامة، وأن تكون استباقية تحاكي المستقبل، وأقل تعقيداً وصعوبة، ويسهل تطبيقها في الجهات الحكومية، وأن تكون كذلك أنظمة مترابطة ومتكاملة، وتدعم تكافئ الفرص، وتسهم في استقطاب والإحتفاظ بالخبرات والكفاءات المحلية والعالمية، وقابلة للقياس والتقييم.
وطرحت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي في نهاية الجلسة النقاشية استبيان على المشاركين حول كيفية تطوير أنظمة الموارد البشرية، والأساليب والأدوات التي تتبعها الدائرة لإدارة العمل داخلياً بنفس النهج ما قبل كوفيد19، وحول أهم أنظمة الموارد البشرية التي تحتاج إلى مراجعة وتحديث، وأهم (3) متغيرات في طريقة وإدارة العمل في الجهات الحكومية.
كما تناول الاستبيان آراء المشاركين حول أهم المواد التي تحتاج إلى تعديل في قانون الموارد البشرية لحكومة دبي رقم 8 لعام 2018، وأهم ملامح نظام إدارة الأداء لموظفي حكومة دبي، بالإضافة لأهم ملامح التعلم والتدريب والاحتياجات المستقبلية في القطاع الحكومي، وأهم الكفاءات الأساسية الواجب توافرها في جميع موظفي حكومة دبي لمواجهة المتطلبات المستقبلية، إلى جانب أهم متغير في إدارة وأسلوب العمل المستقبلي، وكيف يمكن للمتغيرات المتسارعة أن تؤثر على التشريعات الحالية للموارد البشرية، وما هي الفجوة بين التشريعات الحالية ومتطلبات التشريعات المستقبلية.
وتفاعل المشاركون في الجلسة مع الموضوعات المطروحة، وقدموا مقترحاتهم وآرائهم حولها والتي تركز على تطوير الموارد البشرية في حكومة دبي.
يذكر أن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تنظم سنوياً 4 لقاءات ضمن ملتقى الموارد البشرية الذي يشارك فيه مسؤولي الموارد البشرية في دوائر حكومة دبي ويتم خلالها مناقشة الخطط والاستراتيجيات والمبادرات التي تسهم في تطوير الموارد البشرية وتعزيز مكانتها.