تعرف إلى المسافة التي قطعها مسبار الأمل في 79 يوماً
كشف فريق "مسبار الأمل" في مركز محمد بن راشد للفضاء، عن أن المسبار قطع مسافة 215 مليوناً و525 ألفاً و997 كيلومتراً تقريباً، خلال 79 يوماً، منذ انطلاقه في رحلته إلى كوكب المريخ، في 20 من يوليو الماضي حتى أمس، بما يمثل نحو 44.86% من المسافة إلى مداره حول الكوكب الأحمر "المريخ"، فيما يتبقى 264 مليوناً و966 ألفاً و403 كيلومترات، وأنهى المسبار بنجاح مرحلة الإطلاق والعمليات الأولى، وعملية توجيهه (1) في 11 أغسطس الماضي، وعملية توجيهه (2) في 28 من الشهر نفسه.
جاء ذلك خلال إحاطة إعلامية افتراضية، نظمها الفريق أمس، وأوضحوا فيها أن مهمة المسبار تمر خلال رحلته إلى الكوكب الأحمر بست مراحل أساسية، هي مرحلة الإطلاق التي بدأت بعد إتمام الإعداد النهائي للمركبة الفضائية، وإجراءات تخفيض الطاقة الدافعة للمركبة وتنتهي بعد إتمام الاتصال الأول مع المسبار، والمرحلة الثانية (العمليات المبكرة) التي بدأت بعد انتهاء مرحلة الإطلاق واستمرت لنحو 45 يوماً، وتنتهي بعد تقييم أداء أجهزة المسبار في الفضاء، وتشهد اتصالاً مستمراً من المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء مع المسبار، مؤكدين أن المسبار يعمل بكفاءة عالية.
أما المرحلة الثالثة (الرحلة إلى المريخ، فتبدأ فيها عمليات اعتيادية لمتابعة المسبار، وتمتد حتى دخوله مجال المريخ، ويجرى الاتصال به من 2 إلى 3 مرات أسبوعياً من المحطة الأرضية، والمرحلة الرابعة (الدخول لمدار المريخ)، والتي تبدأ بعد انتهاء مرحلة الرحلة في الفضاء، وتنتهي حين يؤكذ فريق الملاحة دخول المسبار في مدار الالتقاط، والمرحلة الخامسة (الانتقال إلى المدار العلمي) والتي تبدأ بعد دخول المسبار في مدار حول المريخ، ويتم فيها عدة مناورات للانتقال إلى المدار الأخير، والمرحلة السادسة (المدار العلمي) تستمر لمدة عام مريخي كامل، ما يعادل 687 يوماً أرضياً (عامان أرضيان تقريباً)، إذ يتم خلاله التقاط البيانات العلمية المخطط لها.
وأفاد مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، المهندس عمران شرف، بأن فريق المشروع ثماني مجموعات "فرق" من المهندسين العاملين على تنفيذه، وهم فريق المحطة الأرضية وعمليات التحكم، وفريق الإطلاق، وفريق التخطيط الاستراتيجي، والفريق العلمي، وفريق تطوير المسبار، وفريق إدارة المشروع، موضحاً أن فريقي "العمليات" و"تطوير المسبار" يعملان على التأكد من صحته، وتوجيهه، وإرسال الأوامر له، وإجراء العديد من الاختبارات، والتخطيط للعمليات الأسبوعية واليومية بناء على المعلومات المستقاة من المسبار خلال الأسبوعين الجاري والمقبل، أما الفريق العلمي يعمل على التأكد من أن الأجهزة العلمية في المسبار تعمل بالطريقة التي تم تخطيطها.
ولفت إلى أن المسبار يلتقط العديد من الصور خلال رحلته للوصول إلى المريخ، بواسطة جهاز التتبع المجهري، ومنها الصورة التي سبق أن نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حسابه بـ"انستجرام"، أخيراً"، منوهاً بأن التقاط الصور خلال الرحلة إلى الكوكب الأحمر يعتبر جزءاً من عملياته وكجزء من تهيئته والتأكد من سلامة أجهزته.
من جانبه أكد نائب مدير المشروع، سهيل الظفري، أن المسبار في مداره بحالة ممتازة، وأجهزته العلمية تعمل بكفاءة عالية، مضيفاً أن الفترة الماضية شهدت جهداً كبيراً من الفرق المختلفة العاملة على المشروع للتحقق من سلامة المسبار وأجهزته، وأنظمته التي تشمل الأنظمة الملاحية والاتصال وغيرها، خلال تواجده في الفضاء.
وذكر عدة عوامل تحدد مدة رحلة المسبار إلى المريخ، منها أن سرعته حول الشمس خلال فترة إطلاقه في شهر يوليو الماضي أقل عن سرعته إذا أطلق بنهاية شهر أغسطس، إضافة إلى ان تصميم المدار يلعب دور كبيراً في سرعة المسبار، كذلك فإن الأرض تكون أبعد عن المريخ خلال شهر يوليو عنها بنهاية شهر أغسطس من كل عام، مؤكداً أن تأخير إطلاق المسبار من 15 يوليو الماضي إلى 20 من الشهر نفسه، لم يؤثر على إنجازه الخطط في الوقت المحدد لها.
وقال نائب مدير العمليات لـ"مسبار الأمل"، زكريا الشامسي: "مرحلة دخول المسبار إلى جاذبية المريخ، نعمل خلالها على تخفيض سرعته حتى يستطيع الدوران حول الكوكب، وأجرينا عليها تجارب متعددة على الأرض، قبل إطلاق المسبار، تعتبر هذه المرحلة هي الأصعب على الإطلاق بعد مرحلة الإطلاق، ثم ينتقل المسبار إلى المدار العلمي لجمع المعلومات عن الكوكب عن طريق الأجهزة العلمية، وستكون مدة هذه المرحلة سنة مريخية".
وحول تحديد عدد مرات الاتصال بالمسبار من المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، أشار إلى أنه يكون بخطة مشتركة بين المحطة الأرضية في المركز ووكالة ناسا الأمريكية، بناء على تحديد موقع القمر "المسبار" من المحطة.