محمد بن راشد يعلن موعد وصول «مسبار الأمل» إلى مداره حول المريخ
أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة عبر حسابه على موقع «تويتر»، عن موعد وصول «مسبار الأمل» إلى مداره في الكوكب الأحمر، وذلك في التاسع من فبراير 2021.
وقال سموه في تغريدته: «بعد مرور 111 يوماً على انطلاق رحلة (مسبار الأمل) نحو المريخ، التي قطعت 290 مليون كم.. أجرى (مسبار الأمل) اليوم آخر تعديل في مساره. ونعلن اليوم تاريخ الوصول الدقيق للكوكب الأحمر 9-2-2021 بإذن الله، تمام الساعة 7:42 دقيقة مساء.. سيكون لنا عيداً.. وللعرب».
وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، أن «مسبار الأمل» يواصل بنجاح رحلته التاريخية إلى الكوكب الأحمر، مسجلاً بذلك محطة جديدة في سجل إنجازات دولة الإمارات، الممتد من الأرض إلى الفضاء.
وقال سموه إن «مهمة المسبار، الذي سيصل إلى مداره حول الكوكب الأحمر في التاسع من فبراير 2021، تتوج رحلة امتدت إلى 50 عاماً من التأسيس والبناء والتمكين والإنجازات المتراكمة لدولة الإمارات منذ إعلان الاتحاد عام 1971. كما تعد، أيضاً، بداية لـ50 عاماً أخرى من الإنجازات النوعية القائمة على العلم والمعرفة والابتكار في مجالات جديدة، نتحدى فيها المستحيل، ونتخطاه، ونحوّله إلى فرص، فدولتنا لا تعرف المستحيل، وقيادتنا لا ترضى لنفسها ولا لشعبها إلا بالمركز الأول».
وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد أن «وصول (مسبار الأمل) إلى المريخ، بالتزامن مع احتفال الدولة بيوبيلها الذهبي، مجرد بداية للـ50 عاماً المقبلة، فهناك مشروعات طموحة في المجالات كافة، وذلك بعد أن أصبحت لدينا كوادر وطنية مؤهلة، قادرة على تحقيق رؤية وطموح القيادة في القطاع الفضائي، الذي يتوسع وينمو بشكل مستدام، وغيره من القطاعات الواعدة».
وأضاف سموه أن «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) نجح، قبل أن يصل المسبار إلى مداره حول الكوكب الأحمر، في غرس ثقافة جديدة في نفوس ووجدان أبناء وبنات الوطن، مفادها أن العلم هو المستقبل، وأن طموح دولتنا لا سقف له بعدما اخترق الفضاء، وأصبحنا أول دولة عربية تنجح في استكشاف الكواكب، كما أصبحت دولتنا عضواً في نادي مستكشفي المريخ، الذي يضم سبع دول فقط».
كما أكد سموه أن «وصول الإمارات إلى المريخ كرابع دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، يلقي مسؤولية كبيرة على الأجيال القادمة لمواصلة مسيرة التقدم».
وثمّن جهود فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، قائلاً: «أشكركم على جهدكم ودأبكم ومثابرتكم وتفانيكم، بعدما وضعتم نجاح هذا المشروع في مقدمة أولوياتكم، رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، وأنجزتم هذه المهمة حتى الآن بنجاح فاق التوقعات، وسنحتفل معاً - إن شاء الله - في التاسع من فبراير المقبل بوصول المسبار إلى مداره».
المناورة الثالثة
وأنجز فريق عمل «مسبار الأمل»، أمس، بنجاح، المناورة الثالثة لتوجيه مسار المسبار، التي تمت من محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء.
وتندرج المناورة تحت سلسلة مناورات توجيه المسار، وتُشكل محطات رئيسة ومهمة في رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر، بعدما قطع 60% من المسافة (ما يعادل 290 مليون كيلومتر) منذ إطلاقه في الـ20 من يوليو الماضي، أي خلال 111 يوماً. ويتبقى له 189 مليون كيلومتر حتى وصوله إلى مداره المقرر حول المريخ.
وبعد نجاح المناورة، تم تحديد وصول «مسبار الأمل» إلى مداره حول المريخ في التاسع من فبراير 2021، عند الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات.
15 ألف ساعة عمل
ومنذ إطلاق «مسبار الأمل» بنجاح من قاعدة تانيغاشيما الفضائية في اليابان يوم 20 يوليو الماضي، يواصل فريق العمل متابعة المسبار بدقة، وقد قضى أكثر من 15 ألف ساعة عمل، وطوال هذه الفترة الممتدة نحو 111 يوماً منذ الإطلاق، قام فريق عمليات التحكم في المحطة الأرضية بالتواصل مع المسبار مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، واستغرق كل اتصال من ست إلى ثماني ساعات، علماً بأن الفريق عاد إلى التواصل مع المسبار على مدى الـ24 ساعة استعداداً لوصوله إلى مدار المريخ.
وتعد هذه المرحلة الثالثة من مراحل المهمة التاريخية للمسبار، البالغة ست مراحل حتى الوصول إلى مداره العلمي حول الكوكب الأحمر. وقد أكمل المسبار مرحلتين مختلفتين فعلاً، عقب عملية الإطلاق الناجحة في 20 يوليو الماضي، وهما مرحلتا الإطلاق والعمليات المبكرة.
وتعد مرحلة العمليات المبكرة من أهم مراحل المهام الفضائية، وتبدأ عند انتهاء مرحلة الإطلاق، وتستمر نحو 45 يوماً، وقد اكتملت بنجاح. وخضع المسبار خلال مرحلة العمليات المبكرة إلى المراقبة عبر الاتصال المستمر مع المحطة الأرضية 24 ساعة يومياً من قبل فريق العمليات، لضمان عمل المركبة الفضائية وجميع مكوناتها وأنظمتها بالشكل الأمثل.
مرحلة الرحلة إلى المريخ
ويمر المسبار حالياً بمرحلة الرحلة إلى المريخ، حيث يقوم فريق العمليات في المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي بمتابعة حالة المسبار دورياً.
وتعد هذه المرحلة مرحلة العمليات الاعتيادية، حيث يتم الاتصال مع المركبة الفضائية مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، للعمل على الخطط الموضوعة مسبقاً، والتأكد من سلامة المركبة.
وتتضمن هذه المرحلة متابعة مسار رحلة المسبار عبر إجراء سلسلة مناورات توجيه له.
وقد أجرى فريق المشروع مناورتين ناجحتين في أوقات سابقة، تضاف إليهما المناورة الأخيرة، التي تعد الثالثة في رحلة المسبار إلى المريخ.
الدخول إلى المدار
وعقب انتهاء مرحلة الرحلة إلى المريخ، التي يمر بها «مسبار الأمل» حالياً، ستبدأ مرحلة الدخول إلى مدار المريخ يوم 29 ديسمبر المقبل، حيث سيركز فريق العمل في هذه المرحلة على تجهيز أنظمة المسبار، وإجراء المناورات الأخيرة استعداداً لإدخال المسبار في مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر بشكل آمن في التاسع من فبراير. وسيُستخدم نحو نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات «مسبار الأمل» لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط.
وستستمر عملية حرق الوقود لمدة 30 دقيقة، لتقليل سرعة المسبار من 121 ألف كم/ساعة إلى 18 ألف كم/ساعة.
ونظراً لبعد المسافة بين كوكبي المريخ والأرض، التي يترتب عليها تأخر وصول الاتصالات والإشارات من مدار الكوكب الأحمر (عادة ما تستغرق الإشارات اللاسلكية ما بين 13 إلى 26 دقيقة للوصول من مدار المريخ إلى المحطة الأرضية)، لن يتمكن الفريق من التدخل والتواصل مع المسبار بشكل لحظي، ما يؤدي إلى أن تكون مهمة المسبار في هذه المرحلة مستقلة وذاتية بنسبة 100%.
الانتقال إلى المدار العلمي
بعد الانتهاء من مرحلة الدخول إلى مدار المريخ بنجاح، والتأكد من دخول المسبار في مدار الالتقاط، تبدأ مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي المناسب، حتى يتمكن المسبار من أداء مهامه العلمية الأساسية، وتستمر هذه المرحلة أسابيع، وفيها يقترب مدار المسبار إلى نحو 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ (على شكل مدار إهليلجي)، ويراوح ارتفاع المدار ما بين 1000 كيلومتر إلى 49 ألفاً و380 كيلومتراً، وفي هذه المرحلة سيتم التقاط الصورة الأولى للمريخ، وإرسالها إلى مركز التحكم.
وخلال هذه المرحلة، أيضاً، تتم الاستعدادات للعمليات العلمية الأولية.
ويستمر المسبار في المدار العلمي لمدة عام مريخي كامل (687 يوماً أرضياً)، ويواصل فيها تجميع البيانات المتطلبة للإجابة عن الأسئلة العلمية حول المناخ الجوي لكوكب المريخ، وإرسالها إلى المحطة الأرضية.
التخطيط المحكم
وقالت وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة وكالة الإمارات للفضاء وقائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، سارة بنت يوسف الأميري، إن المسبار يواصل رحلته التاريخية بنجاح يفوق التوقعات، متجهاً إلى مداره حول الكوكب الأحمر، بفضل التخطيط المحكم والعمل الدؤوب لفريق العمل، الذي تلقى دعماً غير محدود من قيادة الدولة، ترجمةً لرؤيتها وتوجهاتها لتعزيز قطاع الفضاء الوطني، عبر تمكين أبناء وبنات الوطن من الإسهام في تطوير اقتصاد مبني على المعرفة والابتكار، والتركيز على صناعات مبنية على التكنولوجيا المتقدمة يمكن أن تنافس عالمياً، وتسهم في إيجاد حلول للتحديات التي نمر بها، والتي قد تواجهنا في المستقبل، إضافة إلى أهمية تنويع موارد الاقتصاد ومرونته استناداً على العلوم والتكنولوجيا.
وأكدت أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) يعد محطة مهمة في تاريخ الإمارات، إذ يتزامن وصوله المتوقع إلى المريخ مع احتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي وعيد تأسيسها الـ50، في إشارة ذات دلالة عميقة تؤكد عزم القيادة على مواصلة الإنجازات التي حققها الآباء المؤسسون، وترسيخ مكانة الدولة عالمياً لتصبح خلال الـ50 عاماً المقبلة، بسواعد الكوادر الوطنية، واحدة من أفضل دول العالم في شتى المجالات، متسلحةً بالعلم والمعرفة، وعبر تمكين الكوادر الوطنية من تحقيق طموح القيادة في بناء اقتصاد المستقبل القائم على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة. وأضافت أن الوصول المتوقع لـ«مسبار الأمل» إلى مداره حول المريخ يفتح آفاقاً علمية جديدة أمام الكوادر الوطنية، ويحوّل الإمارات إلى دولة مصدّرة للمعرفة، بدلاً من مستوردة لها، لأن المعلومات والبيانات التي سيرسلها المسبار، وستتم مشاركتها مع العالم، لم يصل إليها الإنسان من قبل.
بوابة التقدم العلمي
وأكد رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري، أن إطلاق المسبار نحو المريخ يمثل ترسيخاً لصناعة المستقبل الإماراتي، كما أن قطعه 60% من رحلته التاريخية كأول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب، يرسّخ مكانة الإمارات إقليمياً وعالمياً.
وأضاف أن «عيون أبناء الوطن تتجه إلى يوم التاسع من فبراير المقبل، وهو الموعد الذي يدخل فيه المسبار إلى مدار المريخ في الوقت الذي يؤكد فيه مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أن الإمارات تستثمر في المستقبل، باعتبار أن المهام الفضائية بوابة التقدم العلمي في قطاعات متعددة، وهي فرصة لبناء الكوادر العلمية، إذ لا مستقبل خلال العقود المقبلة من دون العلم، باعتباره الضامن الرئيس للحفاظ على الإنجازات والمكتسبات، والركيزة الأساسية لمواصلة التنمية المستدامة».
المسار الصحيح
وقال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، المهندس عمران شرف، إن المسبار حالياً على مساره نحو مداره المخطط له سلفاً حول الكوكب الأحمر.
وأشار إلى أن فريق العمل خطط لتنفيذ سبع عمليات توجيه للمسبار في رحلته البالغة 493 مليون كيلومتر نحو المريخ، إلا أن كفاءة الإطلاق وإنجاز مرحلة عمليات المسبار الأولية ومناورات توجيه المسار بنجاح أسهمت في وضع المسبار في مسار أكثر قرباً من المسار النهائي، وهو ما قد يترتب عليه عمليات أقل من مناورات توجيه المسار.
وأضاف شرف: «الأداء الحالي لـ(مسبار الأمل)، ودقة مساره، مكّنا الفريق العلمي للمشروع من إجراء قياسات وتسجيل بيانات علمية قيّمة لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال مسارات الرحلات الفضائية إلى الكواكب، ما يعني أننا بدأنا بجمع البيانات العلمية حتى قبل دخول مدار الالتقاط في فبراير، ثم الانتقال إلى المدار العلمي، وإننا سنوفر بيانات علمية جديدة للمجتمع الدولي في وقت أبكر مما كان مخططاً له». وتابع: «سيبدأ الفريق في المهمة العلمية قبل الدخول في المدار حول الكوكب باستخدام الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار، خصوصاً مطياف EMUS لتسجيل ملاحظات مبكرة حول هالة الهيدروجين الخارجية لكوكب المريخ. وسنستخدم متتبعات النجوم الموجودة في المسبار لقياس تركيز الغبار بين الكواكب أثناء وصوله إلى مرحلة الدخول إلى مدار المريخ. إضافة إلى إجراء مناورة بين (مسبار الأمل) المتجه إلى المريخ والمسبار الأوروبي (بيبي كولومبو)، المتجه إلى كوكب عطارد، لتوفير بيانات مهمة عن المجموعة الشمسية».
3 فرق عمل
يشرف على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ حالياً ثلاثة فرق أساسية.ويعتبر كل فريق مسؤولاً عن مرحلة مختلفة من رحلة المسبار. ويشرف فريق المحطة الأرضية على عمليات التحكم في المسبار، ويراقب الاتصال وتدفق البيانات، باستخدام مجموعة من الهوائيات اللاسلكية العملاقة، التي تدعم مهام المركبات الفضائية بين الكواكب. في حين يتولى فريق المركبة الفضائية التحقق من أداء الأنظمة الفرعية على متن المسبار. ويشرف فريق العمليات على عمليات المركبة الفضائية في جميع المراحل، التي تشمل المراقبة والتحكم (تحميل البرامج النصية للجدول الزمني)، وتحليل بيانات الحالة، وتنفيذ عمليات المناورة لتوجيه المسار والانتقال من مرحلة إلى أخرى.
نائب رئيس الدولة:
«بعد مرور 111 يوماً على انطلاق رحلة (مسبار الأمل) نحو المريخ، التي قطعت 290 مليون كم.. أجرى (مسبار الأمل) اليوم آخر تعديل في مساره».
حمدان بن محمد:
«وصول المسبار إلى المريخ بالتزامن مع احتفال الدولة بيوبيلها الذهبي مجرد بداية».
«لدينا كوادر وطنية قادرة على تحقيق رؤية القيادة في القطاع الفضائي».
«وصول الإمارات إلى المريخ كخامس دولة يلقي مسؤولية كبيرة على الأجيال القادمة».
سارة الأميري:
«(مسبار الأمل) يحوّل الإمارات إلى دولة مصدّرة للمعرفة بدلاً من مستوردة لها».
حمد المنصوري:
«مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء يؤكد أن الدولة تستثمر في المستقبل».
عمران شرف:
«المسبار قطع 290 مليون كيلومتر خلال 111 يوماً، ما يعادل 60% من المسافة الإجمالية».
متابعة المسبار
يمكن لمحبي الفضاء والمهتمين بعلومه من أفراد المجتمع متابعة رحلة «مسبار الأمل» بشكل لحظي من خلال موقع إلكتروني متجدد، يوفر معلومات أساسية حول تقدم المهمة والمراحل المختلفة لهذه الرحلة التاريخية، والموقع هو www.emm.ae.
يشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) انطلق قبل ست سنوات، وتولى مركز محمد بن راشد للفضاء التنفيذ والإشراف على مراحل تصميم وتنفيذ وإطلاق المسبار، فيما تولت وكالة الإمارات للفضاء التمويل والإشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة لتنفيذ المشروع.
15
ألف ساعة قضاها فريق العمل في متابعة رحلة «مسبار الأمل».
189
مليون كيلومتر تفصل «مسبار الأمل» عن مداره المخطط له حول الكوكب.