بالفيديو..أول صلاة جمعة في مساجد الدولة بعد توقف 8 أشهر
أدى ملايين المصلين ظهر اليوم صلاة الجمعة الأولى في مختلف مساجد الدولة، بعد تعليق دام لأكثر من 8 أشهر ونصف الشهر، التزاماً بتعليمات الوقاية من جائحة "كورونا"، وسط التزام تام بالإجراءات والضوابط التي حددتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، والجهات المعنية، لضمان حماية المصلين وذويهم من أية مخاطر بالإصابة بالفيروس.
وأعلنت الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، السماح بإقامة صلاة الجمعة في المساجد اعتباراً من اليوم، مع الالتزام بمجموعة كبيرة من الإجراءات الوقائية الهادفة إلى ضمان صحة المصلين وسلامتهم، على أن تحدد السعة الاستيعابية للمساجد بنسبة 30%.
وشهدت مساجد الدولة توافداً من المصلين بأعداد غفيرة لأدء صلاة الجمعة، فيما حرص مسؤولو ومشرفو دور العبادة على تنظيم عملية استقبال المصلين ودخولهم باحات المساجد وكذلك تنظيم التباعد الجسدي بين المصلين في الساحات الخارجية المحيطة بالمساجد، والتأكد من اصطحاب كل مصلٍ سجادة خاصة به للصلاة، بالإضافة إلى متابعة انصراف المصلين وعدم تجمعهم أمام المساجد بعد انتهاء الصلاة.
ولم تشهد غالبية المساجد أي تواجد ملحوظ لمصلين من كبار السن أو الأطفال ، فيما حرصت المساجد على تعليق لافتات إرشادية بلغات مختلفة للتأكيد على تجنب لمس الأسطح المكشوفة أو مقابض أبواب المساجد، والتزام المصلين بالتباعد الجسدي مسافة مترين، مع التشديد على ضرورة أداء السنن في البيوت، والاقتصار على أداء الفريضة في المسجد، بجانب التأكيد على قراءة القرآن من المصاحف الشخصية للمصلين أو أجهزتهم الذكية، وتجنب التزاحم في المسجد وخاصة عند المداخل والمخارج.
وخصصت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، موضوع خطبة صلاة الجمعة الأولى، عن "ثقافة الحمد والشكر"، إذ أكدت أن الشكر عبادة عظيمة، تكون بالقلب وباللسان، وبالسلوك والعمل، عملاً بقول الله تعالى: (اعملوا آل داود شكرا).
وذكرت الخطبة أن أن الشكور من أسماء الله الحسنى، قال سبحانه: (إن الله غفور شكور) فهو الذي يشكر للناس اليسير من الطاعات، ويثيبهم عليه الكثير من الحسنات، لافتة إلى أن الأنبياء والحكماء والصالحون والعقلاء، تميزوا بكثرة الشكر، فمدحهم الله عز وجل بأنهم كانوا له شاكرين، قال تعالى عن نبيه نوح عليه السلام: (إنه كان عبدا شكوراً).
وأشارت الخطبة إلى أن الله عز وجل أمر كليمه موسى عليه السلام بالشكر فقال: (فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) وقال سبحانه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين)، موضحة أن ثقافة الشكر إذا ترسخت في المجتمع؛ أورثته المحبة والتلاحم، والتقدير والتراحم، وكانت سببا لزيادة نعم الله تعالى عليه، قال سبحانه: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم).
وأكدت على أن شكر الناس مما حث عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" ومن ذلك؛ شكر الدولة ومؤسساتها على ما تقوم به من دور في خدمة الناس، قائلة: "ما أحسن أن نشكر الله تعالى على ما وهبنا من نعمة الإيمان، وما أكرمنا به من صلاة الجمع والجماعات في بيوت الرحمن، ونشكره سبحانه على ما أسبغ علينا من نعمه الكثيرة، ما ظهر منها وما بطن".
وأوضحت كذلك أن شكر الوالدين جاء مقرونا بشكر الله عز وجل؛ في قوله تعالى: (أن اشكر لي ولوالديك)، منتهية إلى أنه ما أجمل أن نشكر لهما ببرهما وحسن رعايتهما.