55 يوماً تفصل «مسبار الأمل» عن مداره حول المريخ
أفاد موقع مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بأن «مسبار الأمل» قطع، حتى أمس، أكثر من ثلاثة أرباع المسافة إلى مداره حول كوكب المريخ (أكثر من 376 مليون كيلومتر)، حيث يسير بسرعة تزيد على 86 ألف كيلومتر في الساعة، فيما يتبقى أقل من 100 مليون كيلومتر سيقطعها المسبار في 53 يوماً متبقية من زمن الرحلة، ليصل إلى مداره في التاسع من فبراير المقبل، إذ إن المسافة التي سيقطعها هي 493.5 مليون كيلومتر.
وأوضح المشروع أن المسبار سيتخذ مداراً علمياً حول المريخ، يسمح له بجمع بيانات عن الكوكب الأحمر من شأنها تعزيز فهم تغيرات الغلاف الجوي يومياً، لافتاً إلى أن ما يميز المدار العلمي للمسبار هو أن مهمات المريخ السابقة كانت تدور في مدار قطبي، ما سمح لها بالانتقال من قطب إلى آخر، وبذلك استطاعت دراسة المريخ بشكل طولي خلال أوقات محددة من اليوم. أما المدار العلمي لـ«مسبار الأمل» فيقع بالقرب من خط الاستواء، ما يؤهله لإجراء عمليات الرصد في أوقات مختلفة من اليوم على المستوى الجغرافي للكوكب في غضون 10 أيام فقط. ويسهم حجم المدار الكبير وزاوية الميلان المنخفضة للمسبار برصد عمليات غلافي المريخ الجويين، السفلي والعلوي، ما يتيح فهماً جديداً للغلاف الجوي للكوكب على النطاقات الزمنية اليومية والموسمية.
وسيقدم «مسبار الأمل» أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، عندما يصل إلى الكوكب الأحمر عام 2021 في مهمة تستمر لمدة سنة مريخية واحدة، ما سيساعد على الإجابة عن أسئلة علمية رئيسة حول الغلاف الجوي للمريخ، وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين من غلافه الجوي.
ويهدف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بشكل أساسي إلى رسم صورة واضحة وشاملة حول مناخ كوكب المريخ، وسيعمل فريق عمل المشروع على التعاون والتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ، لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة، ودراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، التي تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء، وتقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ.
كما سيعمل الفريق على تقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ، والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.
وصمم فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، «مسبار الأمل» لتكون مدة عمله (عمره الافتراضي) سنتين مريخيتين، بما يعادل أربع سنوات أرضية، وتم التخطيط لإنجاز المهمة العلمية للمسبار في سنة مريخية، بما يعادل سنتين أرضيتين. وعند الانتهاء من المهمة خلال السنة المريخية الأولى، ستكون هناك فرصة سنة مريخية أخرى لإضافة مهام جديدة للمسبار، يتم تحديدها لاحقاً.
7 أهداف رئيسة لـ «مسبار الأمل»
- محاولة إيجاد إجابات عن أسئلة لم تتطرق إليها مهمات الفضاء السابقة.
- تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، التي
تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء.
- تقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ.
- تقديم الصورة الأولى من نوعها حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة.
- مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ (العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة)، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه.
- الكشف عن أسباب تآكل سطح المريخ.
- البحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.
الحياة على المريخ
تتضمن أهداف مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء معرفة ما إذا كان المريخ قد شهد أي شكل للحياة من قبل، أو لايزال بإمكانه ذلك، والاستعداد من أجل استكشافه برحلات مأهولة.
والمريخ هو ثاني أصغر كوكب في المجموعة الشمسية.
وأطلق عليه اسم «الكوكب الأحمر»، لأن أكسدة المعادن الحديدية في تربته تتسبب في تكوين الصدأ، ما يضفي اللون الأحمر علـى التربة والجو.
وتبلغ الجاذبية على سطحه نحو ثلث الجاذبية على كوكب الأرض، ويبلغ متوسط درجة الحرارة على سطحه 63 درجة مئوية، وتساوي السنة المريخية 687 يوماً على كوكب الأرض، ويتمتع بغلاف جوي رقيق، يوفر له الحماية من الإشعاعات الكونية والشمسية، ويتكون غالباً من غازات ثاني أكسيد الكربون والأرجون والنيتروجين، وكمية صغيرة من الأوكسجين وبخار الماء.
376
مليون كيلومتر قطعها «مسبار الأمل» نحو مداره حول كوكب المريخ.
وقوع المدار العلمي لـ«مسبار الأمل» قرب خط الاستواء يؤهله لإجراء الرصد في أوقات مختلفة من اليوم.