جلسات اليوم الأول من الملتقى الدولي الخامس للاستمطار
ناقشت جلسات اليوم الأول من الملتقى الدولي الخامس للاستمطار الذي يقام افتراضياً تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وينظمه المركز الوطني للأرصاد، من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار التابع له خلال الفترة 25-26 يناير 2021، عدداً من المواضيع المؤثرة في مجال الاستمطار بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء.
وشهد الملتقى مشاركةً محلية ودولية رفيعة المستوى، حيث ألقي وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، كلمةً افتتاحية في جلسة حوارية تحت عنوان: "الأمن المائي العالمي في ظل تغير المناخ".
وقال النعيمي في كلمته: "إن تداعيات التغير المناخي من دورها التأثير سلباً على كافة القطاعات والمجالات والأنشطة الحياتية، وتعد وفرة الموارد المائية من الأشياء التي ستتأثر بشكل كبير بهذا التغير، والمسألة هنا لا تقتصر على المناطق التي تعاني من قلة أو محدودية الموارد المائية فحسب بل تطال المناطق الأخرى التي تتمتع بمعدلات كبيرة من هذه الموارد"، مشيراً إلى أن تأثير التغير المناخي على الموارد المائية يشمل أمور عده منها استنفاذ المياه الجوفية، وزيادة الطلب على مياه الشرب بسبب ارتفاع درجات حرارة الأرض، كما سيؤدي تأثر الموارد المائية إلى تدهور الأراضي وزيادة معدلات التصحر".
وأوضح أن دولة الإمارات عملت على معالجة الاجهاد والتأثر التي يمكن أن تتعرض له الموارد المائية، عبر منظومة متكاملة من الإجراءات تشمل اعتماد استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، وإطلاق العديد من المبادرات المجتمعية التعريفية التي تستهدف رفع وعي المجتمع بالسلوكيات المستدامة في استهلاك المياه، وتطوير شبكات تحلية ونقل المياه وتوزيعها لضمان خفض معدلات الفاقد منها إلى أقل درجة ممكنة، كما اعتمدت معايير البناء الأخضر والتي تعزز بدورها خفض معدل استهلاك المياه.
وتناولت الجلسة كيفية تغير المناخ العالمي في العقود الأخيرة، والتحولات التي شهدتها منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص كونها تعد واحدة من أكثر المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي في العالم. وناقش المشاركون كذلك التحدي المتمثل في التغلب على ندرة موارد المياه المتجددة، وكيفية تفاقم هذه المشكلة بسبب تغير المناخ، إلى جانب التباين المتزايد بين العرض والطلب على المياه.
وتحدث خلال هذه الجلسة على التوالي كل من الدكتور روبا كومار كولي، المدير التنفيذي في مكتب (كليفار مونسون الدولي)، المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية، وزارة علوم الأرض، جمهورية الهند، والبروفيسور منصور بن عطيه المزروعي، رئيس قسم الأرصاد بكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بجامعة الملك عبدالعزيز، جدة، المملكة العربية السعودية، وقيس السويدي، خبير مساعد في إدارة التغير المناخي في وزارة التغير المناخي والبيئة، والدكتور سعيد الصرمي، خبير أرصاد، مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وشهد هذا اليوم كذلك جلسة تحت عنوان "الانتقال من مرحلة البحث إلى مرحلة العمليات في مجال الاستمطار: دراسة حالة وخارطة طريق"، تحدث خلالها على التوالي كل من سفيان فراح، أخصائي تنبؤات جوية واستمطار السحب في المركز الوطني للأرصاد، والبروفيسور استيفان جريسدي، من جامعة بيكس المجرية، والدكتور رويلوف بروينتجيس، الباحث المساعد في فريق الدكتور بول لوسون الحاصل على منحة الدورة الثانية لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، شركة سبيك، الولايات المتحدة، و الدكتور ديون تيربلانش، خبير استشاري في علوم الطقس والمناخ، البنك الدولي، والدكتورة إستيل دي كونينغ، القائم بأعمال رئيس البرنامج العالمي لأبحاث الطقس، المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والبروفسور ستيفن سيمز، أستاذ بكلية الغلاف الجوي والبيئة، جامعة موناش، وعمر اليزيدي، مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب، المركز الوطني للأرصاد.
وتم خلال الجلسة تسليط الضوء جهود حملة الاختبار الميداني التي أجريت بالتعاون بين العديد من الجهات المحلية والدولية. وتم كذلك مناقشة آلية التحول من مرحلة القياس المخبرية إلى مرحلة الاختبار الميداني، من حيث العملية المتبعة، والتحديات التي تمت مواجهتها والتقنيات التي استخدمت لتجاوزها. وناقش المشاركون أيضاً خارطة الطريق الشاملة لمستقبل الاستمطار، من حيث الخطوات التي يمكن اتخاذها، والجهات المعنية التي عليها التعاون لتحقيق الرؤى المشتركة في هذا المجال.
وشمل اليوم الأول كذلك جلسة بعنوان "تطبيقات الذكاء الاصطناعي والنظم الذكية في مجال الأرصاد الجوية وتعزيز هطول الأمطار" تحدث خلالها على التوالي كل من طلال القيسي، نائب الرئيس، برنامج الفضاء والمشاريع الخاصة، مجموعة 42، والدكتور جحا تونتيلا، باحث بمعهد الأرصاد الجوية الفنلندي، والبروفيسور إريك فريو، الحاصل على منحة الدورة الثالثة لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، جامعة كولورادو بولدر، الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور دنكان أكسيسا، الباحث المساعد في فريق إريك فريو من جامعة كولورادو بولدر، الولايات المتحدة الأمريكية.
وتضمنت الجلسة عروضاً تقديمية حول دمج الذكاء الاصطناعي وأنظمة تطبيقات الأرصاد الجوية. وتم خلالها مناقشة عدد من المواضيع ذات العلاقة والتي ضمت استخدام الحوسبة عالية الأداء وتحليلات الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار في مجال الاستمطار، والتقنيات الإحصائية لتحديد الظروف المناسبة لتلقيح السحب، والتطبيقات في أبحاث الأرصاد الجومائية والتنبؤ والرصد.
يشار إلى أن الملتقى الدولي للاستمطار يعد منصة عالمية تحتضنها العاصمة الإماراتية أبوظبي ويجمع تحت مظلته نخبة من الخبراء والباحثين والعلماء وذوي العلاقة المحليين والدوليين من أجل مناقشة ومعالجة القضايا الرئيسية الأكثر إلحاحاً في مجال استدامة الأمن المائي العالمي.