محمد بن زايد: ملتزمون بتعزيز قيم التآخي والحوار والتعايش
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «نؤكد التزامنا بتعزيز قيم التآخي والحوار والتعايش».
وقدّم سموه التهنئة إلى أنطونيو غوتيريس، ولطيفة بن زياتين، لحصولهما على جائزة زايد للأخوة الإنسانية.
وذكر سموه، عبر تغريدة على «تويتر»، أمس، «في اليوم الدولي للأخوة الإنسانية.. نؤكد التزامنا بتعزيز قيم التآخي والحوار والتعايش.. وبهذه المناسبة وتقديراً لإسهاماتهما وجهودهما نهنئ أنطونيو غوتيريس ولطيفة بن زياتين بحصولهما على جائزة زايد للأخوة الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات، منبثقة من وثيقة الأخوة الإنسانية».
وقال سموه في تغريدة أخرى: «تحدثت خلال اتصالين هاتفيين مع شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية قداسة البابا فرنسيس، بشأن ترسيخ مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، في ظل التحديات التي تواجهها البشرية، وفي مقدمتها جائحة (كورونا).. الإمارات تواصل العمل من أجل تعزيز التعايش والتآخي في العالم».
إلى ذلك، نظمت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، مساء أمس، احتفالية عالمية «افتراضية» لتكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021، بمشاركة بابا الكنيسة الكاثوليكية، قداسة البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
وأعلنت لجنة تحكيم الجائزة، في نسختها الافتتاحية، اختيار كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والناشطة الفرنسية من أصول مغربية، لطيفة بن زياتين، للتكريم بهذه الجائزة، تقديراً واحتفاءً بجهودهما في الدفاع عن قضايا السلام والتعايش، والقضاء على الصراعات، والتأكيد على فاعلية الحوار كأداة لتجنب النزاعات المدمرة، وإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية المنصوص عليها في وثيقة الأخوة الإنسانية.
وتم بث الاحتفالية من موقع صرح زايد المؤسس في أبوظبي، تحت عنوان «الاحتفاء بالأخوة الإنسانية».
وبدأ الحفل بكلمة لشيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أكد فيها أن الاحتفال بـ«وثيقة الأخوة الإنسانية» احتفاء بـ«حدث عالمي تاريخي»، وُلد منذ عامين اثنين، ليبشر ببدء رسالة سلام يحملها عقلاء العالم إلى البشرية جمعاء، تدعو إلى التآخي والتعاون، ووقف الحروب، ونشر التسامح والوئام، ونبذ التعصب والكراهية، وسياسات القوة والاستعلاء.
وأعرب عن أمله في أن يمثل يوم الرابع من فبراير من كل عام جرس إنذار وتنبيه، يوقظ العالم وينبه قادته، ويلفت أنظارهم إلى ضرورة ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية.
وقال: «إنني لملتزم، إن شاء الله، في ما تبقى لي من حياة في هذه الدنيا، بمواصلة العمل مع أخي البابا فرنسيس، ومع إخوتي علماء الأديان ورموزها، بل مع كل محبي الخير والسلام، لأن نجعل من مبادئ الأخوة الإنسانية وأهدافها واقعاً ملموساً يعيشه الكبير والصغير في العالم أجمع».
وعبّر شيخ الأزهر عن تقديره البالغ لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يواصل مسيرة الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الخيّرة، برعايته لهذه الوثيقة، ودعمه بكل صدق وإخلاص لمبادرات ترسيخها وتأصيلها ونشرها في العالم أجمع.
كما توجّه فضيلته إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بالتحية والمباركة لتكريمه بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، منوهاً بجهوده الحثيثة التي يبذلها لتجنيب البشرية ويلات الصراع، وتخفيف آثار الجائحة العالمية وما ترتب عليها من صعوبات طالت الجميع، وبارك كذلك للناشطة لطيفة بن زياتين فوزها بالجائزة.
وفي كلمته، أكد بابا الكنيسة الكاثوليكية، قداسة البابا فرنسيس، أن الأخوة الإنسانية تعد اليوم أمراً ضرورياً لا مفر منه للبشرية، من أجل تعزيز وحدتها وتآزرها، مشدداً على وجود كثير من التحديات التي تتطلب الوحدة والتآخي والتعاون بين بني البشر، وترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل والانفتاح على الآخر، والإيمان بمبادئ الأخوة الإنسانية.
وقال إن «البشرية التي تنحدر من أصل واحد، على الرغم من اختلاف ثقافاتها الحالية، قادرة على تعزيز تعاضدها واحترام ثقافات وتقاليد الآخر، وأن يكون ذلك مصدر إلهام لتعزيز الأخوة وليس للمساومات، وقد حان الوقت للاستماع والقبول الصادق للآخر».
من جانبه، عزا الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، القاضي محمد عبدالسلام، فوز الأمين العام للأمم المتحدة بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، إلى دوره المؤثر في وقف النزاعات والحروب، وإطلاق المبادرات التي استهدفت إنهاء العنف والانتهاكات، وإعلاء مصلحة الإنسان والإنسانية وتكريس الأخوة والسلام.
وأكد أن حصول الناشطة لطيفة بن زياتين، على الجائزة ذاتها، يأتي تقديراً لدورها الكبير، وقدرتها على تحويل مأساتها الشخصية إلى نجاحات متوالية تكّرم ذكرى ابنها الذي فقدته، وجميع ضحايا العنف والإرهاب.
بن زياتين: الجائزة تعزّز ثقافة السلام
قالت الناشطة الفرنسية، لطيفة بن زياتين: «أقف بتواضع كبير أمام هذا الشرف العظيم الذي تمثله جائزة زايد للأخوة الإنسانية، التي لا تعد تكريماً لما قدمت من مبادرات وحسب، وإنما احتفاء بكل الجهود التي يبذلها زملائي للقضاء على التشدد، من خلال الحوار والاحترام المتبادل وتعزيز ثقافة السلام والعيش المشترك».
وأضافت: «لقد شكّل الوضع في فرنسا وأوروبا تحدياً كبيراً بسبب الشعور بالإقصاء والتهميش، الذي يؤثر في نفسية الشباب، لكننا تمكنا من إحداث تقدم ملموس، وسنواصل العمل مع كل من العائلات والمجتمعات لحماية الشباب من التطرف».
غوتيريس يشعر بالفخر والامتنان
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس: «بكل تواضع وامتنان وشعور بالفخر، أتلقي جائزة زايد للأخوة الإنسانية، التي أعتبرها تقديراً للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في كل مكان لتعزيز السلام والكرامة الإنسانية، ولاسيما في ظل ما يعيشه العالم من أوقات صعبة، نشهد فيها تهديدات الجائحة والمناخ والحروب والصراعات في أجزاء مختلفة من العالم».
وأضاف: «من الرائع أن نرى قيادات عظيمة، مثل قداسة البابا وفضيلة شيخ الأزهر، تدفع البشرية نحو الالتقاء والاتحاد والحوار من أجل تعزيز السلام، وتعزيز الأخوة الضرورية لمواجهة التحديات ودحر الكراهية».
لجنة التحكيم
تتشكّل لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، سنوياً، بحيث تضم في عضويتها ممثلاً عن الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وممثلاً عن قداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية، وممثلاً عن الأمم المتحدة، بالإضافة إلى شخصين يتم اختيارهما من طرف اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
وتم تشكيل اللجنة هذا العام من الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية رئيس لجنة التحكيم غير المصوّت، القاضي محمد عبدالسلام، والمستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، أداما ديانغ، والحاكم العام الـ27 لكندا، ميكائيل جان، والنائب السابق لرئيس جمهورية إندونيسيا، محمد يوسف كالا، ورئيس المحكمة العليا للفاتيكان، الكاردينال دومينيك مامبيرتي، والرئيسة السابقة لجمهورية إفريقيا الوسطى، كاثرين سامبا بانزا.
- احتفالية «الأخوة الإنسانية»: محمد بن زايد يكمل مسيرة الوالد المؤسّس بنشر مبادرات التسامح حول العالم.
- بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر يكرّمان غوتيريس والناشطة الفرنسية لفوزهما بالجائزة.
- الطيب: «الأخوة الإنسانية» تدعو إلى التآخي والتعاون ووقف الحروب.
- بابا الفاتيكان: الأخوة الإنسانية أمر ضروري لا مفرّ منه للبشرية.