الطياري تكشف غموض القضايا النسائية بـ «الحمض النووي»
دفعها شغفها بالحياة العسكرية منذ صغرها إلى اختيار تخصص جامعي في مجال الجينات الوراثية، ثم التحقت بالعمل في إدارة الأدلة الجنائية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وأثبتت الرائد خبير البصمة الوراثية، وفاء الطياري، قدرة ومهارة عاليتين في التعامل مع فحص العينات، وكشف غموض القضايا في مسرح الجريمة، كما عملت على تطوير آليات فحص مبتكرة، وتسجيل ثلاث براءات اختراعات في مجال عملها.
وتقول الطياري إنها «فكرت في الانضمام إلى الشرطة منذ المرحلة الإعدادية، وخططت للالتحاق بمدرسة خولة بنت الأزور، حيث كانت وقتها مدرسة عسكرية تقبل انضمام الفتيات، لتأهيلهن للعمل العسكري، لكنّ والدها أصر على استكمال دراستها قبل الالتحاق بالشرطة».
وتابعت أنها استكملت دراستها وأنهت مرحلتَي الثانوية والجامعة بناء على رغبة والدها، ثم اختارت التخصص الذي كانت تحلم به (علم الجينات)، بما يؤهلها للعمل في مجال المختبر الجنائي، حيث التحقت بعد التخرج بدورة عسكرية لمدة سنة، وخضعت لتدريبات مكثفة في جميع المساقات الشرطية المختلفة، ثم تابعتها بدورات مصغرة.
وأكدت أن حبها للعمل الشرطي، وتشجيع أسرتها، ساعداها في التغلب على التحديات، وتمكنت من التأقلم السريع في بيئة العمل، خصوصاً أنها شعرت بصدمة مؤقتة في أول تجربة لها في معاينة مسرح جريمة، إذ كانت المرة الأولى التي تشاهد فيها دماء وجثثاً مع روائح كريهة، لكنها تداركت الأمر سريعاً، واكتسبت الخبرة في التعامل مع هذه المشاهد.
وقالت إنها تعمل في كشف غموض القضايا الجنائية، مثل الاغتصاب والسرقة وغيرهما، حيث تتولى فحص العينات باستخدام تقنيات الحمض النووي، في القضايا المهمة التي تخص المرأة.
وحصلت الرائد وفاء علي الطياري على ماجستير في علوم البيئة بدرجة امتياز من جامعة الإمارات، عن دراستها حول السلالات الجديدة المكتشفة للبكتريا الحلزونية في الإمارات «هيليوكابكتر بيولوجي».
وقالت إنها بدأت دخول مجال الاختراعات عام 2015 من منطلق بعض التحديات التي واجهتها في بيئة العمل، حيث حصدت الميدالية الذهبية عن اختراع «شاهد فحوص البصمة الوراثية الذكي»، وتعد عملية الشاهد من العمليات المهمة خلال فحص البصمة الوراثية، لأهميتها في التأكد من عملية انتقال العينات من مرحلة إلى أخرى من دون الخلط بينهما، ويغني الاختراع عن الاستعانة بالعنصر البشري في التأكد من صحة النتائج.
كما تمكنت من ابتكار آلية لدمج الفحوص في فحص واحد، وحصلت عنه على جائزة الأمير نايف في الاختراع الأمني بالمملكة السعودية، كما حصلت على جائزتين، ذهبية وبرونزية، في المعرض الدولي العاشر للاختراعات في الشرق الأوسط بدولة الكويت.
نظام حماية الأطفال
حصلت الرائد، وفاء الطياري، على الميدالية البرونزية لاختراع «نظام حماية الأطفال من حوادث الدهس»، ويكشف هذا الاختراع عن نظام متكامل يضم الكاميرات أو حساسات المراقبة الحرارية المرتبطة بشاشة يمكن تثبيتها في المركبة، تستشعر وجود أي جسم غريب تحت المركبة أو بالقرب منها، وتصدر أمراً إلى ناقل الحركة (الجير) بشكل مباشر لإيقاف المركبة عن الحركة، ما يسهم في فحص محيط المركبة من قبل السائق، والتأكد من إزالة العوالق للسير بالمركبة بأمان، وبالتالي يحدّ من حالات دهس الأطفال.
وكشفت أن بعض الشركات بصدد البدء في تصنيع هذه الاختراعات لمصلحة القيادة العامة لشرطة أبوظبي.