«الوطني للتأهيل» يحدّد 5 معايير لكشف حالات «الإدمان الإلكتروني»
حدّد المركز الوطني للتأهيل خمسة معايير لتشخيص حالات الإدمان الإلكتروني، الأول فقدان السيطرة على اللعب، من حيث وتيرة اللعب وكثافته والوقت المستغرق في اللعب والتوقف عن اللعب وسياقه، والثاني تزايد منح اللعب الأولوية إلى حد يجعل اللعب يقدم على الأولويات الحياتية الأخرى والنشاطات اليومية، والثالث الاستمرار أو التصعيد في اللعب على الرغم من مخلفاته السلبية، والرابع نمط اللعب قد يكون مستمراً أو عبر مراحل وتتميز بالتكرار، والخامس آثار سلوكية سلبية مثل الشعور بالتكدر أو خلل في جوانب مرتبطة بالشخص وعائلته ومجتمعه ودراسته وعمله أو مجالات عملية أخرى.
وعرف المركز، المدمن الإلكتروني بحسب التقسيم العالمي للأمراض، بأنه الفرد الذي يعاني اضطرابات إدمان الألعاب، إذا كان خلال فترة 12 شهراً لا يسيطر على عدد المرات التي يلعب فيها، ويقدم اللعب على اهتماماته ونشاطاته الأخرى، ويستمر في اللعب رغم مخلفاته السلبية.
وبين أن اضطرابات الإدمان على الألعاب الرقمية والفيديو، توصف بكونها نمطاً لسلوك لعب مستمر على هذه الألعاب والتي قد تلعب عبر شبكة الإنترنت أو عبر وسائل أخرى، مشيراً إلى أن الاختصاصي يحتاج فترة تصل إلى سنة لكي يتمكن من تشخيص سلوك إدمان الألعاب والخصائص الأخرى، وقد تقصر هذه المدة إذا توافرت جميع متطلبات التشخيص وظهرت الأعراض جلياً.
وقال مدير المركز الوطني للتأهيل، الدكتور حمد الغافري، إن المركز يعتزم افتتاح عيادة خارجية لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية، لتقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وتستهدف العيادة علاج المدمنين على استخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية، باستخدام مقياس إدمان الإنترنت لليافعين.
وأكد أن السلوكيات التي يمكن وصفها بالإدمان الإلكتروني منتشرة في مختلف مجتمعات العالم، بسبب الانتشار الواسع لاستخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية والهواتف وغيرها. وأوضح الغافري أن هناك أعراضاً مصاحبة لهذا النوع من الإدمان، منها الانعزال التام واضطرابات الإدراك الحسي المتمثل في الهلوسة السمعية والبصرية، واضطرابات السلوك العدواني الذي قد يؤدي إلى عنف شديد، حسب الدراسات العالمية المعتمدة.
وأدمجت منظمة الصحة العالمية إدمان الألعاب الإلكترونية ضمن تصنيفها الدولي للأمراض، حيث يُعد هذا التصنيف مرجعاً عالمياً موثوقاً للأعراض الصحية.
وأكد المركز الوطني للتأهيل، حرصه على تقديم خدماته لكل أفراد المجتمع في الدولة خلال مسيرته التي تمتد لـ19 عاماً باستخدام أحدث وسائل العلاج والوقاية، وبالتنسيق مع المراكز المماثلة والمتخصصة والمنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال مكافحة الإدمان وعلاجه، والعمل على تطوير واستحداث آليات ونظم جديدة للعلاج والتأهيل والوقاية من الإدمان.
ويعتمد برامج علاجية تأهيلية تعمل بتكامل مع مراحل علاج الإدمان، وتشمل العلاج الطبي والنفسي والسلوكي، والخدمات الاجتماعية وبرنامج تلافي الانتكاسة «ماتريكس» وبرامج التثقيف الصحي وبرامج تنمية المهارات الحياتية ومجموعات الدعم والإرشاد، إضافة إلى باقة أخرى من البرامج الدينية والثقافية والفنية والرياضية التي تحاكي اهتمامات مرضى الإدمان، وتعزز من قدرتهم على الاستجابة للعلاج.
وأكد مختصون في علم النفس والاجتماع والأسرة والعلوم التقنية أن إدمان الألعاب الإلكترونية أصبح ظاهرة مجتمعية تصيب مدمنيها بأمراض نفسية واجتماعية، وقد تؤدي إلى تدني المستوى الدراسي للطلاب، والفشل الوظيفي للكبار، بالإضافة إلى التفكك الأسري.
وذكروا أن الإدمان الإلكتروني لا يقتصر على فئة الأطفال، وإنما يمتد إلى فئات عمرية مختلفة، وهو يصيب الكبار والصغار، وتم رصد حالات إدمان إلكتروني أدت إلى إلى وقوع حالات طلاق ومشاجرات بين أزواج.
دعم علاجي
أفاد المركز الوطني للتأهيل بأنه يمتلك طاقماً طبياً فريداً يضم مجموعة من أبرز الأساتذة والأطباء ذوي العلم والخبرة الاستثنائية، والذين حققوا إنجازات مميزة في مجال أعمالهم على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وهذه الخبرات وما يمتلكه المركز من قدرات وبنية تحتية فريدة تجعل منه مرجعاً عالمياً لتقديم الدعم العلاجي والاستشاري لمرضى الإدمان. ويشمل الطاقم الطبي ستة أطباء يحملون درجة الأستاذية في مجالات طب وعلاج الإدمان.
منع الانتكاسة
استقبل المركز 1056 مريض إدمان على المخدرات العام الماضي، فيما استقبل 4803 مرضى منذ تاريخ إنشائه حتى الآن. ويستفيد نحو 51 مريضاً أسبوعياً من الجلسات الافتراضية التي يقدمها المركز ضمن برنامج منع الانتكاسة «الماتريكس» في العيادة الخارجية.
• الإدمان الإلكتروني يؤدي إلى الانعزال واضطرابات الإدراك الحسي والسلوك العدواني والعنف الشديد.