8 إجراءات تحمي العمال من «الإجهاد الحراري»
دشّنت دائرة البلديات والنقل في أبوظبي، أولى حملاتها الإرشادية الخاصة بتوعية العمال بمخاطر الإجهاد الحراري وآليات التعامل وقائياً وإسعافياً معه، وذلك في إطار برنامج «السلامة في الحر»، والتي حددت خلالها ثمانية إجراءات وقائية لحمايتهم من مخاطر الإصابة بالإجهاد الحراري، أهمها ارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة وفضفاضة لتتيح نفاذ الهواء خلالها، والحرص على شرب كميات كافية من المياه والسوائل خلال العمل.
ودخل قرار وزير الموارد البشرية والتوطين، ناصر بن ثاني الهاملي، بحظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس في المواقع المفتوحة، حيّز التنفيذ في 15 يونيو الجاري.
ووفقاً للقرار، يمنع العمل في المناطق المفتوحة خلال الفترة من الـ12:30 ظهراً حتى الثالثة عصراً، حتى منتصف ديسمبر المقبل.
ورصدت «الإمارات اليوم» انضباطاً والتزاماً كبيرين من المنشآت والعمال، خلال أول أسبوعين من تطبيق قرار حظر تأدية الأعمال تحت الشمس في المواقع المفتوحة، لاسيما في ظل الرقابة المكثفة لفرق التفتيش التابعة لوزارة الموارد البشرية والتوطين على مواقع العمل، بشكل دوري أو مفاجئ.
وتفصيلاً، يدخل قرار حظر تأدية الأعمال تحت الشمس في المواقع المفتوحة، الثلاثاء المقبل، الأسبوع الثالث من تطبيقه على مستوى الدولة، وسط حالة من الالتزام والانضباط التام بمختلف مواقع العمل المفتوحة، حيث رصدت «الإمارات اليوم» عبر جولات ميدانية على مدى الأيام الستة الماضية التزام المنشآت والمواقع المفتوحة التي تابعتها ميدانياً، بتعليق جداول لتوضيح ساعات العمل اليومية في أماكن بارزة بمواقع العمل، باللغة العربية ولغات أخرى يفهمها العمال.
كما حرصت جهات العمل على توفير أماكن للراحة خلال فترة حظر العمل تتسم بتهوية جيدة، وأخرى مفتوحة ومظللة، إضافة إلى توفير وسائل وقائية لحماية العمال من أخطار الإصابات التي قد تنجم عن استعمال الآلات، وغيرها من أدوات العمل، فضلاً عن الالتزام التام بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات وإجراءات الوقاية من فيروس «كورونا».
وبدأت دولة الإمارات تطبيق قرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس والأماكن المكشوفة عام 2005، خلال الفترة من مطلع يوليو حتى نهاية أغسطس، فيما أجرت وزارة الموارد البشرية والتوطين (العمل آنذاك) استبياناً جماهيرياً عام 2009 لرصد آراء طرفي الإنتاج حيال توجه الوزارة بتمديد فترة الحظر لشهر إضافي، الأمر الذي لاقى ترحيباً واسعاً من الطرفين، وتمّ بموجب ذلك إصدار قرار وزاري في عام 2010 نصّ على أن يمتدّ حظر العمل شهراً إضافياً ليصبح خلال الفترة من 15 يونيو حتى 15 سبتمبر.
ووفقاً للوزارة، يشهد سوق العمل في الدولة نسبة التزام مرتفعة بقرار «حظر الظهيرة» تتجاوز 99%، وهو ما اعتبرته الوزارة دليلاً على مدى وعي أصحاب العمل بأهمية القرار والمكتسبات التي يحققها على صعيد الحفاظ على مصالحهم، خصوصاً في ظل ارتفاع إنتاجية العمالة نظراً لحصولها على الراحة المطلوبة يومياً خلال ساعات حظر العمل.
وذكرت الوزارة أن آلية تطبيق قرار الحظر تتضمن حزمة من الإجراءات والضوابط الوقائية التي تستهدف حماية العمال من التعرض لأشعة الشمس المباشرة والإجهاد نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، فضلاً عن تطبيق وتنفيذ مجموعة من مبادرات التوعية والإرشاد بالمشاركة مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، مؤكدة أنها استحدثت أنظمة رقابية مبتكرة خلال فترة الحظر، منها تفعيل مركز الاستجابة السريع للأزمات، لاستقبال البلاغات الواردة من أفراد المجتمع حول المخالفات، والاتصالات عبر مركز الاتصال التابع للوزارة على الرقم المجاني 80060، فضلاً عن نظام التفتيش الذكي وتعزيز دور العاملين في خدمة «تقييم» لرصد أي مخالفة للقرار وإبلاغ الوزارة بها.
من جانبها، دشّنت دائرة البلديات والنقل في أبوظبي، أولى حملاتها الإرشادية الخاصة بتوعية العمال بمخاطر الإجهاد الحراري وآليات التعامل وقائياً وإسعافياً معه، في إطار برنامج «السلامة في الحر»، حيث بدأت في بثّ رسائل تثقيفية موجهة للعاملين بلغات عدة، وتوفير نماذج للتفتيش والتدقيق لجهات العمل لتحديد المتطلبات الواجب توافرها في مواقع العمل للحدّ من الإجهاد الحراري، إضافة إلى العمل على زيادة الوعي حول الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وسبل الوقاية منها.
وحددت الدائرة، وفقاً لسلسلة منشورات توعوية للدائرة على حساباتها الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي، ثمانية إجراءات احترازية ينبغي على عمال المواقع المفتوحة الالتزام بها، لاسيما خلال العمل تحت أشعة الشمس، للوقاية من الإجهاد الحراري، تبدأ بارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة وفضفاضة لتتيح نفاذ الهواء خلالها مثل الملابس القطنية، مع تجنب الملابس ذات الأقمشة الاصطناعية التي تمنع نفاذ الهواء، ثم التدرج في أداء الأعمال من الخفيفة وصولاً إلى الشاقة، وتحديد مواعيد القيام بالعمل الشاق في الأوقات الأكثر برودة من اليوم، مع الحرص على أخذ مزيد من فترات الراحة في الأوقات التي تشهد ارتفاعاً شديداً في درجة الحرارة والرطوبة، بحيث تكون الراحة في أماكن مظللة أو منطقة باردة إذا أمكن ذلك. وتضمنت قائمة الإجراءات الاحترازية الثمانية، الحرص على شرب الماء على نحو متكرر، أي شرب كميات كافية من الماء يستحيل الشعور معها بالعطش، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحوليات أو كميات كبيرة من السكر، وارتداء الملابس الواقية أو معدات الحماية الشخصية عند الحاجة إليها فقط، كونها تزيد من خطر الإصابة بالإجهاد الحراري، وأخيراً مراقبة العامل لحالته البدنية وحالة زملائه في العمل.
ملاحظات إيجابية
سجلت الإمارات اليوم ملاحظات إيجابية عدة، خلال جولتها على مواقع العمل، أبرزها:
■ توفير أماكن مظللة للراحة خلال فترة حظر العمل تتسم بتهوية جيدة.
■ وسائل وقائية لحماية العمال من أخطار الإصابات خلال العمل.
■ التزام تام بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات والوقاية من «كورونا».
99% نسبة التزام سوق العمل في الدولة بقرار «حظر الظهيرة».