نهيان بن مبارك: مبادئ الأخوة الإنسانية جوهر رؤية الإمارات لحاضرها ومستقبلها
التقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش كلا من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بحضور سعادة عمر عبيد محمد الحصان الشامسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية وذلك على هامش اجتماعات سانت إيجيديو الدولية للصلاة من أجل السلام التي عقدت في العاصمة الإيطالية «روما».
ورحب معاليه في بداية اللقاء بشيخ الأزهر الشريف وبابا الكنيسة الكاثوليكية اللذين أرسيا نهجا راسخا للأخوة الإنسانية العالمية يعزز السلام والتضامن والحوار والتسامح الإنساني بين بني البشر وهي القيم ذاتها التي تأسست عليها دولة الإمارات.
وأشاد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس بجهود دولة الإمارات ودورها الفاعل بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في إرساء مبادئ السلام والتسامح والتعايش والحوار والتضامن الإنساني بين بني البشر على مستوى العالم تعزيزا لمبادئ وقيم وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقعت في أبوظبي.
وفي كلمته أمام اجتماعات سانت إيجيديو الدولية.. نقل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان تحيات وتمنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى شيخ الأزهر الشريف و بابا الكنيسة الكاثوليكية وجميع الحضور.. وقال: إننا فخورون بالعلاقات الودية والسلمية بين الإمارات وجميع شعوب العالم معا كأخوة وأخوات في الإنسانية حيث نسعى إلى بناء جسور التفاهم والتعايش والأخوة.
وأضاف معاليه: لا توجد أمة ولا مجتمع يستطيع تحويل الجميع بسلام إلى معتقد ديني واحد ولن يستطيع.. وإن أفضل ما يمكننا القيام به هو التنافس مع بعضنا البعض في الفضيلة والأعمال الصالحة.. نقوم بعمل جيد عندما نعمل معا عبر جميع خطوط الاختلاف لصالح الإنسانية.. نقوم بعمل جيد عندما نعزز الاتصال البشري ونشارك في حوار بناء وتعاون ونفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على كرامة الإنسان.. نعمل معا بشكل جيد عندما نمضي قدما بتصميم لنرى أن جميع الناس لديهم مستقبل إيجابي يتطلعون إليه كأعضاء في أسرة بشرية واحدة.
وذكر معاليه أن جميع هذه القيم والمبادئ هي جوهر رؤية الإمارات لحاضرها ومستقبلها والتي أرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وجسد هذه القيم والمبادئ النبيلة ورسخها في مجتمع الإمارات وسارت على نهجه القيادة الرشيدة استنادا على هذه القيم والمبادئ لجعل بلادنا في مقدمة دول العالم.
وقال معاليه: إننا في دولة الإمارات نؤمن بأنه يوجد مجالًا كبيرًا وواسعًا يمكننا العمل فيه مع بقية دول العالم في ترسيخ وتعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية التي تشكل جزءا حيويا من تراثنا الإنساني المشترك إذ تقدم الإمارات نموذجا فريدا وناجحا للتعايش السلمي بين الناس من مختلف الأديان والثقافات والجنسيات والخلفيات.
وأضاف معاليه: كدليل على التزامنا بالتسامح أنشأنا وزارة التسامح والتعايش الأولى والوحيدة في العالم والتي أفتخر بكوني وزيرا لها.. نحن ملتزمون بالعمل مع جميع الأفراد ومع جميع الدول لضمان الاحترام الحقيقي والتعاطف مع كرامة كل إنسان والحفاظ على حقوق الإنسان الأساسية للجميع.
وأشار معاليه إلى أن هذا المسعى النبيل للأخوة الإنسانية كان في أذهان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس عندما أصدرا إعلان أبوظبي للأخوة الإنسانية في عام 2019 حيث تؤكد هذه الوثيقة التاريخية على أهمية «الأخوة الإنسانية» وخلق مجتمع عالمي يعيش فيه الجميع ويعملون معا كأخوة وأخوات في وئام وسلام.. وتوجه معاليه بالشكر إلى الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس على منح العالم هذه الوثيقة التاريخية التي تمثل احتفالًا بالوحدة البشرية والسعي البشري نحو عالم أفضل وأكثر سلامًا وازدهارًا.
وقال معاليه: بينما نتطلع إلى الحوار الديني والثقافي في هذا المؤتمر دعونا نوجه انتباهنا إلى قدرتنا الفردية والوطنية على بناء السلام.. دعونا نرى أن هناك ما يربطنا ببعضنا أكثر مما يفرقنا وأن أوجه التشابه بيننا أكبر بكثير من اختلافاتنا.. دعونا نعلن التزامنا بإيجاد الأرضية المشتركة اللازمة لمعالجة ومنع الصراعات التي يمكن أن تهدد البشرية.
وذكر معاليه: في أماكن كثيرة في أنحاء العالم تثير الاختلافات الدينية والثقافية الشكوك حيث ينبغي بدلاً من ذلك تعزيز التقدير لسعينا المشترك لتحقيق الإنجاز الإنساني.. يبدو أحيانًا أن اختلافاتنا الدينية أصبحت مصادر للصراع بدلاً من أن تكون أساسًا للاحترام المتبادل وأرضية مشتركة لحل المشكلات.
وعبر معاليه عن أمله بأن يرى من خلال مناقشات هذا المؤتمر أفعالاً ونتائج من شأنها أن تطلق العنان لقوة التسامح والأخوة الإنسانية لتغيير القلوب والعقول إضافة إلى تحديد الاستراتيجيات التي ستقود الحكومات والأفراد إلى تبني وممارسة عناصر التسامح والحرية الدينية والترحيب بالتنوع وعدم التجانس وممارسة الإدماج وإظهار الفضول الصادق والاحترام لمن لا يشبهنا.. عندما يحدث هذا سيكون لدينا أخوة إنسانية عالمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news