تعرف إلى أسباب حدوث ظاهرة الشاهقة المائية وتأثيراتها على الفجيرة
أفاد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك إبراهيم الجروان لـ"الامارات اليوم" بأن ظاهرة الشاهقة المائية قد تكررت مرتين خلال العام الجاري فقد شوهدت في سواحل رأس الخيمة الشتاء الماضي لتعود اليوم على سواحل إمارة الفجيرة، إذ كانت مدة الشاهقتين لا تتجاوز الساعات وتأثيراتها موضعية وبسيطة وتتسم بالحركة البطيئة إذ كانت سرعة الرياح تصل إلى 90 كيلو متر في الساعة.
ونوه الجروان أن أضرار الشاهقة محدود جدا ويتمركز في رياح قوية تستمر بضعة دقائق في منطقة العمود و تتحرك ضمن مسار معين، إذ يتمكن الصيادين من رؤيتها على بعد كيلومترين وعليهم الابتعاد عنها بمسافة تتجاوز ثلاثة كيلو امتار.
وعرف الجروان الشاهقة بأنها عمود من الهواء مختلطة مع رذاذ الماء على شكل كتلة سحابية عمودية دُوّاميّة فوق بحيرة أو محيط (تظهر عادة على شكل قمع قد يصل إلى السحاب و لذلك يطلق عليه احيانا " إعصار قمعي " رغم انه لا يصنف كإعصار لا من حيث القوة و العنف و لا من حيث الحجم).
وأوضح الجروان تتكون هذه الظواهر الطبيعية غالباً عندما يمر الهواء البارد فوق المياه الدافئة، و مع نشوء حركة دورانية من هواء وضباب مشبعين بالماء يبدأ عمود الماء بالظهور، يطلق على هذا النوع من عمود الماء "الهواء البارد"، وهو الأكثر شيوعا وتتشكل منه الأعاصير عندما يتحرك الهواء البارد فوق المياه الدافئة نسبيا، فيشكل طبقة من الهواء الدافئ فوق سطح الماء أقل كثافة من الهواء البارد القادم مما يؤدي إلى عدم استقرار الهواء.
وعن أشكالها قال " تتعدد أشكال عمود الماء في عدة أشكال تعتمد على اختلاف الأحجام والمجموعات والسرعات واختلاف الفترات الزمنية، فمنها ما يصل إلى السحب الركامية أو سحب العواصف الرعدية، و منها ما يمتد مئات الامتار فوق المسطح المائي ، يتم فيها سحب ماء المسطح المائي إلى أعلى العمود ومنها ما تتشكل فرادى اوفي مجموعات اثنين أو أكثر من ذلك، ويستغرق عمره فترة تصل إلى عشرات الدقائق أو ساعات محدودة.
وقال الجروان أن قطرها قد يبلغ قرابة عشرين مترا, وتسير عادة في سرعة من حوالي 15 حتي 25 كم / ساعة, وقد تتجاوز سرعة الرياح الدورانية فيها 90 كم / ساعة، وتعتبر ظاهرة عمود الماء هي الأكثر شيوعا في فصل الربيع وفصل الخريف، عندما يكون التناقض أو التفاوت بين درجة حرارة الهواء والماء كبير مما يوفر البيئة المناسبة لظهور أعمدة الماء.