حدّدها «منتدى سلامة الطفل» لرصد الممارسات المسيئة
10 توصيات لحماية الأطفال من الإساءات اللفظية والجسدية
وضع «منتدى سلامة الطفل 2021»، الذي نظمته إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أول من أمس تحت شعار «نصون براءتهم»، 10 توصيات لحماية الأطفال من التعرض للإساءات الجنسية في الواقع والعالم الافتراضي، كما دعا المختصون بحماية الطفولة المشاركين في المنتدى، إلى تشكيل منظومة متكاملة للتوعية بأهمية حماية الأطفال ورعايتهم.
وتضمنت التوصيات التي خرج بها المنتدى إنشاء لجنة وطنية دائمة لمتابعة ورصد الممارسات المباشرة وغير المباشرة والمسيئة للأطفال في العالمين الواقعي والافتراضي، مهمتها الإعلان عن المخاطر وتحذير المجتمع منها عبر وسائل الإعلام الرسمية، سواء كانت جسدية أو محتوى إلكترونياً أو ألعاباً رقمية مسيئة.
كما تضمنت التوصيات أيضاً استحداث مؤشر وطني لقياس مدى تحقق الأهداف الموضوعة لتعزيز أمن وسلامة الأطفال، ومدى تحصينهم من الإساءات الجنسية بأشكالها كافة وعلى اختلاف مصادرها، وتنظيم دورات تدريب وورش عمل لتمكين الأهالي والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية دورياً من التعرف إلى أنواع الإساءات الجنسية المباشرة وغير المباشرة.
وأوصى المشاركون بتنظيم فعاليات تجمع الأهالي بالمختصين، للتعرف إلى أفضل أساليب توعية للأطفال التي تتناسب مع قدراتهم الاستيعابية، ولا تمس ثقتهم بالمجتمع والناس، إلى جانب الحديث حول أساليب الحوار والمكاشفة بينهم وبين أهاليهم، وتعزيز التنسيق بين الأهالي والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لتوحيد الجهود لحماية الأطفال والحفاظ على نشأتهم السليمة.
وأشاروا إلى ضرورة التنسيق مع جهات ومنظمات خارج الدولة للاطلاع على تجاربهم في رصد ومعالجة حالات الإساءة للأطفال والحد منها، وتخصيص دورة من دورات المنتدى لأولياء الأمور لتعريفهم بأساسيات حماية الأطفال من الإساءات المختلفة، وإجراء التوعية اللازمة بمنظومة القوانين والتشريعات الإماراتية، والعقوبات الرادعة التي تنصّ عليها لضمان حماية الأطفال من الأشكال المختلفة للإساءات، إضافة إلى وضع العامل والعلاج النفسي على قائمة الأولويات التي ينبغي الاهتمام بها في حماية الأطفال من الإساءات والعنف.
وذكروا أنه يجب التركيز على تنظيم عملية سير القضايا المرتبطة بالإساءة للأطفال، بالتنسيق بين جميع الجهات، الصحية والنفسية والجنائية، من خلال مختلف المراحل التي تمرّ بها عملية رعاية الأطفال الذين يتعرضون للعنف.
وأشار مدير مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية، المقدم عبدالرحمن التميمي، إلى أن الإهمال الأسري ليس السبب الوحيد الذي يؤدي إلى الإساءات الجنسية للأطفال، إذ إن جهل الأسر بطرق الحماية من التحرش والابتزاز كان من عوامل تعرّض الأطفال للخطر.
وتابع أن التوعية لها دور كبير في الوقاية من أي اعتداء أو عنف يتعرض له الطفل، ولابد لنجاح التوعية من تنسيق الجهود الجماعية لرسم آلية عمل موحدة من خلال إعداد حملات توعية تشكّل منظومة متكاملة تستهدف توعيّة الأطفال والآباء والمجتمع ككل.
وأفاد العضو المؤسس رئيس جمعية الإمارات لحماية الطفل، فيصل الشمري، بأن الجمعية تعمل على توسيع نطاق حماية الطفل من خلال آلية تضمن توفير الرعاية والحماية للأطفال على مستوى الدوائر، من الطفل والأسرة والمجتمع، بحيث تكون رعاية الطفل مسألة نفع عام.
وأكد ضرورة الانخراط ضمن الجهود العالمية ومشاركة المعنيين والخبراء في شؤون حماية الطفل، والاطلاع على التجارب الناجحة في هذا الشأن، للخروج بمنهجية عمل متكاملة نعمل من خلالها على الرصد الاستباقي لأي حالات إساءة تُوجّه نحو الأطفال.
من جانبها، قالت مديرة إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، إيمان حارب، إن «القيم الإماراتية الراسخة، والتقاليد الأصيلة التي يتمتع بها مجتمع الإمارات، حصانة كبيرة في مجال حماية الطفل، ومنظومة متكاملة عملت على ترسيخ عناصر الرعاية والاهتمام والمحبة في المجتمع، من شأنها أن تعزز المسؤولية المجتمعية في حماية الأطفال من أي إساءة يتعرضون لها».
وأضافت أن التشريعات الإماراتية أكدت على أهمية مكانة الطفل وحمايته في ترسيخ البناء المجتمعي المتماسك، إذ إن قانون «وديمة» لحماية الطفل ركّز على أهمية حماية الطفل حتى وهو داخل أسرته، وجعل المسؤولية منوطة باللبنة الأولى الملاصقة للطفل بوالديه، ولم يعفهما من المسؤولية في حال أهملا أو تأخرا في حمايته.
وأشارت مديرة إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، غنيمة البحري، إلى أهمية وضع العلاج النفسي على قائمة الأولويات التي ينبغي الاهتمام بها في حماية الأطفال من الإساءات والعنف، وذلك بسبب الآثار النفسية الخطيرة التي ترافق الاعتداءات النفسيّة، كالاكتئاب واليأس ومحاولات الانتحار، وارتفاع مستويات القلق لديهم.
وقالت إن العناية تستلزم إيجاد ثلاث مراحل، تبدأ الأولى من تأهيل غير المتخصصين بالإسعافات الأولية النفسية، وهم خط المواجهة الأول الذين يتلقون بلاغات الإساءة للأطفال، ثم ترسيخ أهمية عدم الخوف من الأطباء والنفسيين، وإزالة حاجز الرهبة من زيارتهم، وأخيراً إيجاد الأساليب والطرق الحديثة في تأهيل الأطفال المتعرضين للإساءة الجنسية.
أنواع الحماية
ذكر المدير التنفيذي للمركز الوطني للدفاع عن الأطفال من الولايات المتحدة، كريس نولين، أنه تم تطوير المركز ليجمع تحت مظلته أنواع الحماية والدعم لأولئك الأطفال الذين يتعرضون للأذى، صحياً ونفسياً، في مختلف المراحل التي تمر بها عملية رعاية الأطفال، لافتاً إلى أن كل ذلك يحتاج إلى تكاتف الجهود المؤسساتية لتحقيق الغاية المنشودة.
ولفت كريس إلى حرصهم في المركز على أن يتعاملوا مع حوادث العنف ضد الأطفال بطريقة فورية، وذلك عن طريق اختيار أشخاص خبراء للحديث مع الطفل، وتفعيل البحث الأمني الدقيق لجمع الأدلة الكافية في تلك القضايا.وفي الوقت ذاته يتم تحويل الطفل إلى مركز العلاج النفسي لتلقي الرعاية الكافية أثناء مدة التحقيق وجمع الأدلة. وأشاد بتطبيق الإجراءات الدقيقة في حماية الأطفال ورعايتهم في دولة الإمارات، والجهود التي تبذلها إدارة سلامة الطفل بتوجيهات ودعم سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في سبيل توحيد الجهود وتنسيق العمل المشترك لرعاية الأطفال وحمايتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news