علي إبراهيم الحوسني: «لا أنسى ذلك الأب الذي طلب من زوج ابنته مهراً لابنته قدره 100 درهم».

الحوسني: أسر تيسّر زواج بناتها بـ 500 درهم مهراً

قال الموجّه الأسري والمأذون الشرعي، علي إبراهيم الحوسني، لـ«الإمارات اليوم»، إن المهر أو الصداق لم يضعه الدين الإسلامي ليكون ساحة تحدٍ بين الأسر، خصوصاً بعد أن تم تحديده في الدولة بألا يزيد على 50 ألف درهم، لكن التبعات والطلبات للحفل والملابس والذهب هي التحدي الكبير، وهي التي تكون العائق أمام الشباب عند رغبتهم في الزواج، وتجعلهم يفضّلون البقاء من دون زواج.

وأضاف: «حضرت عقود زواج فيها نماذج راقية وواعية، تنم عن تفهم لواقع ملموس، وتراعي المصالح، وتسعى إلى تبني بيوت أساسها السعادة والحب والمودة، ففي إحدى المرات طلب أب مواطن من زوج ابنته مهراً 500 درهم فقط، وكان سلوك الأب له أثر طيب على الزوج وأهله، الذين وجدوه تكريماً لهم، وطمعاً في أخلاق ابنهم، بدلاً من التباهي بماله».

وتابع: «لا أنسى ذلك الأب الذي طلب من زوج ابنته، وهو عربي الجنسية، مهراً لابنته وقدره 100 درهم، وذلك منذ ست سنوات تقريباً، فالكتاب يقرأ من عنوانه الطيب، وأذكر أحد الآباء الواعين في مدينة خورفكان، أثناء جائحة كورونا، وبعد كتابة عقد ابنته، قال لزوج ابنته (نحن لا نريد منك شيئاً، وتستطيع أن تأخذ زوجتك الآن)، وعند سؤاله عن سبب التصرف الذي بدر منه، قال (لسنا بحاجة لأي شيء، ولا نطلب منه غير صون ابنتنا واحترامها)».

وأوضح أن متطلبات الزواج تضطر الشباب للحصول على قروض بنكية تتجاوز 500 ألف، من أجل إتمام حفلة زواج، مجرد أن تنتهي سيظل هو الشخص الوحيد المتضرر منها.

وأفاد الحوسني بأن نماذج طيبة تحمل على عاتقها هم الشباب عموماً، والرجل الذي تقدم لطلب يد ابنتهم خصوصاً، وحياتهما بعد الزواج من دون تبعات أو ديون، بدلاً من التفكير فقط في قيمة المهر، أو كم يستطيع الزوج من دفع تكاليف لزواج ابنتهم، حتى يتباهوا به أمام الناس، مؤكداً أن المجتمع قادر على التغلب على هذه العادات من خلال تشجيع الأسر على تركها، وتعزيز النماذج من الآباء الذين قللوا الطلبات على أزواج بناتهم.

ونوه بأن الكثير من الأشخاص يعتقدون أن الآباء الذين يقللون تكاليف زواج بناتهم، أو يطلب أحدهم مهراً رمزياً، إنما يقلل من مكانتها، ولا يحب لها الفرح والسعادة، وهذا فهم خاطئ، لأنه يخالف الشرع، فقد حث الرسول، صلى الله عليه وسلم، على تخفيف المهر وتكاليف الزواج، فقال: «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة»، مشيراً إلى أن رضا الناس غاية لا تدرك، فكم من حفل أقيم وأموال طائلة دفعت ولم يسلم الزوجان من الانتقاد.

وأكد الحوسني أن المرأة في ديننا الإسلامي الحنيف غالية جداً، فلها مكانتها السامية، وتقديرها الكبير، والمهر أو تكاليف الزواج العالية لا تزيد أو تنقص هذه المكانة.

وأشار إلى أن هناك معوقات وتحديات تواجه الأب أو الأسرة في تسهيل الزواج، فالكثير من الآباء يرغب في تسهيل أمور الزواج، لكنه يصطدم بالواقع الذي يعيشه خوفاً من انتقاد الأشخاص.

وأوضح أن بعض الآباء يتحججون بأنها ليلة العمر، والفرحة للزوجين مرة واحدة، إضافة إلى «أن الجيران وأبناء عمهم قد طلبوا من زوج ابنتهم هذه الطلبات، وابنتهم لا تختلف عنها بشيء»، فمثل هذه العبارات التنافسية التي يطلقها بعض الأهالي، ويأخذونها من باب التحدي على حساب الزوجين، قد تنتهي أقساطها البنكية وقد رزقا بطفل أو اثنين.

تغيير مفاهيم

أفاد الموجّه الأسري والمأذون الشرعي، علي إبراهيم الحوسني، بأن الكثير من الناس تخلى عن الطلبات الكثيرة أثناء جائحة (كورونا)، واكتفى بجعل حفلة الزواج بين الأسرتين، ما وفر الكثير من الأموال على الشباب، وغيَّر مفاهيم كثيرة لدى الأسر حين تجردت من المقارنات، وأصبح واضحاً لدى الجميع أن حفلات الزواج المبالغ فيها ما هي إلا ساعات وتنتهي، بل على العكس، كلما وفروا على الشباب الأموال استطاعوا أن يستفيدوا منها في أمور حياتهم الزوجية، وتمكنوا من إنفاقها في السفر والرحلات التي سيقضونها.

الأكثر مشاركة