استغرق العمل فيه 5 سنوات.. وكلفته مليار درهم
حاكم الشارقة يفتتح أكبر سفاري في العالم خارج إفريقيا
أكّد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن المشروعات التنموية في المنطقة الوسطى تأتي بتروٍّ وتأنٍّ يراعي طبيعتها وما تحويه من صحارى وأشجار ونباتات وحيوانات تسعى الشارقة للمحافظة عليها بشكل متوازٍ مع التطوير في مختلف قطاعات البنية التحتية والثقافة والسياحة والتراث والاقتصاد والرياضة، وغيرها.
جاء ذلك خلال كلمة سموّه، أمس، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، في افتتاح سفاري الشارقة، أكبر سفاري بالعالم خارج إفريقيا، والذي يقع بمدينة الذيد.
وأكد سموّه أن البداوة لها صفات وعادات وقيم وموروث وهوية أصيلة يجب المحافظة عليها، وتقوم قناة الوسطى من الذيد بذلك من خلال تقديم برامج تستضيف فيها كبار السن والشعراء والرواة لتعريف وتوثيق هذا الموروث.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى جملة من المشروعات التي تنفذ في المنطقة الوسطى التي تشمل المراعي والمحميات وحصن الذيد الذي سيفتتح في الأسبوع المقبل، وبحيرة البطحاء التي ستشكل عند افتتاحها بعد 14 شهراً موقعاً سياحياً مميّزاً، بالإضافة إلى كونها مخزوناً مائياً للمنطقة، وستقام عليها مسابقات دولية للتجديف، لافتاً سموّه إلى أن مدينة الشارقة الرياضية التي ستقع على طريق الشارقة - الذيد ستضم المرافق والبنية التحتية للألعاب الرياضية، وستجمع الرياضيين وتنظم منافسات ومسابقات مختلفة، منها السباحة والتجديف.
ولفت سموّه إلى مشروع المحافظة على الأسماء في المنطقة الوسطى من خلال توثيق أسماء الأشجار أو الكثبان أو الآبار، وغيرها من الأسماء المرتبطة ببيئة المنطقة، لتسلّم بعدها إلى دائرة شؤون البلديات والزراعة والثروة الحيوانية لحفظها وتوثيقها والمحافظة عليها، من خلال لوحات واضحة لهذه المواقع. كما أشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المحافظة على بعض المناطق الصحراوية الطبيعية من أعمال الإنشاء والتعمير والتمدن، الذي سيكون من خلال مراسيم أميرية تمنع استخدام هذه المناطق، لتستمر على طبيعتها وتحافظ على مكوناتها البيئية.
وأوضح سموّه أن مشروع سفاري الشارقة بدأ العمل فيه قبل خمس سنوات، وبلغت كلفته ما يقارب مليار درهم، مؤكداً أن السفاري هو مكان صديق للبيئة ويحتوي على مختلف الحيوانات والنباتات في بيئة مهيأة تساعد على عيشها وتكاثرها، وقد صمّم بشكل مميز ليستمتع به الزوار، ويقدم المعرفة أيضاً حول محتوياته، كما يسهم السفاري في توفير وظائف لأهل المنطقة، حيث وفّر 300 وظيفة لشباب وشابات المنطقة.
وبين سموّه أن المشروعات التي ستنفذ ستشمل أيضاً المناطق الأخرى في الوسطى، مثل منطقة مليحة التي ستكون مشروعاتها مميزة مع المحافظة على خصوصيتها، حيث إن مشروعاتها ستكون بعيدة عن المساكن الشعبية. وأكد سموّه أن كل ما تقوم به الشارقة من جهود ومشروعات تعزز من هويتها الأصيلة، لافتاً سموّه إلى أن «التطور يجب أن لا يفقد الإنسان دينه ومبادئه وعاداته». ودعا سموّه أبناء وبنات الوطن لتحمّل المسؤولية ورعاية أسرهم وأبنائهم والاعتزاز بدينهم ووطنهم.
وأضاف سموّه أن الاهتمام بالإنسان في الشارقة لا يكون عن طريق توفير التعليم والثقافة والمشروعات التنموية فقط، بل حتى في متابعة أحواله الاجتماعية، مشيراً إلى متابعة سموّه الشخصية لملف المتقاعدين من إمارة الشارقة الذين قدموا الكثير، وذلك لرفع المستوى المعيشي لهم.
وقدّم سموّه الشكر الجزيل للقائمين على سفاري الشارقة من إداريين ومرشدين، وإلى من أسهم في تنفيذه بالصورة المميزة من مهندسين وخبراء ومختصين.
ويضم السفاري 12 بيئة مختلفة، ويمتد على مساحة تبلغ ثمانية كيلومترات مربعة، ويقع ضمن محمية البردي في مدينة الذيد التي تبلغ مساحتها 16 كيلومتراً مربعاً، ليشكل معلماً طبيعياً وسياحياً على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
وتجوّل صاحب السمو حاكم الشارقة في أرجاء سفاري الشارقة في بيئاته المستوحاة من أنحاء إفريقيا، تمثل الحياة والتضاريس في القارة السمراء، والحيوانات، والطيور التي تعيش فيها. واطّلع صاحب السمو حاكم الشارقة على مرافق وخدمات السفاري، التي تمكّن الزوار من الاستمتاع باستكشاف الحياة البرية في إفريقيا بشكل مميز.
ويحتوي سفاري الشارقة على مناطق عدة تحاكي المناطق الحقيقية في إفريقيا، وتأخذ المنطقة الأولى «إلى إفريقيا»، الزوار في تجربة مشي فريدة لاستكشاف الحياة البرية المتوطنة في الجزر والأرخبيلات المنتشرة على طول الساحل الشرقي لإفريقيا في المحيط الهندي.
أما المنطقة الثانية، «الساحل»، فتتمثل في الصحراء والمراعي والحياة البرية المتنوعة، وتمتد في إفريقيا من الساحل الأطلسي في موريتانيا في الغرب إلى إريتريا والبحر الأحمر في الشرق، وهي منطقة انتقالية غنية بالحياة البرية بين الصحراء الكبرى في الشمال والسافانا إلى الجنوب. وتمتد المنطقة الثالثة، «السافانا»، في شرق وجنوب إفريقيا من الساحل في الشمال، وصولاً إلى كالاهاري في الجنوب الغربي، وتغطي هذه الأراضي العشبية الاستوائية الإفريقية نصف مساحة القارة الإفريقية وهي موطن لأكبر تركز للتنوع الحيوي على الأرض. وتحتفي المنطقة الرابعة، «سيرينقيتي»، بأكبر هجرة للحيوانات في العالم كل عام، حيث تهاجر مجموعات كبيرة من الحيوانات العاشبة عبر سهول سيرينقيتي، وتعمل على جذب الحيوانات المفترسة والحيوانات التي تتغذى على الجيف، عبوراً بنهر مارا، حيث تكمن تماسيح النيل في المياه العكرة والتي تشكل خطورة على الحيوانات العاشبة المهاجرة. وتحمل المنطقة الخامسة، اسم «نقورونقورو»، وقد تشكلت من فوهة بركانية منقرضة، وهي نظام بيئي فريد وموطن لبعض الأنواع الأكثر شهرة في إفريقيا.
في حين استوحيت المنطقة السادسة، «موريمي»، من الأخاديد والوديان في جنوب غرب إفريقيا، والتي تشكلت على مدى قرون بفعل الأمطار الموسمية الغزيرة؛ وتحوي مجاري الأنهار الجافة والرملية هذه طبقات المياه الجوفية التي تدعم الحياة طوال موسم الجفاف.
ويضم سفاري الشارقة أكثر من 50 ألف حيوان لأكثر من 120 نوعاً من الحيوانات التي تعيش في إفريقيا، ويعتبر وحيد القرن الأسود من أهم وأندر الحيوانات في السفاري. كما تمت زراعة أكثر من 100 ألف شجرة سمر إفريقي في سفاري الشارقة، وتتنوع النباتات ما بين الأنواع المحلية والإفريقية.
ويقدم سفاري الشارقة لزواره تجربة متكاملة لاكتشاف إفريقيا وجزرها، ليطّلع الزوار على طائر الفلامينجو والطيور الأخرى وليمور جزيرة مدغشقر وسلحفاة الدبرة العملاقة والقرية الإفريقية، إضافة إلى المزرعة التقليدية مع ماشية واتوسي، وقرية زنجبار، وغيرها من المرافق والأقسام التي تشاهد فيها مئات الأنواع من الحيوانات والنباتات الإفريقية.
• 300 وظيفة وفرها السفاري لشباب وشابات المنطقة.
سلطان القاسمي:
• «الاهتمام بالإنسان في الشارقة لا يكون عن طريق توفير التعليم والثقافة والمشروعات التنموية فقط، بل حتى في متابعة أحواله الاجتماعية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news