سيف بن زايد شهد أولى المحاضرات «حضورياً» في قصر البطين
مجلس محمد بن زايد: الإمارات قدّمت نموذجاً عالمياً خلال الجائحة
شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مساء أول من أمس، أولى محاضرات مجلس محمد بن زايد الرمضاني، في قصر البطين بأبوظبي «حضورياً»، بعد عامين عقدت خلالهما المحاضرات عن بعد، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي جائحة (كوفيد -19)، إذ حملت المحاضرة عنوان «القيم وأثرها في تنمية الإنسان والمجتمعات»، وذلك بحضور عدد كبير من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، وقيادات دينية، في مقدمتها رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الشيخ عبدالله بن بيه.
بدأت المحاضرة، التي ألقاها مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الدكتور أحمد الحداد، ومدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور عمر حبتور الدرعي، وأدارتها اختصاصية إعداد البرامج في الهيئة، نوف الشحي، بسؤال «لماذا القيم؟»، أجاب عنه الدكتور عمر حبتور الدرعي، بالتأكيد على أن منظومة القيم هي التي تربط السلوك البشري بمعايير وأخلاق تجعل الإنسان حسن السلوك مستنيراً نافعاً لوطنه ودينه، لافتاً إلى أن الله عز وجل حث الإنسان على ضرورة التحلّي بالقيم، ما جعلها جوهر الأديان، وسبباً لبعث الأنبياء الذين كانوا حرّاساً وأطباء للقيّم.
وأضاف الدرعي: «عندما أغلقت كل دول العالم أبوابها، كانت الإمارات الملاذ الآمن للبشر، حيث فتحت ذراعيها للجميع، وتحلى أبناؤها بأخلاق وقيم زايد، فكانت خير عون ومساعد للبشرية».
وأفاد الدرعي بأن غرس القيّم في المجتمع يحتاج إلى صناعة من ثلاثة مكونات، الأول معرفي يُعنى بإعلاء دور العلم باعتباره أهم بناء قيمي، والثاني مكون وجداني، يركّز على أهمية خلق ارتباط عاطفي ووجداني بين الإنسان والقيم. والثالث سلوكي، عبارة عن ترجمة القيم إلى واقع عملي وأفعال يقوم بها الإنسان، فتكون جزءاً أصيلاً في طباعه وصفاته، محذراً من فكرة ربط التحلي بالقيم مع البشر بالمبادلة، بما يعني أن يتحلى الإنسان بالقيم مع غيره من أصحاب القيم، ويتعامل من دون هذه القيم مع أشخاص لا يتحلون بها.
وقال الدرعي: «القيم لا تقوم على المبادلة، بل العكس صحيح، فالأصل أن يُظهر الإنسان تمسكه بقيمه مع الجميع دون استثناء، بل عليه أن يكون قدوة ونموذجاً صالحاً عندما يتعامل مع من يتجردون من هذه القيم».
ورداً على سؤال حول «أنواع القيم»، أفاد الدكتور أحمد الحداد بأن أنواع القيم كثيرة ككثرة شرائع الإسلام، منها الإيمان بالله الذي يعد أعلى القيّم باعتبارها محور العبودية، ومصدراً مشعاً لبقية القيم الإنسانية، ثم الرضا عن الرب وعن النفس، وكذلك التوكّل على الله، وأيضاً حسن الظن بالله، وغير ذلك من القيم الاجتماعية والأسرية.
ولفت الحداد إلى أنه حينما يتحلى الإنسان بالقيم، فإن ذلك سينعكس على المجتمع المحيط به (الأبناء، الأسرة، الأصدقاء، الجيران)، ما يضفي نوعاً من الشعور بالسعادة الذاتية في الدين والدنيا، مستدلاً على ذلك بأن الشخص إذا سافر إلى بلد ما، ووجد أهلها ذوي قيّم فيحب هذا البلد، ويتمنى العيش فيه.
وقال: «البلد الطيب يكون كالشامة بين بقية البلدان، وهو الحال في دولة الإمارات، التي جعلت القيّم أساساً في التعامل مع الداخل والخارج، فصارت بلد الأمن والأمان، وبات مواطنوها والمقيمون فيها جنوداً ذاتية في المجتمع، يحفظون أمنه ويحمون الوطن».
• منظومة القيم هي التي تربط السلوك البشري بمعايير وأخلاق تجعل الإنسان حسن السلوك مستنيراً نافعاً لوطنه ودينه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news