4 مصادر تشكل 94% من انبعاثات الغازات الدفيئة في أبوظبي
كشفت هيئة البيئة في أبوظبي عن وضع خطة لتحقيق المرونة البيئية للإمارة، من خلال التخفيف والتكيف مع التغيّر المناخي، وحماية جودة الهواء والمياه البحرية، ووضع السياسات والتشريعات الخاصة بالتخفيف والتكيف مع التغيّر المناخي، عبر خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 15%، وتنفيذ خطط حماية لجميع القطاعات المعرضة للتغيّر المناخي، إضافة إلى تبنّي نهج متكامل للتغيّر المناخي يتوافق مع الخطة وإطار العمل الاتحادي، مشيرة إلى أن 94% من انبعاثات الغازات الدفيئة في أبوظبي تتشكل من أربعة مصادر فقط.
وأكدت الهيئة في تقريرها السنوي أن إسهام أبوظبي الإجمالي من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية يعتبر ضئيلاً، حيـث تسـهم دولـة الإمارات بأكملهـا بنسـبة 1% فقط مـن هـذه الانبعاثات، إلا أن إسـهاماتها مـن انبعاثـات غـازات الدفيئـة نتيجـة الاقتصاد المتنامـي والسـكان لاتـزال فـي ازديـاد، حيـث تزيـد انبعاثـات غـازات الدفيئـة فـي أبوظبـي بنسـبة 5.3% سـنوياً منـذ عـام 2010، حتى وصلت إلـى ما يقـرب من 135.400 غيغـا غـرام مـن مكافـئ ثانـي أكسـيد الكربـون فـي عـام 2016.
وأشارت الهيئة إلى أنه من المرجح أن يؤدي التغيّر المناخي الناجم عن الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة، «بما في ذلك تلك الصادرة عن أبوظبي»، إلى عدد من التغيّرات البيئية التالية تشمل زيــادة درجــة حــرارة الهــواء، وزيــادة حموضــة الميــاه البحريــة، وارتفــاع درجــة حــرارة ســطح البحــر «معــدل الزيــادة فــي الخليــج العربــي يتســارع أكثــر مــن المعــدل العالمــي، وانخفـاض معدل هـطول الأمطار، وارتفاع مســتوى سطح البحــر، إضافة إلى زيــادة تواتــر ظواهــر الطقــس والمنــاخ الشــديدة.
وأوضحت أن إمـارة أبوظبـي بشـكل خـاص، تُعدّ مـن المناطـق المعرّضـة لتأثيــرات التغيـّـر المناخــي. ويرجــع ذلــك إلــى المنــاخ القاســي والجــاف والمناطــق الســاحلية المنخفضــة، التــي تعتبــر موطنـاً لمعظم النـاس والنشـاط الاقتصادي. وتشـمل آثـار التغيّـر المناخـي زيـادة العواصـف وعوامـل التعريـة، مـا يؤثـر في التنميــة الســاحلية وتعشــيش الكائنــات الســاحلية مثـل السـلاحف، فضلاً عـن فقـدان الموائـل وحالات النفـوق والتدهــور البيئــي مثــل ابيضــاض المرجــان.
كما أكدت أنها إدراكاً للتأثيـرات المحتملـة للتغيـّر المناخـي، سـتضع سياسـات واضحـة للإمارة، بمـا يتماشـى مـع السياسـات علـى المسـتوى الاتحادي، إضافة إلـى خطـة شـاملة للتخفيـف مـن الآثار المناخيـة، مشيرة إلى أن 94% مــن انبعاثــات الغــازات الدفيئــة فــي أبوظبــي، تتشكل مــن أربعــة مصــادر فقــط: الكهربــاء والميــاه 30%، والصناعــة والتصنيــع 26%، والنفــط والغــاز 23%، إضافة إلى النقــل 15%، ومــع وضــع ذلــك فــي الحسبان، ســتعمل هيئــة البيئــة - أبوظبــي مــع شــركائها الاستراتيجيين لوضــع سياســات واســتراتيجيات وعلاقــات مؤسســية واضحــة لإدارة هــذه الانبعاثات وتطويــر اســتراتيجيات التكيــف.
وكشفت الهيئة أن الجوانــب الرئيســة لهــذا التحــدي تتمثل فــي نظــام المراقبــة والإبلاغ والتحقــق MRV لانبعاثــات غــازات الدفيئــة، ومحفــزات الإدارة الســليمة لهــذه الانبعاثات، مشيرة إلى أنها تراقــب باســتمرار الأنواع والموائــل المعرضــة لتأثيــرات التغيّـر المناخـي، وتحديـث أسـاليب الحفـظ لحمايـة خدمـات النظـام البيئـي التـي توفرهـا هــذه الأنواع والموائــل للســكان.
وأكدت الهيئة أن أهدافها الرئيسة تتمثل في تبني نهج متكامل للتغيّر المناخي يتوافق مع الخطة، وإطار العمل الاتحادي، والعمل مع قطاعات الانبعاثات للتخفيف من آثار التغيّر المناخي، مع تعزيز اللوائح التنظيمية الواضحة، ودعم نشر تدابير التكيف عبر القطاعات لتعزيز المرونة، إضافة إلى تعزيز المعرفة والرؤية وقدرات التنبؤ بشأن التغيّر المناخي، لافتة إلى أن مؤشرات الأداء التي حددتها تتضمن انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 15% مقارنة بعام 2016، وتنفيذ خطط حماية لجميع القطاعات المعرضة للتغيّر المناخي، فيما تتضمن نتائج الهيئة المرجوة خفض معدل انبعاثات الكربون للفرد، وحماية المناطق الساحلية الهشة من ارتفاع منسوب مياه البحر، والتقليل من آثار التغيّر المناخي على الأنواع المعرّضة لها.
تطوير المعرفة
أكدت هيئــة البيئــة في أبوظبــي أنها تلعب دوراً واضحــاً فــي تطويــر المعرفــة العلميــة الســليمة لتعزيـز قدرات الإمارة علـى التخفيـف مـن آثـار التغيـّر المناخـي والتكيـف معهـا، وخلال السـنوات الخمـس المقبلـة، سـتعمل مـع الشـركاء المعنييـن علـى المسـتويين الوطنـي والمحلـي، لمواصلـة تحديـد وتوضيـح حوكمـة تغيـّر المنـاخ. كمـا سـتركز الهيئة علـى تحسـين عمليـة جمــع البيانــات، مــن خــلال اســتخدام التكنولوجيــا والابتكار، بمــا فــي ذلــك الــذكاء الاصطناعي والتقنيــات المكانيــة، وتوافــر البيانــات وخدمــات المعلومــات المتعلقــة بانبعاثــات غــازات الدفيئــة وثانــي أكســيد الكربــون، فضـلاً عــن التدابيــر المتعلقــة بالتأثيــرات علــى الصحــة، والقطاعــات المختلفــة، وكذلــك علــى الأنواع والموائــل وخدمــات النظــام البيئــي.