طالبة تبتكر آلية لكشف البصمات «المزروعة» في مسارح الجرائم
تمكنت طالبة متدربة في القيادة العامة لشرطة دبي، من التوصل إلى آلية عمل جديدة تكشف للخبراء حقيقة البصمات المرفوعة من مسارح الجرائم، وإذا ما كانت مزروعة من عدمه.
وقال مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، اللواء دكتور أحمد عيد المنصوري، إن الإدارة العامة تمنح طلبة الجامعات الفرصة للتدرب في مختبرات الأدلة الجنائية، وتطبيق أبحاثهم ودراساتهم باستخدام أفضل التقنيات والأجهزة المتقدمة تحت إشراف ومساعدة نخبة من المتخصصين والخبراء في شرطة دبي.
وأضاف أنه «تنفيذاً لتوجهات القيادة بتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية الشابة، وبتوجيهات من القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، فإننا نستقبل طلاب وطالبات الكليات المتخصصين في العلوم الجنائية المختلفة، ونوفر لهم بيئة متكاملة من حيث الإشراف والإرشاد والبنية التحتية المتقدمة، ليتمكنوا من تنفيذ بحوث التخرج، والوصول إلى نتائج علمية وتطبيقية تنفع العلم والمجتمع».
من جانبه، قال ملازم أول خبير مساعد محمد ثاني المري، في إدارة الأدلة الجنائية، المشرف على بحث الطالبة سارة عبدالله أمين محمد، المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية في جامعة الشارقة، إن بصمات الأصابع شكلت على مدى قرن سلاح علم الجريمة، ودليل إثبات في التحقيقات الجنائية، وخلالها تطورت تقنيات وأساليب رفع بصمات الأصابع من مسارح الجرائم حتى أصبحت اليوم تتم عن طريق المسح الرقمي وتُحفظ إلكترونياً ضمن نظام قانوني محدد.
وأضاف أنه على الرغم من عدم مصادفة قضايا جنائية زُرعت فيها أدلة للبصمات غير ذات الصلة بمسرح الجريمة، فإن قضايا جنائية وقعت في دول أخرى، تعرض فيها مسرح الجريمة لزراعة أدلة مادية، في محاولة لإدانة أشخاص أبرياء، موضحاً أن «كلا البصمتين الحقيقية والمزروعة، يعودان لبصمات حقيقية، لكن الإشكالية تتمثل في نقل الجاني لبصمة شخص بريء وزرعها في مسرح الجريمة، في محاولة منه لإبعاد الشبهات عنه واتهام الآخرين».
وتابع أنه من خلال البحث، حاولت الطالبة سارة، التوصل إلى آليات عمل تتمكن من خلالها من إثبات ما إذا كانت البصمات المرفوعة من مسرح الجريمة مزروعة أم تعود للجاني حقاً، وهو ما نجحت في تحقيقه عن طريق آليات فحص دقيقة تبرز وجود خلل في البصمات المزروعة لا يعثر الخبير عليها في البصمات الحقيقية.
وأكدت الطالبة سارة عبدالله أمين محمد، أن شرطة دبي قدمت كل أشكال الدعم لتتمكن من تنفيذ بحثها والتوصل إلى نتائج قيّمة، لافتة إلى محاكاتهم في المختبرات الجنائية لمسارح جريمة زُرعت فيها بصمات لا تعود للجاني، ثم شرعوا في تنفيذ مقارنات ودراسات وفحوص للوصول إلى آليات العمل المناسبة للكشف عن المزروعة.