أطلقته وزارة تنمية المجتمع.. ويطالب بإيجاد بيئات صديقة لهم
دليل يستعرض تحديات «أطفال التوحد» في الأماكن العامة
أطلقت وزارة تنمية المجتمع، بمناسبة شهر التوحد الذي يصادف شهر أبريل الجاري، دليلاً مرجعياً، يبرز أهم التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم من ذوي التوحد خلال وجودهم في الأماكن العامة، مثل المستشفيات، ومراكز التسوق، والمطارات.
ويتوجه الدليل لأصحاب القرار والعاملين في القطاعات المختلفة، للعمل على إيجاد بيئات صديقة لذوي التوحد.
كما أنه يركز على ذوي أطفال التوحد «الذين يلعبون دوراً أساسياً في تهيئتهم، وتدريبهم على الصبر وعدم الاستسلام، وتحمل انتظار الدور».
وقالت مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة، وفاء حمد بن سليمان، لـ«الإمارات اليوم»، إن الدليل، الذي أعدته مديرة مركز أم القيوين للتوحد التابع للوزارة، فايزة محمد المعيني، يشرح أهم التحديات التي تواجه أصحاب الهمم من ذوي التوحد في البيئات المختلفة في الأماكن العامة، التي يعود معظمها إلى شعورهم بعدم الألفة نحو المكان أو الأشخاص أو الإجراءات المتبعة، ولعدم قدرتهم على توقع ما قد يحدث لاحقاً، لاسيما أن تلك التجارب تعد جديدة بالنسبة لهم.
وشرحت أن «أدمغة أصحاب الهمم من ذوي التوحد تعمل بطريقة مختلفة عن أدمغة الأشخاص الآخرين، لأن لديهم طريقة مختلفة لإدراك الأشياء والمواقف من حولهم، لذا فهم بحاجة إلى بيئات مهيأة، وتدريب لاكتساب مهارات وخبرات معينة».
واعتبرت أن «الضعف في مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، ومشكلات فرط الحركة وتشتت الانتباه، والمشكلات الحسية، المرتبطة باضطراب التوحد، التي تظهر لدى البعض منهم بنسب وأشكال مختلفة، قد تجعل زيارة الأماكن العامة تجربة غير مريحة، ومزعجة لدى البعض، لأن معظم هذه الأماكن مزدحمة وصاخبة، وتتطلب إجراءات وقواعد عامة تحتاج إلى وقت».
وأضافت أن «الانتظار في المطارات على سبيل المثال يتطلب الاصطفاف في الطوابير، والمرور من نقاط التفتيش، وغيرها من الإجراءات، ما يتسبب لدى بعض الأشخاص من ذوي التوحد بتوتر وانزعاج، فتظهر لديهم سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً من صراخ أو بكاء أو إيذاء للذات، أو ضرب الآخرين، أو عدم الرغبة في الوجود في المكان».
وأفادت بأن إطلاق الدليل يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم، وضرورة إيجاد بيئات صديقة لذوي التوحد، من خلال تكاتف وتعاون القطاعات الحكومية والخاصة وأفراد المجتمع كافة.
وأشارت إلى توجه محاور الدليل لأصحاب القرار والعاملين في المؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة، وجميع أفراد المجتمع من أجل توفير بيئات صديقة لأصحاب الهمم، بمن فيهم ذوو اضطراب طيف التوحد، مضيفة أن الدليل يركز على أولياء أمور الأشخاص من ذوي التوحد، الذين يلعبون دوراً أساسياً في تهيئتهم وتدريبهم على الاستجابة المناسبة لمواقف معينة، مثل سلوكيات الصبر وعدم الاستسلام، وتحمل انتظار الدور.
وشجعت بن سليمان أولياء الأمور على الاستفادة من المعلومات والإرشادات التي يوفرها الدليل «لأنه سيساعدهم على تعلم كيفية التصرف عند الشعور بالإحراج من نظرات أو ردود أفعال المحيطين»، مضيفة أن «التجربة الأولى لزيارة ذوي التوحد للأماكن العامة قد تكون صعبة ومحبطة، إلا أن التدريب والتجارب المتكررة والنصائح والإرشادات المذكورة في الدليل ستحول مع الوقت تجربة أولياء الأمور إلى وقت ممتع يقضونه خارج المنزل مع أطفالهم».
يذكر أن العالم يحتفل في الثاني من أبريل من كل عام باليوم العالمي للتوحد، كما يخصص شهر أبريل للتركيز على الأنشطة والفعاليات التي تدعم الأشخاص من فئة التوحد، وتثقيف أفراد المجتمع بطبيعة اضطراب التوحد، وإدراك خصائصه، بهدف الإسهام في تمكينهم من نيل حقوقهم من خلال فهم احتياجاتهم وتحدياتهم بشكل أكبر.
4 أهداف
يسهم إطلاق دليل «بيئات صديقة لأصحاب الهمم من ذوي التوحد» في تحقيق أربعة أهداف:
• الوعي المجتمعي بحقوق ذوي التوحد وحاجاتهم وطرق التعامل معهم.
• تهيئة المرافق لتسهيل استخدام ذوي التوحد لها، بما يشعرهم بالراحة في البيئات الخارجية.
• خلق بيئات تدعم الاختلافات، وتتيح فرصة الدمج والمشاركة للجميع.
• التقليل من عزلة ذوي التوحد، وتنمية مهاراتهم الاجتماعية.
• الدليل يساعد أولياء الأمور على تعلّم كيفية التصرف عند الشعور بالإحراج من نظرات أو ردود أفعال المحيطين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news