فايزة المعيني: رعاية ذوي «التوحد» تتطلب طرق تواصل تراعي اختلافاتهم
أكدت مديرة مركز أم القيوين للتوحد، التابع لوزارة تنمية المجتمع، فايزة محمد المعيني، أن بعض أصحاب الهمم من فئة التوحد، يجدون زيارة المستشفى أو الطبيب تجربة غامضة ومخيفة، وأن ذلك يتطلب تعاوناً وتفهماً من القائمين على تقديم الرعاية الصحية، لجعل تجربتهم مريحة وممتعة وخالية من الهلع والخوف، مشيرة إلى مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تسهم في تقديم الخدمات الصحية لهم بطريقة ناجحة وآمنة، ومن أهمها فهم اختلافاتهم وسماتهم الصحية والنفسية، واتباع طرق تواصل لغوية وسلوكية خلال إجراء الفحوص تتناسب مع طبيعتهم واحتياجاتهم.
وقالت المعيني في ردها على سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول سبب شعور بعض الأطفال الذين لديهم «توحد» بالخوف عند زيارة الطبيب، إن ذلك يعود لعدم قدرتهم على توقع ما قد يحدث لاحقاً، حيث يعمل دماغ أصحاب الهمم من ذوي التوحد بطريقة مختلفة عن دماغ الأشخاص الآخرين، لأن لديهم طريقة مختلفة لإدراك الأشياء والمواقف من حولهم، ولذلك هم بحاجة إلى بيئات مهيأة، وتدريب يكسبهم مهارات وخبرات للتكيف مع الظروف المختلفة.
ونصحت المعيني، التي أعدت حديثاً «دليل بيئات صديقة لأصحاب الهمم من ذوي التوحد»، القائمين على تقديم الرعاية في القطاع الصحي بالالتفات إلى مجموعة من الإجراءات والأفكار التي ستساعدهم على تقديم الرعاية الصحية لذوي التوحد بسهولة ويسر، ومن أهمها تثقيف أنفسهم والتعرف إلى سمات واحتياجات أصحاب الهمم من ذوي التوحد، والتعامل بصبر، وتقبل اختلافاتهم ومراعاة احتياجاتهم، والتعامل بمرونة خلال إعطاء ذوي التوحد المواعيد الخاصة بالزيارة.
ولفتت المعيني إلى ضرورة إعطاء ذوي التوحد الأولوية في الدخول عند الطبيب، للتقليل من ساعات انتظارهم، لاسيما وأنهم يحملون بطاقة تعريف خاصة بهم. ونبهت إلى أهمية قيام موظفي الاستقبال والعاملين في أقسام المواعيد بطلب معلومات كافية عن الطفل خلال حجز الموعد، وتسجيلها للطبيب المختص، مثل المعلومات عن المشكلات الصحية، والسلوكية، والحسية، والأدوية التي يتناولها، وكل الأمور التي يحبها أو ينزعج منها، بما فيها طرق التواصل واللغة، وكل ما أمكن من تفاصيل تساعد الطبيب على التعامل مع الطفل بشكل أفضل.
وتناولت المعيني بعض الإرشادات المتعلقة بمنطقة الفحص، فأفادت بأنه من الضروري التأكد من الجو العام لغرفة الفحص، وأن تكون مناسبة وغير مكتظة وهادئة من ناحية الأصوات، والإضاءة، والروائح، ودرجة الحرارة، وعدد الأشخاص الموجودين. وأكدت وجوب سؤال الشخص المرافق للطفل في حال وجود أي استفسارات قبل القيام بأي إجراء مع الطفل يتطلب تواصلاً أو لمساً أو إجراء فحص معين، ناصحة القائم على تقديم الرعاية الصحية بالاقتراب من الطفل بهدوء، وبناء علاقة معه، من خلال اللعب قبل مباشرة الفحص، الذي يمكن أن يتحقق من خلال استقبال الطفل بابتسامة، أو هدية بسيطة، مثل بالون أو دمية سيارة أو غيرها من الألعاب المحببة لدى الأطفال.
وتابعت المعيني أنه عند إعطاء التعليمات للطفل، فمن المهم تقليد الحركة أمامه، أو عرض صورة واضحة حتى يفهم المطلوب، ويجب إعلامه بالخطوات التي سيقوم بها الطبيب أو الممرض بكلمات بسيطة، أو باستخدام الصور المتسلسلة للإجراء، أو باستخدام دمية.
وشددت على ضرورة تجنب الجمل الطويلة، والتشبيهات، والصوت العالي، والنبرة السريعة، و«استخدم لغة بسيطة وكلمات واضحة ومباشرة خلال التواصل مع الطفل، والانتباه إلى أنه قد يكون غير ناطق، ولا يتكلم، وأنه يجب إعلامه عند البدء بالفحص وعند الانتهاء منه».
يذكر أن العالم يحتفل في الثاني من أبريل من كل عام باليوم العالمي للتوحد، كما يخصص شهر أبريل للتركيز على الأنشطة والفعاليات التي تدعم الأشخاص من فئة التوحد، وتثقيف أفراد المجتمع بطبيعة اضطراب التوحد، وإدراك خصائصه، بهدف الإسهام في تمكينهم من نيل حقوقهم، من خلال فهم احتياجاتهم وتحدياتهم بشكل أكبر.
8 خدمات
الخدمات التي يمكن توفيرها في مراكز رعاية صحية صديقة لذوي «التوحد»، تتضمن الآتي:
• مواقف مخصصة بالقرب من المداخل الرئيسة.
• أولوية المواعيد والدخول عند الطبيب.
• السماح بإدخال بعض الألعاب أو الوجبات البسيطة الخاصة بهم.
• تجهيز مكان مخصص لهم يحتوي على غرفة لعب واسترخاء.
• تقديم تجربة التعرف إلى المستشفى بشكل غير رسمي، والتجول في المرافق قبل الموعد.
• تهيئة غرفة الفحص، لتكون مكاناً مناسباً وخالياً من المشتتات والإزعاج، مع ضرورة التقليل من الأدوات والأجهزة غير اللازمة.
• تجهيز غرفة فحص في كل مستشفى تتضمن شاشة مع مؤثرات إضاءة وصوت، وألعاب يمكن للطبيب المعالج التحكم بها.
• تقديم خدمات الرعاية المنزلية الأساسية، والفحوص الدورية ضمن الخدمات والتسهيلات المتاحة.
• شعور بعض أطفال التوحد بالخوف عند زيارة الطبيب، يعود إلى عدم قدرتهم على توقع ما قد يحدث لاحقاً.