رحلات سفر افتراضية لدعم «أطفال التوحد» نفسياً
أظهرت تقارير صادرة عن وزارة تنمية المجتمع أن «تنظيم رحلات سفر افتراضية للأطفال من فئة التوحد يساعدهم على تقبل فكرة السفر، والتعرف إلى تجربة الوجود في هذا النوع من البيئات»، مؤكدة أن ذلك يخفف من حدة التوتر والانزعاج الذي يشعر هؤلاء الأطفال به خلال تجربتهم الواقعية عند القيام برحلات التنقل بالطائرة.
وحددت الوزارة، في دليل أطلقته أخيراً بمناسبة شهر التوحد، الذي يصادف أبريل من كل عام، سبع خدمات يجب توافرها في المطارات والطائرات الصديقة لأصحاب الهمم من فئة التوحد، لتوفير بيئة مريحة وآمنة لهم.
وتضم الخدمات توفير مواقف مخصصة لأصحاب الهمم، بمن فيهم ذوو التوحد وأسرهم، تسهل عليهم النزول والركوب عند بوابة «المغادرون» و«القادمون» في المطار، وتقديم خدمة المرور السريع لذوي التوحد وأسرهم، للتقليل من ساعات انتظارهم في المطار، إضافة إلى تجهيز مكان مخصص للأطفال، بمن فيهم ذوو التوحد، يكون بمثابة غرفة لعب واسترخاء، وتقديم رحلات سفر افتراضية، وتخصيص رحلات واقعية تجريبية، تمكّن الطفل من زيارة المطار وركوب الطائرة من دون أن يسافر فعلياً، بهدف تهيئته لتجربة السفر الحقيقية، واستقبال أطفال فئة التوحد بهدية بسيطة من طاقم المطار أو الطائرة، وتجهيز مقاعد في الطائرة بمواصفات خاصة، مع إمكانية التحكم بوضعية الجلوس، والمؤثرات الحسية، كالإضاءة والأصوات.
واطلعت «الإمارات اليوم» على نسخة إلكترونية من الدليل الذي وضح أهم ما وصلت إليه الدراسات والممارسات العالمية في مجال حماية حقوق الأطفال من فئة التوحد، خلال تعرضهم للضغوط النفسية أثناء وجودهم في الأماكن المزدحمة.
من جهتها، أكدت مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة، وفاء حمد بن سليمان، لـ«الإمارات اليوم» أن تقبّل، وتفهّم اختلافات واحتياجات ذوي التوحد، مع تقاسم المسؤوليات، وتضافر الجهود بين الأفراد، والمؤسسات، هو الطريق الأمثل لبناء بيئات صديقة لذوي التوحد، داعية إلى التذكر دائماً أن أصحاب الهمم من ذوي التوحد مختلفون ومميزون، وأن كل طفل توحد يختلف عن الآخر، وأن ما قد يناسب طفلاً ليس مؤكداً أن يناسب طفلاً آخر.
وأفادت بن سليمان بأن الانتظار في المطارات، الذي يتطلب الاصطفاف في الطوابير، والمرور من نقاط التفتيش، وغيرها من الإجراءات، يتسبب لدى بعض الأشخاص من ذوي التوحد بتوتر وانزعاج، يقودهم إلى سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً، من صراخ أو بكاء أو إيذاء للذات أو ضرب الآخرين أو عدم الرغبة في الوجود في المكان.
وقالت إن التعامل السليم من ذوي الطفل، أو مرافقيه، يمكن أن يجنبهم الكثير من الإحراج الذي تسببه لهم تلك الإزعاجات، وذلك عبر اتباع إرشادات معينة، على رأسها الامتناع عن استخدام العنف والعقاب مع الطفل تحت أي ظرف، والتحلي بالهدوء والصبر، والاستعداد مسبقاً لأي مشكلة صحية قد يتعرض لها الطفل خلال السفر. يذكر أن وزارة تنمية المجتمع كثّفت جهودها خلال الشهر الماضي للتوعية بـ«التوحد»، إذ يخصص شهر أبريل على مستوى العالم للتركيز على الأنشطة والفعاليات التي تدعم الأشخاص من أبناء هذه الفئة (التوحد)، وتثقيف أفراد المجتمع بطبيعة اضطراب التوحد، وإدراك خصائصه، بهدف الإسهام في تمكينهم من نيل حقوقهم من خلال فهم احتياجاتهم وتحدياتهم بشكل أكبر.
إجراءات تهدّئ طفل التوحد خلال التسوق في العيد
حدّد «دليل بيئات صديقة لأصحاب الهمم من فئة التوحد»، مجموعة من الإجراءات التي ينصح بتطبيقها، سواء مع الأطفال من فئة التوحد أو غيرهم من الأطفال، للتمكن من إنجاز مهمة التسوق براحة واستمتاع، ومن دون أن يتعرض الطفل للتوتر الذي يقوده إلى التصرف بشكل غير لائق.
وقالت مديرة مركز أم القيوين للتوحد، التابع لوزارة تنمية المجتمع، فايزة محمد المعيني، إنه يجب أن يتبع أولياء الأمور إرشادات معينة خلال وجودهم في الأماكن العامة مع الأطفال أصحاب الهمم من فئة التوحد، الذين يتصفون بمزاج وسمات شخصية مختلفة عن غيرهم، مضيفة أن العطلات ومناسبات الأعياد تشهد التردد بشكل أكثر من المعتاد على مراكز التسوق التي تكون عادة مزدحمة ومكتظة، ما يستدعي الاستعداد مسبقاً لرحلة التسوق مع الطفل لمساعدته على فهم التجربة والتجاوب معهم بسلاسة، كما لفتت إلى أن تلك الإجراءات مفيدة للتعامل مع كل الأطفال إلا أنها ضرورية وملزمة بالنسبة لطفل التوحد، لأنه يعاني توتراً مضاعفاً وله حاجات مختلفة عن بقية الأطفال.
وأفادت المعيني بأنه يجب تحضير الطفل نفسياً قبل الذهاب إلى مركز التسوق من خلال القصص الاجتماعية، والصور، والفيديوهات، واللعب التمثيلي، وكذلك مشاهدة فيديو من الإنترنت أو بتسجيل فيديو للمكان ومشاهدته مع الطفل قبل الذهاب إلى المركز.
إجراءات تساعد طفل التوحد على التكيف مع تجربة التسوق:
• إعداد قائمة المشتريات مع الطفل حسب قدراته.
• جعل القسم المفضل للطفل في آخر الزيارة وإعلامه بذلك، لزيادة فترة التسوق وتدريبه على الصبر والانتظار.
• وضع سماعة عازلة للصوت أو سماعة مع الموسيقى المفضلة لطفلك خلال التسوق.
• السماح للطفل خلال الانتظار في طوابير الدفع بحمل الشيء المفضل أو اللعبة المفضلة لديه.
• إعطاء الطفل فرصة للدفع بالنقود أو البطاقة الائتمانية خلال عملية المحاسبة، لتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديه.