6 إنجازات كبرى حققتها الإمارات إقليمياً في مجال الفضاء
شهد مجال الفضاء في عهد المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، العديد من الإنجازات الملموسة، وأبرزها إنشاء وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، وهي أول وكالة عربية يتم إنشاؤها بهدف تنظيم وتطوير صناعة الفضاء، من خلال التركيز على رفع القدرات الوطنية، واستخدام تكنولوجيا الفضاء، بما يدعم تحقيق خطط إنشاء الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة.
وتمثلت أهداف الوكالة في تنظيم وتطوير القطاع الفضائي الوطني، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني المستدام، وتنمية الكوادر البشرية، ودعم مشروعات البحث والتطوير في قطاع الفضاء، وتعزيز وإبراز دور الدولة على الخريطة الفضائية إقليمياً وعالمياً، وضمان تقديم الخدمات الإدارية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية، وترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي.
ومنذ تأسيس وكالة الفضاء للإمارات، حفلت مسيرتها بالإنجازات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، واستطاعت أن تحجز لها مقعداً ضمن مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية ذات الصلة بشؤون الفضاء، وأهمها عضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء، لتكون أول دولة عربية تنضم إلى هذه اللجنة العالمية.
وتمثل أبرز إنجازات الوكالة في إطلاق استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء، التي ترتكز على ثلاث صلاحيات أساسية، وضعها المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وهي تطوير قطاع الفضاء، وإعداد سياساته وتنظيمه، وتوجيه برامج الفضاء الوطنية التي من شأنها أن تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
كما تضمنت الإنجازات إطلاق السياسة الوطنية لقطاع الفضاء، وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون الدولي مع جهات رائدة في قطاع الفضاء الدولي، مثل وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ووكالة «جاكسا» اليابانية، ووكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)، ووكالة الفضاء الهندية، وكذلك عضوية المنظمات العالمية، إضافة إلى إصدار القانون الخاص بتنظيم قطاع الفضاء في 2019، الذي بموجبه تختص وكالة الإمارات للفضاء بتنظيم قطاع الفضاء في الدولة، فضلاً عن خطة تعزيز الاستثمار الفضائي.
وجددت دولة الإمارات ريادتها في مجال علوم الفضاء على الصعيد العربي مع انطلاق «مسبار الأمل» الإماراتي في مهمة لاستكشاف المريخ، وهي الخطوة التي أدخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، لتكون الدولة بذلك واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.
وانطلق المسبار في مهمته بتاريخ 20 يوليو 2020، ووصل إلى المريخ عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور 50 عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجرى التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي، إذ أشرفت وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتمويله بالكامل، في حين قام مركز محمد بن راشد للفضاء بتطوير المسبار، بالتعاون مع شركاء دوليين.
وتمثل هدف المهمة في الكشف عن طبيعة الغلاف الجوي للمريخ، لفهم أعمق حول التغيرات المناخية على سطح كوكب المريخ، ورسم خريطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي، ودراسة تأثير التغيرات المناخية على المريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية، وإجراء دراسات معمّقة حول ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، ومعرفة أسباب حدوثها. أطلقت دولة الإمارات في أكتوبر 2018 القمر الاصطناعي «خليفة سات»، الذي يعد أول قمر اصطناعي عربي صُنع بأيدٍ محلية 100%، واعتُبر إنجازاً تاريخياً أسهم في تعزيز مكانة الإمارات الرائدة في قطاع علوم الفضاء على مستوى العالم.
واستغرق تصنيع «خليفة سات» أربعة أعوام من التجهيز والاستعداد والتدريب لفريق عمل من مركز محمد بن راشد للفضاء، وعمل على بنائه 70 مهندساً إماراتياً، راوحت أعمارهم بين 27 و28 سنة.
وتضمنت الخطوات السبّاقة لدولة الإمارات في مجال الفضاء في عهد المغفور له الشيخ خليفة، إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2008، وهو الجهة التي تحتضن برنامج الإمارات الوطني للفضاء، إذ يبني المركز أقماراً اصطناعية لرصد الأرض ويشغّلها، ويوفر خدمات تحليل صور وبيانات لمختلف العملاء حول العالم.
كما تولى المركز تطوير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ و«مسبار الأمل»، إضافة إلى برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أطلق أول رائد فضاء إماراتي، وهو هزاع المنصوري، إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر 2019 في مهمة علمية.
وفي أبريل 2017، أطلقت دولة الإمارات «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» الأول عربياً، ضمن البرنامج الوطني للفضاء الذي يديره مركز محمد بن راشد للفضاء.
وشمل البرنامج مراحل تدريب مكثفة على مدى ثلاثة أعوام، بهدف تأهيل الدفعة الأولى من رواد الفضاء الإماراتيين، وإعدادهم للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء والقيام بمهام علمية مختلفة. وتضمنت الدفعة الأولى للبرنامج كلاً من هزاع المنصوري وسلطان النيادي، إذ تدربا على مهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر 2019 في مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء في موسكو، بموجب اتفاقية ما بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس).
وفي سبتمبر 2019، دخلت الإمارات التاريخ من أوسع أبوابه، مع وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليصبح أول رائد فضاء عربي يصل إلى المحطة الدولية، في رحلة تكللت بالنجاح، وسطرت اسم الإمارات في السجل العالمي لإنجازات قطاع الفضاء.
وأخيراً، تلقى هزاع المنصوري وسلطان النيادي، رائدا الفضاء الإماراتيان، شارة رواد الفضاء من مركز جونسون للفضاء، التابع لوكالة «ناسا»، بعد إتمام تدريباتهما التي استمرت نحو 20 شهراً، بحيث أصبحا جاهزين للعمل على متن محطة الفضاء الدولية.
وفي فبراير 2020، أعلنت دولة الإمارات تفاصيل قانون الفضاء الأول من نوعه على المستويين العربي والإسلامي، الذي حمل 10 أمثلة لمجالات فضائية جديدة وناشئة، منها الإطلاق من الفضاء، والسياحة الفضائية، وامتلاك الموارد الفضائية واستخدامها، والتعامل مع الحطام الفضائي، والأحجار النيزكية، لتتم الاستفادة منه على مستوى الإقليم.
وأصبح قانون الفضاء الإماراتي مرجعاً للدول التي تفكر في إصدار قانون مشابه، إذ يشمل أنشطة تعتبر حديثة، وأنشطة مستقبلية تنوي الإمارات تطوير البنية التحتية المناسبة لها.
وشمل القانون تفاصيل الأنشطة والمجالات الفضائية الجديدة، مثل الرحلات دون المدارية، وبناء المستوطنات والمنشآت البشرية في الفضاء، والانطلاق من الفضاء، وعملية عودة دخول الأجسام الفضائية للأرض، والخدمات اللوجستية.
6 خطوات نحو الريادة
• إطلاق استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء.
• إطلاق السياسة الوطنية لقطاع الفضاء.
• انطلاق «مسبار الأمل» الإماراتي في مهمة لاستكشاف المريخ.
• إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2008.
• إطلاق «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» الأول عربياً.
• صدور قانون الفضاء.. الأول من نوعه على المستويين العربي والإسلامي.