خليفة بن زايد.. 18 عاماً من القيادة الاستثنائية
18 عاماً قضاها المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيساً للدولة، منذ أن اعتلى سُدّة الحكم في الثالث من نوفمبر 1971، عقب وفاة الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان خلالها معشوقاً لشعبه، وقائداً استثنائياً، فبحكمته ورؤيته الثاقبة نجح في ترسيخ مبدأ الأمن والاستقرار والتنمية للشعب والوطن.
وينتمي المغفور له، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس، إلى قبيلة «بني ياس»، التي تعتبر القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية، حيث وُلد المغفور له في قلعة المويجعي بمدينة العين، عام 1948، وكان النجل الأكبر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووالدته الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، واللذين سماه بهذا الاسم نسبة إلى جده الشيخ خليفة بن شخبوط.
وعاش المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مع عائلته في قلعة المويجعي بمدينة العين، وتلقّى تعليمه المدرسي في «المدرسة النهيانية» التي أنشأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، ليقضي معظم طفولته في واحات العين، والبريمي، بصحبة والده الذي كان حاكماً لمنطقة العين آنذاك، فأخذ من صفاته «مكارم الأخلاق والصفات الحميدة والكرم والشجاعة»، وتعلّم منه القيادة وحسن الإدارة واتخاذ القرارات، وسبل التنمية، ليحصدا معاً حب الناس وثقتهم المطلقة.
ومع انتقال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى مدينة أبوظبي، ليصبح حاكماً للإمارة في أغسطس 1966، بدأ المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، يمارس ما تعلّمه على يد الوالد المؤسس، الذي قام بتعيينه ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية، ورئيساً للمحاكم فيها، ليسلك طريقه إلى القيادة وهو في سن 18 عاماً في ذلك الوقت.
وعلى خطى الوالد سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، فاستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، خصوصاً تلك التي تهدف إلى تحسين الزراعة، وكان نجاحه الملحوظ في مدينة العين، بداية حياة مهنية طويلة في خدمة الشعب، وبداية تولي دوره القيادي بسهولة، ومهارة سجلتها إنجازاته الكبرى، إذ شغل بعد ذلك عدداً من المناصب الرئيسة، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة أبوظبي ليتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشروعات الكبرى في الإمارة، إلى أن تم ترشيحه ولياً لعهد إمارة أبوظبي في الأول من فبراير 1969، بجانب قيادته مهام دائرة الدفاع في الإمارة، والتي أسّسها بنفسه لتصبح في ما بعد النواة التي شكلت القوات المسلحة لدولة الإمارات.
وفي الأول من يوليو 1971، ومع قرب قيام الاتحاد، تم تعيين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيساً لمجلس حكومة أبوظبي، ووزيراً محلياً للدفاع والمالية في الإمارة، ليرفع بعدها علم الاتحاد لأول مرة في سماء إمارة أبوظبي، بعد الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر 1971، حيث توجّه المغفور له يومها إلى ساحة قصر المنهل، وأمر برفع علم الإمارات على سارية القصر، وأدى التحيّة العسكرية له.
ولم يمر الكثير من الوقت على قيام الاتحاد، حتى تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، في الحكومة الاتحادية الثانية، في 23 ديسمبر 1973، وبعدها تولّى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، (الذي حلّ محل الحكومة المحلية في الإمارة)، في 20 فبراير 1974، ليشرف على المجلس في تحقيق برامج التنمية الشاملة في إمارة أبوظبي، بما في ذلك بناء المساكن، ونظام إمدادات المياه والطرق، والبنية التحتية العامة التي أدت إلى إبراز حداثة مدينة أبوظبي.
وفي أعقاب القرار التاريخي للمجلس الأعلى للاتحاد بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد، لم يجد الآباء المؤسسون خيراً من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، في مايو 1976، نظراً لما تمتّع به من خبرات عسكرية طويلة، ونجاحه في تأسيس وزارة الدفاع المحلية في أبوظبي، فوجّه كل اهتماماته إلى جعل المؤسسة العسكرية معهداً كبيراً متعدد الاختصاصات، يتم فيه إعداد كوادر بشرية مدربة، فأنشأ كليات عدة، وأمر بشراء أحدث المعدات والمنشآت العسكرية.
وعلى الرغم من انشغال «القائد العسكري» بتطوير القوات المسلحة بشرياً وتسليحياً، إلّا أن ذلك لم يؤثر في دوره التنموي والاجتماعي والاقتصادي كحاكم لإمارة أبوظبي، حيث قام بإنشاء دائرة أبوظبي للخدمات الاجتماعية والمباني التجارية، التي عرفت باسم «لجنة خليفة» في عام 1981، وذلك لتقديم الدعم وتوفير قروض البناء للمواطنين، حتى أسس هيئة القروض لتوفير العقارات لمواطني الإمارة، لأغراض السكن والاستثمار على حد سواء، عام 1991، كما تولّى قيادة المجلس الأعلى للبترول (الذي تم نقل صلاحياته إلى المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية) في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ليبدأ عملية تطوير المنشآت البتروكيماوية والصناعية في دولة الإمارات، باعتبارها جزءاً من برنامج طويل الأمد، يستهدف تنويع اقتصاد البلاد.
وفي الثالث من نوفمبر عام 2004، وعقب يوم من إعلان وفاة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، (2 نوفمبر 2004)، تمّ انتخاب المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيساً للدولة، بجانب مهامه كحاكم لإمارة أبوظبي، ليبدأ الطريق بإطلاق خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الرخاء للمواطنين، استكمالاً لدرب زايد التنموي، حيث كانت أبرز الأهداف السير على نهج والده الذي آمن بدور دولة الإمارات الريادي كمنارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.
وأشرف المغفور له على تطوير قطاعي النفط والغاز، والصناعات التحويلية التي أسهمت بنجاح كبير في التنوع الاقتصادي في البلاد، كما قام بجولات واسعة في جميع أنحاء الدولة، لدراسة احتياجات الإمارات الشمالية، وأمر ببناء عدد من المشروعات السكنية، والطرق، ومشروعات التعليم، والخدمات الاجتماعية.
وآمن المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في مستهل قيادته للدولة، بحتمية إجراء تطويرات سياسية، لا تقتصر على طرق الحوكمة، بل تشمل أيضاً إصلاحات مجتمعية ترفع من شأن الوطن والمواطن في الميادين كافة، وتعزز الانتماء الوطني، فأطلق مبادرة لتطوير السلطة التشريعية، من خلال تعديل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بشكل يجمع بين الانتخاب والتعيين، مما يتيح اختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات مباشرة من شعب دولة الإمارات.
وانتهج المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، سياسات إغاثية وإنمائية تدعم الدول والشعوب المحتاجة، حتى باتت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في الدولة، حيث وصلت مساعداتها المختلفة لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم.
«خليفة» رفيق الرحلة الصعبة لـ «زايد»
حرص المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على مرافقة الوالد المؤسس، في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، وظل رفيقاً ملازماً لـ«زايد» في مهمته الصعبة لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة، ما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية لتحمل المسؤولية والثقة والعدالة.
كما لازم المغفور له المجالس العامة، والتي اعتبرها مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت، مما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، وجعلته قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم، كما أكسبته مهارات الإدارة والاتصال.
وحين رأى المغفور له تفاني والده لتحقيق الرخاء والرفاهية للقبائل، وحرصه على الحفاظ على أمنهم ووحدتهم الوطنية، ومبادراته في رعاية البيئة، والحفاظ على التراث الشعبي، أصبح مؤمناً بأن القائد الحقيقي هو الذي يهتم برفاهية شعبه.
أبرزها «القائد الأعظم»..12 وساماً دولياً
حرص المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، خلال فترة حكمه على انتهاج سياسة خارجية نشطة، تدعم مركز دولة الإمارات كعضو بارز وفعّال، إقليمياً، وعالمياً ونتيجة لعلاقاته الإنسانية والسياسية الواسعة والفريدة، حصل المغفور له على 12 وساماً دولياً منحها إياه قادة دول كبرى عربية وغربية، هي:
• (31 يناير 2005).. وسام من ملك البحرين.
• (27 يناير 2006).. وسام من رئيس اليونان.
• (31 يناير 2007).. وسام من رئيس اليمن.
• (14 أبريل 2007).. وسام من رئيس السنغال.
• (30 أبريل 2007) وسام من رئيس الأروغواي.
• (5 مارس 2008).. وسام من رئيس تركمانستان.
• (23 مايو 2008).. وسام من ملك إسبانيا.
• (10 فبراير 2009).. وسام من رئيس لبنان.
• (16 مارس 2009).. وسام من رئيس كازاخستان.
• (2 مايو 2010).. وسام من الرئيس الفلسطيني.
• (24 نوفمبر 2010).. وسام «القائد الأعظم» من ملكة المملكة المتحدة.
7 محطات قيادية في حياة خليفة
مرّت رحلة المغفور له، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بسبع محطات قيادية رئيسة، تولّى خلالها كثيراً من المهام شديدة الحساسية، وشغل خلالها أرفع المناصب، وهي:
• «18 سبتمبر 1966».. ممثل سمو حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها.
• «1 فبراير 1969».. ولي عهد إمارة أبوظبي.
• «2 فبراير 1969».. رئيس دائرة الدفاع في أبوظبي (مع تشكيل قوة دفاع أبوظبي).
• «1 يوليو 1971».. رئيس مجلس وزراء حكومة أبوظبي، ورئيس دائرتي الدفاع والمالية.
• «23 ديسمبر 1973».. نائب رئيس مجلس الوزراء (في الحكومة الاتحادية الثانية).
• «20 فبراير 1974».. رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
• «1976».. نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
• «3 نوفمبر 2004».. رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.