«مبادرات محمد بن راشد العالمية» تنفذ أعمالاً إنسانية بـ 6.9 مليارات درهم خلال 5 سنوات

عرضت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في مقر البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، إنجازاتها الإنسانية الشاملة ومشاركاتها الدولية خلال السنوات الماضية في مختلف محاور نشر التعليم والمعرفة والمساعدات الإغاثية والإنسانية وتمكين المجتمعات والابتكار واستشراف المستقبل والرعاية الصحية، وذلك خلال فعالية موازية لمشاركة وفد الدولة في «منتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى» المعني بالتنمية المستدامة، بعد أن بلغ حجم الإنفاق العام للمؤسسة خلال الخمس سنوات الماضية 6.9 مليارات درهم وأحدثت أثراً إيجابياً في حياة عشرات الملايين حول العالم.

واستعرض وفد مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية المشارك مشروعاتها في قطاع التعليم والتي خصصت لها المبادرات خلال الخمس سنوات الماضية 2.1 مليار درهم، نتائج تقرير أعمالها للعام 2021، وبلغ حجم إنفاق المؤسسة 1.1 مليار درهم أو ما يعادل 300 مليون دولار، وأحدثت تغييراً فاعلاً في حياة 91 مليون إنسان في 97 دولة.

وألقى نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير محمد أبوشهاب، الكلمة الافتتاحية التي قدم فيها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وعرّف المشاركين بالإطار العام لعملها الإنساني حول العالم.

واطلع المشاركون على حصاد أنشطة 30 مؤسسة ومبادرة منضوية تحت راية مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومشاركاتها الدولية التي تدعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، والتي تتوافق تماماً مع المحاور الخمسة الرئيسة للمؤسسة والمتمثلة في المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة الأمراض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، وذلك بالتركيز على مبادرات مكافحة الجوع وتعزيز التعليم التي تنفذها المؤسسة، وفي مقدمتها منصة «مدرسة» التعليمية الإلكترونية المجانية، ومبادرة «المدرسة الرقمية» الهادفة لتمكين الطلاب في المناطق النائية والنامية ومخيمات اللجوء والنزوح، وسلسلة مبادرات إطعام الطعام التي شملت «10 ملايين وجبة» و«100 مليون وجبة» ومبادرة «المليار وجبة» التي وصلت إلى المحتاجين في أكثر من 50 دولة.

وأكد الأمين العام المساعد للمؤسسة، سعيد العطر، على الدور العالمي الذي أرسته المبادرات والمشروعات التي نفذتها المؤسسة على مدى سنوات في عشرات الدول والمجتمعات الأقل حظاً حول العالم، لافتاً إلى مجموعة الشراكات الاستراتيجية النوعية التي عقدتها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لتعزيز العمل الخيري والإنساني والمجتمعي.

وأضاف أن المؤسسة تشكل مظلة لعشرات المؤسسات الخيرية والإنسانية التي يرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منذ عقود، ضمن رؤية تقوم على مأسسة العمل الإنساني والمجتمعي، وبناء منظومة عمل قائمة على توحيد القدرات، وتلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمعات والتي تسهم بشكل مباشر ومؤثر في تعزيز الاستقرار والسلم وصناعة وتجديد الأمل لدى الأفراد والمجتمعات.

ويعتبر منتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة المنصة الرئيسة للأمم المتحدة بشأن التنمية المستدامة. ويلعب منذ تأسيسه عام 2012 دوراً محورياً في متابعة ومراجعة التقدم على صعيد تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 على المستوى العالمي.

واستعرض الوفد المشارك الجهود العالمية البارزة لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية ومشاركاتها البارزة ضمن تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها خلال عام 2021 إلى 417 مليون درهم بزيادة 35 مليون درهم عن عام 2020 الذي سجلت فيه نحو 382 مليون درهم. وبلغ عدد المستفيدين من محور المساعدات الإنسانية والإغاثية 22.9 مليون إنسان. حيث تسهم تحت هذا المحور كل من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ومؤسسة بنك الإمارات للطعام، ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سقيا الإمارات، ومركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة.

ومع تنامي تحدي الجوع وسوء التغذية الذي يهدد أكثر من 800 مليون إنسان، وتصاعد أزمات الأمن الغذائي، أطلقت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على مدى السنوات الثلاث الأخيرة سلسلة حملات لتقديم الدعم الغذائي استفاد منها الملايين من الأفراد والأسر المتعففة والمحتاجين واللاجئين والنازحين والمتضررين من الكوارث والأزمات في أكثر من 50 دولة.

وضمن سياق الرعاية الصحية ومكافحة الأمراض الذي يمثل المحور الثالث ضمن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، استعرضت عضو مجلس الأمناء والرئيس التنفيذي لمؤسسة نور دبي، الدكتورة منال تريم، حجم الإنفاق الإجمالي للمؤسسة على عشرات المبادرات والحملات العلاجية والوقائية والذي بلغ 51.2 مليون درهم خلال عام 2021، وصل أثرها المباشر إلى 15 مليون شخص.

أما ضمن محور نشر التعليم والمعرفة، الذي يتوافق تماماً مع الهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، فاستعرضت نائب وزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية، عضو مجلس إدارة المدرسة الرقمية، هدى الهاشمي، جهود المؤسسة في هذا المحور مع تسليط الضوء على أهمية التعليم الرقمي في تسريع تحقيق الهدف الرابع لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في توفير التعليم وتجربة الإمارات في التعليم الرقمي وتطويرها وصولاً إلى مبادرة المدرسة الرقمية.

وفي محور تمكين المجتمعات، استعرضت رئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا، هيلين كلارك، مع عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، البروفيسور رائد العواملة، الجهود العالمية للمؤسسة ومشاركاتها التي بلغت وفق تقرير الأعمال للعام 2021، نحو 88.7 مليون درهم، وبلغ عدد المستفيدين 2.1 مليون إنسان حول العالم.

من جانبه، استعرض الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلفان بالهول، جانباً من مبادرات المؤسسة ضمن محور ابتكار المستقبل والريادة مسلطاً الضوء على جهود «متحف المستقبل» في مجال الاستدامة، وهو ما يأتي في سياق تنفيذ توجيهات قيادة دولة الإمارات بالتعامل مع تحديات الاستدامة، مؤكداً أن دولة الإمارات وانطلاقاً من إدراكها للدور المحوري الذي تلعبه الشراكات الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، سجلت على مدى 50 عاماً من تاريخها، سجلاً حافلاً من الشراكات النوعية مع المنظمات الدولية لتنسيق جهود الاستجابة الشاملة للتحديات القائمة والناشئة.

وقدم نائب رئيس اللجنة الوطنية الإماراتية لأهداف التنمية المستدامة، عبدالله لوتاه، مجموعة من مخرجات تقرير أعمال المؤسسة، التي نجحت رغم التحديات اللوجستية والفنية التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» في الوصول إلى عدد غير مسبوق من المستفيدين بالمقارنة مع السنوات السابقة، فيما حققت مشروعاتها مشاركة قياسية للمتطوعين الذين بلغ عددهم عام 2021 ما يقارب 145 ألف متطوع في مختلف مشروعات وبرامج المؤسسة الإنسانية والتنموية.

الأكثر مشاركة